السلطة والشيطان اب وابن وعند التدقيق في معرفة الاب والابن يتضح لنا ان الشيطان أبن السلطة وهذه حقيقة واضحة وجلية لا تحتاج الى دليل الى برهان
فهل يمكن للبشرية ان تستغني عن السلطة ربما بعد بضعة ألوف من السنين أقل اكثر لا استطيع تحديدها بالضبط عندما ينضج عقل الانسان ويتخلص الانسان من القيم والعادات الحيوانية ويكف عن استخدام يده في خلافاته ويستخدم عقله بدلها يمكن للانسان ان يستغني عن السلطة تماما وبالتالي يصبح القانون العقل هو الحاكم والجميع خاضعة له ولا يوجد احد فوق القانون ويصبح منفذ القانون انسان وضع نفسه وقدرته وعلمه في خدمة الناس ومن اجل راحتهم وسعادتهم لا يريد جزاءا ولا شكورا لا اعتقد هناك أنسان بهذا المستوى في زمننا هذا ربما في المستقبل يمكن ايجاد انسان بهذا المستوى
لا شك ان هذا حلم اقرب منه الى الخيال من الحقيقة وربما لا تستوعبه عقولنا لكني على يقين سيتحقق في يوم من الايام واي نظرة موضوعية لتطورات الحياة والانسان تؤكد انها سائرة الى تحقيقه والوصول اليه
صحيح المجتمعات البشرية ليست بمستوى واحد في مجال حكم العقل انما هناك مستويات نسبية اي الحالة تدرج درجات من حالة أقل الى حالة اعلى من قانون نظام الغاب اي البقاء للأقوى اذا لم تكن آكلا فأنت مأكولا حتى نظام القانون اي حكم العقل لا اقول الكمال وانما الامر نسبي من الحاكم الرب الأله والجميع خاضعة تسبح بفضله و بيده الحياة والموت والفقر والغنى وهو على كل شي قدير اذا قال صدام قال العراق الى خادم للشعب ولو كلاما لذر الرماد في العيون نعم ظهرت حالات فردية هنا وهناك جعلت من نفسها خادمة للناس لم تهتم بالمال ولا يغرها النفوذ لهذا هي التي اضفت على السلطة نوع من الاحترام وطهرتها من تهمة الفساد مثل الامام علي والزعيم عبد الكريم في العراق لكنها اعتبرت حالات فردية شاذة في غير محلها لهذا ذبحت في مهدها كأنها ورم سرطاني
المعروف جيدا ان العراق في كل تاريخه سقط بين انياب مجموعات من اللصوص المفترسة واخذ ينتقل من بين انياب قديمة الى بين انياب جديدة اشد قسوة و وحشية من اقدم الازمنة حتى زمننا
لا شك ان الأغلبية المطلقة من ابناء العراق شعروا بالراحة والارتياح وبالفرح والسرور في يوم 9 نيسان 2003 يوم الحرية والتحرير وشعرالعراقيون انهم احرار وتحرروا من بين انياب أخطر وحش ووحشية الذي اسمه صدام وزمرته لكنهم وقعوا بين أنياب عدة وحوش مفترسة من حيث لا يدرون
الغريب ان الساسة الذين حلوا محل صدام لا أقول كلهم ولكني اقول اغلبيتهم المطلقة اي 90 بالمائة منهم هدفهم الاول والاخير ان يحلوا محل صدام ويتنعموا ويترفهوا كما كان صدام يترفه ويتنعم ويفرضوا نفوذهم وقوتهم على الآخرين كما كان صدام يفعل لهذا فانهم لا يهمهم امر الشعب ولا معاناته ولا مستقبله فليس لديهم خطة يسعون لتحقيقها ولا برنامج لتنفيذه صحيح انهم خصصوا رواتب عالية وأمتيازات كبيرة لاعداد كبيرة من الذين سموهم بالمجاهدين نعم هناك مجاهدين ويستحقون التكريم لكن عند التدقيق نجد اغلبية هؤلاء كانوا من عناصر الاجهزة الامنية والقمعية الصدامية وبما انهم لا يملكون ضمير ولا شرف لا شك انهم الاسرع للحصول على المغانم وعلى الامتيازات وهكذا تمكنوا وبسرعة كبيرة من الحصول على اموال صدام وزمرته وقصورهم وسياراتهم وما يملكون واستحوذوا على ثروة الشعب ووظائف الدولة ومناصبها وتجارتها ومقاولاتها وعقودها وصفقاتها التجارية ومصانعها ومزارعها ومدارسها وجامعاتها ووزعت لهم ولاتباعهم فقط ولا يحق لاي عراقي مشاركتهم في الامر الا اذا اعلن ولائه لطرف من اطراف الطبقة السياسية وكل طرف له مكانة خاصة ومنزلة معينة وهكذا انقسم ولاء العراقيون الى ولاءات متعددة لهذا لا تجد عراقي واحد ولائه للعراق وهذا من اهم اسباب فشل انتفاضة العراقيين وعدم قدرتهم على التغيير والتجديد
لا شك ان العراقي حصل على حرية الكلام والتعبير عما يريد وعما يعاني لكنه في الوقت نفسه مهد وسهل للفاسدين واللصوص والجهلة والثيران والذين في نفوسهم مرض وعبيد وخدم صدام واعداء العراقيين من ال سعود وكلابهم الوهابية التحرك والحصول على المناصب العليا والنفوذ والسلطة والسير في البلاد حسب اهوائهم ورغباتهم وما هذه الفوضى وتفاقم الفساد وسرقة المال العام الا نتيجة لكل ذلك
لهذا على العراقيين ان يخرجوا من هذه الدائرة المغلقة التي صنعتها الطبقة السياسية وهي الولاء للعشيرة للطائفة للعرق للحزب للمنطقة واعلان الولاء للعراق والعراقيين
هل السلطة مفسدة ام المتسلط الفاسد هو الذي أفسدها
مهدي المولى
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط