السفير الفلسطيني : زيارة رئيس الوزراء للعراق سياسية بإمتياز ومواقف بغداد تزيل تردّد العواصم

السفير الفلسطيني لـ (الزمان): زيارة رئيس الوزراء للعراق سياسية بإمتياز ومواقف بغداد تزيل تردّد العواصم

زيارة رئيس الوزراء للعراق سياسية بإمتياز ومواقف بغداد تزيل تردّد العواصم

بغداد – عبد اللطيف الموسوي

وصف السفير الفلسطيني لدى بغداد احمد عقل زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الى العراق بأنها (سياسية بإمتياز)، كاشفا عن اتفاق البلدين على تعزيز التعاون الثنائي بينهما وتشكيل ثلاث شركات زراعية وصناعية وتجارية مشتركة سترى النور خلال شهرين.وقال عقل لـ(الزمان) امس (اعتقد ان الهدف الاول للزيارة ستراتيجي سياسي بامتياز لما يملكه العراق من امكانيات سياسية واقتصادية وثقافية وخروجه منتصرا على الارهاب وموحدا)، مضيفا ان (العراق دولة محورية وقد اتخذ مؤخرا موقفين مهمين ستراتيجيين يتمثلان في وقوفه ضد صفقة وضد ورشة البحرين)، لافتا الى ان (مثل هذه المواقف ستشجع الدول المترددة بسبب الضغط الامريكي عليها على اتخاذ خطوات مماثلة). وغادر أشتية والوفد المرافق له بغداد عصر اول امس منهيا زيارة استغرقت يومين التقى خلالها الرئاسات الثلاث واجرى نقاشات مهمة .واوضح عقل ان (بعض الدول لاتستطيع مواجهة الضغوط الامريكية  ووجود موقف مؤيد لنا يصب في صالح فلسطين بمواجهة محاولات الهيمنة الاسرائيلية والامريكية على مقدرات المنطقة عموما وفلسطين خصوصا)، مستطردا (يهمنا كثيرا ان يتجذر الموقف العراقي وقد وجدنا العراقيين كما كانوا عليه في المواجهات السابقة التي دخلها الفلسطينيون ضد الاسرائيليين). وتابع ان (الوفد الفلسطيني تقدم بالشكر للعراق ايضا على موقفه المعارض لوقوع اي حرب في المنطقة لأن مثل هذه الحرب ستعود بالضرر على جميع دول المنطقة ومن بينها فلسطين وبالتأكيد ليس من مصلحة العراق نشوب الحرب)، في اشارة الى احتدام التوتر بين واشنطن وطهران والتهديدات المتبادلة بين الجانبين. وبحسب عقل فإن القضية المهمة الاخرى التي طرحها الوفد الفلسطيني هي (محاولة امريكا ونتنياهو ايهام الآخرين بأن اسرائيل لم تعد هي العدو الاول لدول المنطقة وبالتالي فإن على الدول العربية ان تتحالف مع اسرائيل ولا تكتفي باقامة علاقات معها )، في اشارة الى ايران . واوضح ان مثل هذا الامر (يعد تجاوزا وتدميرا لحقوق الشعب الفلسطيني )، مشيرا الى ان(العراق يتفهم هذا الموقف)، مضيفا ان(البلدين ناقشا ايضا القضايا ذات الاهتمام المشترك وبحثا آلية التحركات الدبلوماسية سواء في الاجتماعات والمؤتمرات العربية او الدولية من اجل توحيد المواقف )، مشيرا الى ان (وزيري خارجية البلدين عقدا بدورهما اجتماعا منفصلا لبحث هذه الامور). وتابع ان (الوفد طرح ايضا استراتيجية الحكومة الفلسطينية الجديدة وقرارها بالانفكاك التدريجي عن الاحتلال الاسرائيلي وقد جاءت الزيارة الى العراق لتتماشى مع هذه الرغبة وهي الدولة الثانية التي زارها الوفد الحكومي بعد زيارته للاردن الاسبوع الماضي)، موضحا ان (تنفيذ هذه الستراتيجية يتطلب تعزيز التعاون مع الدول العربية ومنها العراق ولهذا ناقشنا عددا من المشاريع الاقتصادية المهمة ومنها بناء مدينة زراعية في العراق لما لفلسطين من تجارب في الزراعة ومن هذا المنطلق جرى الاتفاق على تأسيس شركة عراقية فلسطينية في مجال الزراعة كما اتفقنا على تأسيس شركتين مشتركتين اخريين في مجال الصناعة والتجارة من اجل فتح آفاق اوسع للمستثمرين الفلسطينيين وخاصة ان الجانب الفلسطيني لديه تجربة في اعادة الاعمار)، مضيفا ان ( اجراءات عملية اتخذت لكي تكون هذه الشركات على الارض في غضون شهرين).  وبحسب عقل فإن (امكانيات العمل المشترك بين البلدين هي اليوم قريبة للغاية حتى في مجال القطاع الخاص )، مشيرا في هذا الصدد الى (تجربة فلسطين في زراعة النخيل المجهول الامر الذي سيثمر عن مساهمة فلسطينية في زراعة النخيل بالعراق )، كاشفا عن (اجراء نقاشات بشأن فتح بنوك فلسطينية في العراق وكذلك توسيع آفاق التعاون في مجال الصحة وتأمين الادوية)، موضحا ان (الوفد الفلسطيني ضم عددا كبيرا من رجال الاقتصاد والصنعة  والتجارة الامر الذي اتاح عقد منتدى مع نظرائهم العراقيين خلال الزيارة). وفي الشأن نفسه نقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن أشتية قوله خلال لقائه رئيس الجمهورية برهم صالح في قصر السلام ببغداد إن (نهوض العراق وتعزيز دوره في المنطقة يشكل عنصر قوة لفلسطين في المنطقة والعالم ايضا، وعلى الأمة العربية الحفاظ على اولوية القضية الفلسطينية، وعدم حرف البوصلة باتجاه صراعات ثانوية)، مؤكدا (وجوب تكريس الوحدة العربية على أرض الواقع، من أجل توحيد الجهود لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن ارض فلسطين). وأضاف اشتية (نريد تطبيق مذكرات التفاهم والاتفاقيات ما بين البلدين وادخالها الى حيز التنفيذ، خاصة في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، تماشيا مع استراتيجية الحكومة وقرارها بالانفكاك التدريجي عن الاحتلال، من خلال الانفتاح على الأسواق العالمية خاصة الدول العربية، وتعزيز المنتج الوطني الفلسطيني وتسويقه دوليا).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here