العراق.. تغيير ديموغرافي بوتيرة متسارعة تزامناً مع تصاعد التوتر الإيراني الأمريكي

تزامنَ التصعيد القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، على خلفية اتهام الاولى للثانية بدعم الارهاب في المنطقة، مع زيادة وتيرة التهجير الطائفي الديموغرافي لبعض المناطق في بغداد وديالى، على غرار بلدة جرف الصخر ضمن حدود محافظة بابل.

وفي سياق عملية التهجير، بدأت ميلشيات الحشد الشعبي في ديالى بتنفيذ “خطة أمنية” ادعت أنها “تستهدف تنظيم داعش”، فيما يؤكد نواب عن المحافظة أن هذه الإجراءات هو سيناريو آخر من مسلسل الاستهداف لأبناء المحافظة ذي الغالبية السنية.

وتعتمد “الخطة” على شق طرق واسعة داخل المناطق الزراعية والبساتين، في مناطق جنوب شرقي وشمال شرقي وغرب ديالى، ومن ثم نصب نقاط مراقبة.

وتثير هذه الخطة مخاوف مؤكدة من تقسيم المناطق والقرى وعزل بعضها عن الأخرى.

وذكرت مصادر إعلامية أن التجريف يبدأ من نهر خريسان، مروراً بنهر ديالى، وحتى ضواحي بعقوبة ضمن شريط يصل طوله إلى أكثر من 30 كيلومتراً. ما يعني عزل قرى ومناطق المخيسة وأبو كرمة وبساتين أخرى تابعة لحوض الوقف عن باقي مناطق المحافظة.

النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي أكد في حديث لـ(باسنيوز) أن ” هذه الإجراءات واخرى مشابهة لها في مناطق بغداد أيضاً ترقى وبدون شك إلى عملية تغيير ديموغرافي، حتى لو لم يأتوا بأشخاص آخرين إلى هذه المناطق، المهم أن تبقى فارغة”، مضيفاً “هذه رغبة إيرانية بحتة، فطهران تنفذ مشروع إفراغ خط وسط العراق لتأمين مصالحها”.

وقال الدهلكي، إن “إيران استعجلت بوضوح إقامة مشروعها المنشود الذي يمد سككاً حديدية بدءً منها مروراً بالعراق ومن ثم إلى الموانئ السورية، وهي لديها نوايا مماثلة لإقامة خط بري يدخل من ديالى مروراً ببغداد، وهو ما يفسر الإجراءات التعسفية ضد العراقيين التي تمليها على المليشيات الموالية لها في العراق”.

ويأتي ذلك بعد فترة قصيرة من هجوم مليشيات مسلحة ترتدي زياً عسكرياً على سكان قرية “أبو الخنازير”، التابعة لبلدة أبي صيدا بمحافظة ديالى؛ وهو ما أدى لنزوح تداركته السلطات المحلية بضغوط من نواب عن المحافظة.

Image result for ‫قرية ابوالخنازير‬‎

وليس بعيداً عن ديالى، فاجأ مجلس الوزراء سكان منطقة “الرضوانية” في محافظة بغداد بقرار تحويل جنس أراضيهم وإحالتها إلى الاستثمار، بحجة أنهم متجاوزين على الأرض ، وهو ما لاقى رفضاً شديداً من الأهالي الذين أكدوا أنهم يمتلكون إثباتاً لحقهم في الأرض.

ويقضي قرار مجلس الوزراء بمنح مساحات شاسعة من أراضي منطقة “الرضوانية” المحيطة بمطار بغداد الدولي إلى الاستثمار. وتضمن المخطط الأولي لمشاريع الاستثمار إنشاء مراكز تجارية، واقتصادية، وتعليمية، وبحوث وخدمات طبية، بالإضافة إلى مراكز ترفيهية ورياضية، فضلًا عن 5 آلاف وحدة سكنية.

وعرض العديد من أهالي الرضوانية سندات الطابو التي لديهم لمراسل ـ(باسنيوز)، قائلين إنهم تملكوا هذه الأراضي منذ فترة الحكم العثماني في العراق.

وبعدما تعالت الأصوات الشعبية السنية لإدانة هذا القرار، تدخل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي على خط الأزمة، وطلب من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إيقاف قرار منح الأراضي للاستثمار.

وبينت وثيقة نشرها الحلبوسي طلبه من عبدالمهدي التريث بتنفيذ القرار وإرسال كافة الأوليات لغرض إجراء تحقيق نيابي واستضافة المعنيين من الجهات ذات العلاقة وقيام ديوان الرقابة المالية بتدقيق الاجراءات وإعلامنا بالنتائج لاحقًا. لكن مراقبين عدوّا هذه الخطوة إن حدثت “تخديراً” لسكان المنطقة وبقية المواطنين العراقيين المتضامنين معهم.

مواطنون يحاولون الفرار من قرية أبو الخنازير في ديالى اثر ارهاب المليشيات لهم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here