لماذا تتظاهر المعارضة السياسية؟

سلام محمد العامري

[email protected]

“الانسان يعبر الحياة مرة واحدة, لذا إذا كان هناك أي خير, تستطيع فعله أو إحسانٍ تستطيع تقديمه, لأي مخلوق فلتفعله الآن, لأنك لن تمُر من هذا الطريق, مرة أخرى ” فهد الأحمدي / كاتب سعودي.

يتساءلُ كثير من مواطني العراق, عن المعارضة السياسية, وخروجها للتظاهر, فنقول: إنَّ تنفيذ المطالبة بالحقوق, يحتاج لجهة سياسية ساندة, لها ثقل برلماني تعمل, ضمن واجبها الدستوري سياسياً, بالرقابة على أداء الحكومة, وما قدمته من برنامج, وعدت بتحقيقه ضمن سقفٍ زمني, ولها الحق بالتحشيد الشعبي, والخروج بتظاهرات للمطالبة, بتلك الوعود دون المساس بالشخوص, ولا يكون ذلك العمل, من أجل إسقاط النظام.

بما أنَّ أغلب الأحزاب السياسية, قد اشتركت بالحكومة, فقد بقيت الرقابة والمحاسبة معطلة, ومن خلال متابعتنا لما كان يمارس, من تظاهرات يُقال أنها عفوية, فإنَّ جذوتها سرعان ما تخبو, وبمجرد حصول الداعمين لها, على مناصب معينة, أو تغيير شكلي للوزراء, ما جعل فكرة استحالة التغيير, تُسيطر على تفكير المواطن العراقي, فقاطع الإنتخابات بشكل, يُنذِرُ ببقاء الفساد والفشل, وهذا يعني عودة الظلم, تحت عبادة الديموقراطية.

أحياناً تكون المعارضة السياسية غير معلنة, لكنها لم تُشارك في الحكومة, وهذا ما فعله التيار الحكيمي, بزعامة السيد عمار الحكيم, ولخلط الأوراق من قبل الفاسدين والفاشلين, المتشبثين بالمناصب والمحاصصة, وعملية التسقيط السياسي, فإنَّ المواطن لم يكن يفهم, ما يحصل سياسياً, فكان على تيار الحِكمة الوطني, إعلان معارضة السياسية رسمياً, ووعد بكشف الفساد بالأدلة, والمطالبة بحقوق المواطن, بالعيش الكريم وتوفير الخدمات.

أعلن عبر هاشتاك #لن_نرضخ, عن ممارسة التظاهر السلمي, والمطالبة بحقوق المواطنين, وتنفيذ البرنامج الحكومي, فثارت ثائرة الفاشلين, ومن يخافون على مصالحهم, لمعرفتهم بما يمتلكه تيار الحِكمة, من أدلة واضحة, على الفساد والفشل بالمشاريع المتلكئة, محاولين منعه من ذلك تارة بالتهديد, وتارة أخرى بالتذرع خوفا من دخول المندسين؛ تلك الأعذار التي تكشف, ضعف السيطرة للقوى الأمنية.

كان من المؤمل أن تكون التظاهرات, شاملة لكل المنتمين للتيار المعارض, ودعوة من يتعاضد معهم, من محافظة البصرة, كونها المحافظة الأكثر مظلومية, وهي ثغر العراق وسلته الاِقتصادية, إلا أن المسؤولين هناك, أعلنوا عن وجود معلومات استخبارية, تفيد بتحضير مسبق لقوى تخريبية, فقد تقرر التظاهر في 14 عشر محافظة, وتبقى البصرة لأهل البصرة حصراً.

وافق السيد وزير الداخلية, وسمح للتظاهر بالترخيص, وستكون الجمعة الأولى 19/7/2019, أول انطلاقة لمعارضة حقيقية, لا وزير لها في الحكومة, بقيادة تيار الحِكمة الوطني, ومن المؤمل أن يلتحق بهم, بعض منظمات المجتمع المدني, داعين كل ذي حق, مؤمن بالتظاهر السلمي للمشاركة.

“للبحر مد وجزر، وللقمر نقص وكمال، وللزمن صيف وشتاء، أما الحق فلا يحول ولا يزول ولا يتغير” جبران خليل جبران/ شاعر وكاتب ورسام لبناني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here