الشرعية تتحول الى ( عصابة مافيا).. تعيينات عائلية وصرفيات وبذخ والشعب يموت جوعاً

تقرير / خاص
على خطى عصابات المافيا  يقوم المسؤولين والوزراء في الحكومة اليمنية بتعيينات عائلية تنم عن الفساد الذي حول السلطة في اليمن الى غنيمة وتسابق محموم على تعيينات من هب ودب.
ليست وحدها الكارثة طريقة التعيينات التي تتم بحسب صلة (القرابة ) او الانتماء والموالاة، بل حتى تلك التي تعتمد على تعيين ( مفسبكين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي) والتي كان من أبرزهم تعيين ( وزير النقل ) الذي لا يعرف شيئاً عن وزارة النقل والذي انتقل من ( الفيسبوك ) الى سدة كرسي واحدة من أهم الوزارات في بلد يعيش الحرب والدمار . ومثل هذا النموذج الكثير من التعيينات في مناصب وكلاء وزارات ومدراء وغيرهم.
فالتعيينات التي جرت في اليمن لم تحدث في أي دولة مستقرة من قبل . أما اليمن فهي دولة تعاني الحرب والويلات ولا تحتاج لتعيينات بالجملة بلغت فيها القرارات الحزبية خلال اربع سنوات والتي يتصدرها حزب الاصلاح أكثر من ( 3500 قرار ) فيما بلغت قرارات السلك الدبلوماسي ( 3000قرار) بينها فقط ( 300 قرار في ديوان وزارة الخارجية ) فضلا عن قرارات بالمئات خصصت لمحافظة الرئيس والتي صدرت لأعوانه بدءً من وزير داخلية لا ينتمي أصلاً للوزارة وكذا وكلاء ومدراء وقيادات  الوية وقادات معسكرات.
يتم كل ذلك والحكومة اليمنية او سلطتها المسماه ( الشرعية ) لا يتجاوز نفوذها القرارات الإدارية والتعيينات التي يجعلها أكثر هشاشة  وأسرع انهيار.
 بدأت حكاية التعيينات العائلية من تعيين الرئيس هادي نجله العميد ركن ( ناصر عبدربه )  قائداً لألوية الحماية الرئاسية، في حين يُتهم نجله  (جلال )  الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة شئون المغتربين بأنه المتحكم ومعه المتنفذ التاجر ( احمدي العيسي ) بقرارات التعيين الخاصة بالدبلوماسيين ونواب ووكلاء الوزارات
وعلى نفس المنوال عيّن رئيس الحكومة السابق ( أحمد عبيد بن دغر ) ابنه (حسين) وكيلاً لوزارة الشؤون القانونية، في حين قام بتعيين ابنه الثاني (عبدالله أحمد) سكرتيراً شخصياً بدرجة مدير عام. اما رئيس الحكومة الحالي ( معين عبدالملك ) فقام بتعيين عدد من أقاربه والمعاونين له وأبرزهم من محافظة تعز التي ينتمي لها رئيس الحكومة .
 أما وزير الخارجية السابق عبدالملك المخلافي فقام بتعيين نجله هشام المخلافي وكيلاً لوزارة التخطيط، وابنه الثاني أسامة سكرتيراً بدرجة مدير عام في وزارة الخارجية. في حين عُيّن محمد طه مصطفى، شقيق الرجل القريب من هادي، نصر طه مصطفى، سفيراً لليمن في بلجيكا والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن قائمة لا تنتهي من المسؤولين الذين استغلوا مناصبهم لاستصدار قرارات توظيف لأقاربهم داخل مؤسسات الدولة.
وعلى نفس المنوال، عُيّن نجل وزير الصحة ناصر باعوم “رامي” ملحقاً لشؤون المغتربين في السفارة اليمنية بدولة قطر، فيما تم تعيين نجل وزير الكهرباء السابق عبدالله الأكوع، بلال مستشاراً دبلوماسياً في السفارة اليمنية في ماليزيا.
فيما قام وزير الزراعة  (عثمان مجلي ) بتعيين شقيقه  (حميد مجلي) ملحقاً تجارياً بالسفارة اليمنية في الرياض وشقيقه الآخر (عمر مجلي) مديراً لمكتب رئيس الوزراء السابق، في حين عُين (فارس مجلي أركان) حرب للواء 63 مشاة، وكذلك (ياسر مجلي) ضابط ارتباط في غرفة العمليات المشتركة.
