ما العمل بعد فشل تحالف سائرون ؟

أثبت الواقع وخاصة بعد دق أخر مسمار في نعش تحالف سائرون يوم صوت التحالف دون رغبة الشيوعيين الى جانب تعديل سان ليغو في مجلس النواب ، أن هذا التحالف حتى وان كان أنتخابيا كما يحلو للبعض تسميته للتهرب من الأسئلة المحرجة بخصوصه ،لم يكن لصالح تغيير معادلة المحاصصة التي قامت على أساسها العملية السياسية بعد سقوط الصنم .

هذه المعادلة التي وقفت قواعد وجمهور الحزب بالضد منها من أول يوم تكوينها مثلما وقفت كذلك غالبية أبناء شعبنا لأن الجميع يدرك جيدأ النتائج الكارثية لهذه المعادلة.وللأسف وقف الى جانبها بعلم أو بدونه البعض من قادة الحزب يوم قبلوا بما يمنح اليهم من عطاءات عندما توزع غنائم هذه المحاصصة.

*اليوم وبعد هذه النتائج الكارثية في كل المجالات والتي لا تقبل أي تبرير في تكريس نهج هذه المحاصصة بين الكتل التي حكمت العراق منذ سقوط الصنم وضاربة بعرض الحائط أية دعوات للأصلاح حتى من دعاته المتلونين بأكثر من لون(الصدريين وغيرهم)ماذا على الحزب القيام به ؟

*في أعتقادي هنالك شقين للموضوع :

1-الوضع الداخلي للحزب.

-من الضروري الأن الأبتعاد عن لغة الشماتة لمن روج ودافع بشكل مستميت لهذا التحالف الهجين رغم عدم نسيان مسؤوليتهم المباشرة عن هذه السياسة المضرة للحزب والشعب.

-الدعوة لعقد مؤتمر أستثنائي يجري الأعداد له بطريقة تختلف عن الطرق السابقة في عقد مؤتمرات الحزب العادية وهذا المؤتمر يدرس الأمور المهمة الان على أن تتكون عضويته من رفاق قياديين من ل.م وكذلك المحليات ورفاق من كل منظمات الخارج بنسب معقولة أضافة الى الرفاق الذين رفضوا هذا التوجه الحالي سواء من كانوا قياديين وخرجوا أو رفاق أخرين .اما الأمور المهمة الضروري دراستها هي تتضمن مايلي :

-تشكيل قيادة مؤقتة تقود الحزب لحين عقد مؤتمر أعتيادي بعد ىسنة أو أكثر.

-تحديد موقف الحزب ومشاركته في هذه العملية السياسية الفاشلة .

-دراسة تجربة تحالفات الحزب بعد السقوط وخاصة تحالف سائرون.

-وضع أسس مناسبة لكيفية أدارة الحياة الحزبية خلال هذه الفترة.

-الأعداد المناسب لمؤتمر الحزب الحادي عشر من حيث طريقة أختيار المندوبين وأعداد الوثائق وغيرها من المهام على أسس تختلف عن تجارب الفترات الماضية التي أثبت التاريخ عدم دقتها.

2-موقف الحزب من العملية السياسية بالبلد.

-لا يختلف أعداء الحزب قبل رفاقه وجمهوره بأن الوضع الحالي للحزب ومكانته في التأثير بالأحداث السياسية ،لا يتناسب أبدا مع قدراته الحالية والتاريخية .حيث أنزوى تأثيره بشكل مريب يدعو للدهشة والأستغراب .وهذا بالتاكيد لم يأتي من لا شيء ،بل هو نتاج طبيعي للسياسة التي أتبعها الحزب بعد السقوط والتي كانت غير واضحة ومرتبكة وتحمل أكثر من تفسير وبمجملها لم تمثل الحس الثوري

والوطني الذي أمتاز به الحزب طيلة حياته وكان بحق ضمير الشعب العراقي ،حيث وجدنا سياسة منتصف الطريق .

