14 تموز 1958 يوم خالد في التاريخ

لا شك ان يوم 14 تموز عام 1958 من الايام الخالدة والمهمة في تاريخ العراق والمنطقة انه نقطة مضيئة وانعطافة كبيرة في تاريخ العراق والمنطقة

انه أيقظ العقول وحركها بالاتجاه الصحيح لبناء العراق الواحد الحر الديمقراطي الموحد بعد ان وحد العراقيين جميعا عربا وكردا وتركمان وسنة وشيعة ومسلمين ومسيحين وصابئة وايزيدين وصرخ الجميع صرخة عراقية واحدة (عراقي انا وأنا عراقي) متحدين اعداء العراق دعاة العبودية وانصار العنصرية والطائفية انه فتح باب الجنة امام عراقيين فتح باب الاخوة العراقية وحدة العراق الصادقة المخلصة

لاول مرة شعر العراقيون الاحرار انهم اخوة انهم شعب واحد حيث ضمنت لهم جميعا المساواة في الحقوق والواجبات وضمنت لهم حرية الرأي و العقيدة وهذه الحالة لم يعرفها المواطن العراقي في كل تاريخه

لا شك ان العراق بني على باطل في عام 1921 اي عدم مشاركة كل العراقيين وانما بني على اساس هذا ابن حرة وهذا ابن جارية هذه المجموعة مواطنون من الدرجة الاولى وهذه المجموعة مواطنون من الدرجة الثانية والسبب لان العراق لم يبن بيد عراقية وانما بني على يد خونة وعملاء الذين كانوا يخدمون دولة ال عثمان العنصرية الطائفية الظلامية المعادية للعراقيين وكانوا اليد التي تحتقر وتهين العراقيين وتنشر وتزرع النزعات العشائرية والطائفية والعنصرية فكان احد هؤلاء العبيد اصدر قانون اعتبر اغلبية العراقيين وهم الشيعة مواطنين من الدرجة الثانية لا يمكن الوثوق بهم وهذا القانون سهل لاعراب الصحراء الذين احتلوا العراق صدام وزمرته بعد ذبح الثورة من ذبح ملايين العراقيين وتهجيرهم وتسفيرهم واسقاط الجنسية العراقية عنهم على اساس انهم غير عراقيين

فجاءت ثورة 14 تموز الغت كل تلك القوانين والقيم البدوية المتخلفة التي تهين الانسان وتحتقره وتشعل نيران العنصرية والطائفية فالغت اخطر وباء كان يهدد العراق والعراقيين وهو قانون العشائر وأعرافها ودور شيوخها وقالت لا عشيرة ولا شيوخ عشائر في العراق الحكم للقانون ولا حكم لغير القانون مهما كان والجميع تخضع للقانون ولا يوجد احد مهما علا ومهما كان فوق القانون و كما الغت الاقطاع وقالت ثروة العراق للعراقيين بالتساوي وأكدت على وحدة العراق والعراقيين انهما خط احمر لا يسمح لاحد تحت اي اسم واي ذريعة ان يدعوا الى تقسيم العراق الى تقسيم العراقيين

لا شك ان ذلك لا يرضي اعداء العراق والعراقيين بل يغضبهم لأنه يشكل خطرا على مصالحهم على منافعهم الغير شرعية مثل شيوخ العشائر شيوخ الدين المنحرفة عن الدين التي جعلت من الدين وسيلة لخدمة اعداء الدين بدو الصحراء تحت اسم القومجية العربية والغريب لحقت بهم بدو الجبل القومجية الكردية وشكلوا حلفا اجرامي وبمساعدة اعداء الحياة العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود الفاسدة وملك الاردن والحكومة التركية وحكومة الشاه والحكومات الامريكية والأسرائيلية والبريطانية والحكومة المصرية بقيادة فرعون مصر جمال عبد الناصر فأعلنوا الحرب على العراق والعراقيين ونتيجة لبعض الاخطاء من قبل الثورة واهلها تمكن اعداء العراق من ذبح الثورة وذبح كل من ايدها وناصرها وهكذا تمكنوا الوقوف بوجه العراقيين ومنعهم من بناء العراق من السير في طريق الحرية والتعددية الفكرية والسياسية من الغاء وقبر القيم والاعراف العشائرية البدوية المتخلفة وترسيخ القيم الانسانية والمبادئ الحضارية فعادوا بالعراق الى ما قبل الاسلام الى ايام جاهلية ووحشية وعبودية ال سفيان حتى انهم فتحوا ابواب جهنم على العراق والعراقيين وحشروهما فيها في يوم اسود مظلم يوم 8 شباط 1963 انه من اشد الايام سوادا ووحشية وقسوة مر بها العراق والعراقيين في هذا اليوم بدأت حملة ابادة للعراقيين وبدأت حملة تدمير للعراق لامثيل لها فعادت النزعات العشائرية والعنصرية والطائفية والمناطقية واصبحت قوة حاكمة ومتنفذة هي الآمرة الناهية لانها في خدمة الحاكم وزمرته افراد عائلته عشيرته منطقته

رغم انتكاسة ثورة 14 تموز و رغم هزيمتها امام قوى الظلام اعداء الحياة لكنها انارت عقول العراقيين الأحرار ومنحتهم قوة وزرعت الامل والتفاؤل في نفوسهم والثقة بالنصر لهذا ترى العراقي الحر لم يشعر باليأس بالقنوط لم يستسلم للامر الواقع مهما كانت قسوته ووحشيته وظلامه فمجرد يرى شعار ثورة 14 تموز علم ثورة 14 تموز صورة زعيم ثورة 14 تموز يشعر بالقوة التي تذلل تلك القسوة وتلك الوحشية و تبدد ذلك الظلام ويشعر بالتفاؤل والثقة بالنصر

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here