وبنفس التعيينات العائلية تم تعيين شقيق سفير اليمن في واشنطن أحمد بن مبارك سالم مستشاراً دبلوماسياً في سفارة اليمن بالمغرب ونجل سفير اليمن في الجزائر علي اليزيدي محمد ملحقاً تجارياً في قطر اضافة الى تعيين عبدالله ياسين شقيق السفير اليمني في فرنسا، رياض ياسين، سكرتيراً أول في السفارة اليمنية بقطر.
أما رئيس جهاز الامن القومي السابق ( علي حسن الأحمدي) وسفير اليمن في البحرين فقام بتعيين نجله (حسين) نائباً للملحق العسكري بالسفارة اليمنية في الاردن، وسبق تعيين نجله الثاني “(صلاح) مساعداً للشؤون الخارجية في سفارة اليمن بماليزيا.
كما تم  تعيين زوجة سكرتيره الصحفي مبارك البحار ( سحر غانم) سفيرة لليمن في هولندا وسفيرة غير مقيمة لليمن في السويد، وتعيين ( ناصر شريف) شقيق محافظة صنعاء (عبدالقوي شريف) نائباً لوزير النقل وكذا تعيين شقيقه الآخر نايف نائباً لمدير عام شركة النفط اليمنية.
وتم تعيين نجل وزير السياحة عبد المجيد قباطي (ضياء) وكيلاً لوزارة شؤون المغتربين بعد أن عيُّنت زوجة قباطي (أروى سيف) مستشارة لرئيس الوزراء بدرجة وكيل وزارة، وتم عيين نجل وزير الدولة محمد الحميري، (عبدالرحمن) مساعد ملحق صحي في السفارة اليمنية بماليزيا.
إضافة إلى تعيين (بلال الأكوع) نجل وزير الكهرباء عبدالله الأكوع، مستشاراً دبلوماسياً في سفارة اليمن في ماليزيا، وتعيين (إبراهيم العتواني) نجل مستشار الرئيس والقيادي الناصري سلطان العتواني، ملحقاً طبياً في سفارة اليمن في ماليزيا.
ومن صور الفساد في المؤسسة العسكرية تعيين نجل مستشار الرئيس هادي محمد بن ناجي الشايف وعضو مجلس النواب، فهد الشايف البالغ من العمر 22 عاماً قائداً للواء الأول مدفعية، وتعيين نجل محافظ ذمار علي القوسي، محمد، أركان حرب للواء المجد رغم امتلاكه شهادة الثانوية العامة فقط.
وعلى نفس النهج عيّن وزير الدفاع محمد علي المقدشي نجله هشام في منصب مساعد الملحق العسكري بالسفارة اليمنية بواشنطن رغم حداثة سنه فيما عيّن ابن شقيقه ابراهيم جبران المقدشي أركان حرب الشرطة العسكرية بمحافظة المهرة.
و منح اللواء محسن خصروف أفراداً من أسرته رتب عسكرية وعلى رأسهم نجله شادي (مقدم)، “عينه هادي وكيلاً لمحافظة صنعاء” وزوجة نجله شادي أمل الثلايا رتبة (ملازم ثاني) فيما وظف نائبه العميد عبدالكريم المسيبلي ثلاثة من أبنائه وأربعة من أبناء أخيه في التوجيه المعنوي.
كما قام ركن البشرية في التوجيه المعنوي العميد الركن محمد عبدالله مهيوب الفقيه بتوظيف 17 شخصاً من أقاربه في الدائرة من الدرجتين الأولى والثانية والثالثة وعلى رأسهم أخاه عبدالله الذي منحه رتبة نقيب.
وينتشر الفساد في دائرة التوجيه المعنوي التابع للجيش حيث تم سيطرة أسرة رئيس التوجيه المعنوي  السابق اللواء محسن خصروف ونائبه عبدالكريم المسيبلي ومحمد الفقيه ركن البشرية على الوظائف في الدائرة وبرتب عليا.
ويصل راتب الوزير في الحكومة اليمنية إلى 8 آلاف دولار أميركي، فيما لايقل راتب نائب الوزير عن 6 آلاف دولار، يليه مستشارو ووكلاء الوزارات 5 آلاف دولار، ثم المساعد أو المستشار من الدرجة نفسها 4500 دولار، فالمدير العام من الدرجة نفسها 3 آلاف دولار.
وتصل رواتب السفراء اليمنيين الى 7500 آلاف دولار، فيما تترواح رواتب الملحقين والمستشارين في السفارات اليمنية بالخارج ما بين 6 إلى 5 آلاف دولار، ناهيك عن اعتمادات أخرى كبدل إقامة ونثريات ومصروفات شخصية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here