-رفض المحاصصة والطائفية والتدخل الأجنبي بتقرير سياسة البلد وبنفس الوقت المشاركة بما ترسمه هذه الدوائر القائمة على العملية السياسية وذنوبها بالعراق ولهذا أوقع الحزب الناس بحيرة غير طبيعية لتقرر بعدها هذه الجموع من الناس الأبتعاد رويدأ رويدا عن الحزب ونتائج الأنتخابات خير دليل .

-ما يحتاجه الحزب الأن هو المصالحة مع الناس عبر الرفض العلني لسياسة المحاصصة والقيام بفعاليات صريحة وواضحة (التظاهر ، الأعتصامات …….الخ) وبأسمه الصريح وليس بأسماء منظمات مجتمع مدني أو مشاركات فردية.

-الظهور العلني للرفاق في الأعلام وبأسم الحزب وليس بأي أسم أخر (ناشط مدني ،نائب عن سائرون ……الخ) ونقد هذه السياسة الحالية وفضح نتائجها الكارثية على صعيد الوطن والأستعانة بتجربة السنوات الماضيةالمرة والتي لم تجلب غير الدمار للبلد ونقص أبسط الخدمات.

-الدعوة لتكوين تجمعات سياسية في المحافظات وصولأ لتكوين تكتل وطني رافض لهذه السياسة قوامه من يرفض هذا العملية السياسية القائمة على المحاصصة ويعمل لبناء عراق ديمقراطي مدني وعدم فسح المجال لمن يريد ركوب الموجة أو أصحاب الدكاكين السياسية والذين لا جمهور لهم سوى أشخاص فقط .هذه التجمعات يوحدها الشارع والعمل الميداني قبل العمل المكتبي لكي تقنع الجمهور المبتلي بهذه السياسة والذي فقد الثقة بأية قوة سياسية عراقية كما يعيد أليها الأمل بوجود طلائع سياسية تتبنى مطالب الناس.

*أن شعبنا العراقي الذي رغم كل الجور الذي لحقه نتيجة حكم الدكتاتورية سابقأ ومن ثم حكم القوى الأسلامية والطائفية والقومية عربية كانت أو كردية ،لم يبخل عن التعبير برفضه هذه الأحزاب وسياستها حتى وان كانت المرجعية الدينية من تساندها وقدم شواهد عديدة على ذلك سواء بالتظاهرات التي أمتدت لسنوات (2011_2015) وأخرها أحداث البصرة في العام الماضي وغيرها من المحافظات ،شعبنا لا زال يكتنز بداخله الكثير من هذه الهبات الثورية ولكنه يحتاج القوى السياسية الحقيقية التي تؤمن بالتغيير الفعلي وتسير معه لأخر المشوار .

-الفرصة مؤاتية الأن للحزب لكي يستعيد عافيته بعد ترتيب بيته الداخلي والتحرك نحو الشعب ليكون حاضن سياسته الثورية ويستعيد ألقه النضالي الذي ياما تغنت به جموع الشعب وينفض عنه غبار سنوات الهجرة عن هذا الحضن الوحيد الذي يجب أن يعيش فيه الحزب (حزبنا مثل السمكة تعيش بالماي).

*يبقى السؤال الأهم لقواعد الحزب أولا لقول كلمتها المهمة بهذه المرحلة الخطرة من حياة الحزب لأن الحزب هو مسؤولية الجميع وليس مسؤولية جهة مهما أرتفع شأنها بداخل الحزب ولا هو مسؤولية فرد بعينه .بنفس الوقت لقادة الحزب الوقفة التاريخية مهمة هذا اليوم لمستقبل الحزب لأن هذه الوقفة الجادة هي من تحدد مصير الحزب ولا ينفع الكلام الغير مسؤول من خلال التبريرات الغير مبدأية لما حدث ويحدث مثل ، الخشية من جلد ألذات بشكل غير مناسب أو عدم نضوج الظروف لهكذا تغييرات أو أتعس التبريرات بعدم وجود كادر مناسب للمرحلة المقبلة وكأن حزب فهد وسلام عادل غير قادر على أنتاج مثل هؤلاء بالوقت الذي يسمى بمعمل الأبطال والمناضلين الذين تتغنى بهم سوح النضال .

مازن الحسوني 2019/7/25

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here