محبة الحكمة!!

البحث عن الحكمة أو محبتها وعشقها , والجد والإجتهاد لسبر أغوارها , والتسابق في مدارات مداركها , والتمكن من إزالة الحجب والأستار التي تمنع العقل من التمتع بأنوارها , والإنغماس في أفياضها الفكرية والمعرفية المتسعة الثراء , كالكون الذي يريد التمدد والإرتقاء إلى ما بعد الإنفجار.

هذا السلوك الإنساني الإندهاشي السامي النبيل الفائق الإرتقاء والعلاء يسمى “قلسفة”.

ولكي ترتقي الموجودات وتتسامق المجتمعات لا بد لمحبة الحكمة أن تضيئ في دروب أجيالها , وتشعشع في مسيرات أيامها.

فمحبة الحكمة , نور الأنوار ومشكاة الأفكار.

محبة الحكمة طاقة كونية كبرى , زعزعت أركان الوجود وأطلقت إرادة الأفكار , وحركتها نحو كينونات مطلقة التنوع والتعدد والتوالد والتجدد والنماء.

محبة الحكمة توصلنا إلى معرفة الله , وجوهر الذات العلوية , ومبتدءات الصيرورات المتواشجة المتصاخبة المتكافلة المتنافرة القادرة على الخلق والإبداع الأصيل.

محبة الحكمة , ترينا أن منبع الحياة في الحركة , ومنها تتوالد الحالات وتنطلق التحولات وتتحقق التطورات وتتجسد الإنكشافات وتحترق المصدات , فتتعرى الحقائق وتتجلى جواهر الإدراك ومقامات الإشراق.

محبة الحكمة توصلنا إلى جلاء الجلاء , وأفياض النقاء , ومشاعل الضياء , وتغمرنا بندى اللذائذ العقلية , والنوافح القلبية , والنسمات الروحية , فنرى بعين اليقين , ونعانق النور المبين.

محبة الحكمة , تأخذنا إلى محطات ما قبل أكون , وتطوف بنا في أفلاك الكينونات العظمى والصيرورات الكبرى , وتغمرنا بعبق التغيير والتنوير.

محبة الحكمة , صراط الوعي المستقيم , ومنهاج العارفين , وبرزخ الوالهين المتشوفين للنظر إلى عرش خلاق عظيم.

محبة الحكمة , أفياض إدراك الإدراك , وندى أشواق العشق الخلاق , الدافق بأمواج التماهي بالعلاء.

محبة الحكمة تيار عرفان وأنسام صفاء!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here