خضير طاهر
هي معبودي المتجسد بعظمته .. إلهي الذي أراه ويراني ، بإسمها أتهجد وأسبح ، وأحترق شوقا وحنينا الى ذكرى أيام التهور والجنون وشهقات الروح لحظة رؤيتها وهي تسير بشموخ يداعب الهواء شعرها المسترخي فوق كتفيها .. كانت إمرأة خرافية فوق كل ماهو عادي ومألوف من النساء ، وأقصى ما يمكن تسعفنا به اللغة العربية من مفردات للتعبير عن عنفوان المشاعر هي : الزلزال والبراكين التي تتفجر في الروح عند حضورها وغيابها!
هي حالة ألوهية سامية إرتبط معنى حياتي بها !
بعد أكثر من أربعين عاما على معرفتها .. لازلت أنزف حنينا ووجعا لها ومنها ، ولايزال في داخلي بصيص أمل ان التقي بها ، ولهذا منذ أكثر من عشرة اعوام أنشأتُ صفحة على الفيسبوك لعلها تسمع نداءات وهتافات الروح المجروحة وتعثر عليّ .. ذكراها بكاء ونحيب وتأكيد لحقيقة مدمرة .. ان الحب يأتي مرة واحدة ومايحصل من علاقات عاطفية بعده هي تنويعات وهوامش على تلك التجربة الزلزالية ، وقد تحدث هذه التجربة الخارقة في حياتنا أو لاتحدث ونكتفي بعلاقات الإعجاب والصداقة والزواج.
لاأستطيع تخيل شكلها كيف أصبح ، أتصور نفسي بعد إلتقاءنا على صفحات الفيسبوك أول خطوة أقوم بها هي البحث عن صورها وتفحص ما الذي تبقى من تلك الفتنة الحارقة وذلك الدفق الأنثوي ، والضحكات التي تشبه همهمات لحظات العناق في حالة إندلاع مشاعر الحب .
ليت يوجد عنها آلاف المجلدات تعرض سيرتها الذاتية كي أتفرغ لقراءتها ، وأتخيل تفاصيل عوالمها وأتشبع وأغرق بكل شي يخصها ، يوم عرفت انها تحب سماع أغاني طالب القره غولي هرعت لسماعه وأخذت أتوقف عند كل كلمة ومقطوعة موسيقية أحاول معرفة ردود أفعالها وإنفعالاتها ، وحينما علمت انها قرأت القصة القصيرة والرسائل الغرامية التي نشرتها حولها في الصحف .. دخلت في حالة إستنفار وأنا أعيد واكرر قراءة ماكتبته .. رباه هل فعلا حدثت المعجزة ووقع نظرها على كلماتي !
لاأنسى ذلك الموقف المميت القاتل وأنا أقترب منها وأمد يدي لمصافحتها ، لاأعرف كيف تماسكت ولم أنهار وأسقط صريعا وتبتلعني الأرض ، شعرت ان روحي تكومت كلها في كفها ، وأحسست اني ألامس اٌقصى أمنياتي وأحلامي ، ودعتها متلعثما بعد ان تزوجت هي .. وغادرت انا بعدها العراق .
Read our Privacy Policy by clicking here