ألم يحن الوقت لانسحاب الحزب الشيوعي من تحالف ” سائرون ” ؟!

بقلم مهدي قاسم

يبدو أن طرح هذا السؤال ــ أعلاه ــ قد بات أكثر واقعيا
وضروريا في الوقت الحاضر مما كان سابقا ، سيما إن عملية مشاركة ” تحالف سائرون ” في الحكومة لم تحقق أي هدف مرجو أو منتظر حتى الآن ــ سيما من ناحية تحسين الخدمات و تقليل من نسبة البطالة الكبيرة وتحسين المستوى المعيشي و البدء بالاستثمارات للتنمية الاقتصادية
في كل المجالات و غير ذلك من إنجازات ضرورية و مهمة أخرى ــ و الذي كان شرطا أساسيا للمشاركة في حكومة عادل عبد المهدي شبه الكسيحة الآن ومنهكة بوطأة فساد وفشل ووصايا داخلية و خارجية و متعددة ، و التي لا زالت تراوح في مكانها و تدور على نفسها ، عاجزة مكبلة ، كسلحفاة
عجوز مقلوبة على ظهرها ، منتظرة هلاكها الوشيك !.

علما أن كثيرين من أعضاء الحزب الشيوعي و أصدقائه و المتعاطفين
معه كانوا معترضين أصلا على دخول الحزب في مثل هذه التحالفات الغامضة والغريبة أصلا بتنافرها الأيديولوجي مع أحزاب أو تيارات إسلامية أخوانجية العقيدة ــ وفوق ذلك ــ متورطة غارقة في مستنقع الفساد من الركبة حتى الرقبة !، و ذات انعكاس سلبي و سيء على سمعته السياسية
الحالية وعلى نزاهته التي اكتسبها من خلال توزيره بوزيرين سابقا دون تلوث بوحل الفساد أذ اتضح فيما بعد عدم تورطه في مظاهر الفساد وهو أمر إيجابي ، قد نال استحسانا من قبل الشارع العراقي ــ عموما ــ و زاد من رصيد سمعة الحزب بمؤشرات جيدة ، لذا و ضمن هذا السياق سبق
لي أن كتبتُ مقالتين بهذا الصدد قبل الانتخابات الأخيرة وبعدها مباشرة معبرا عن تصوري و اعتقادي بضرورة انسحاب الحزب الشيوعي من هذا التحالف قبل تشكيل الحكومة ، لكي لا تتشوه سمعته من خلال اشتراك ” تحالف سائرون ” بالحكومة المزمع تشكيلها برئاسة عادل عبد المهدي أو
غيره من طاقم ” الحرس القديم ” والمكّون أصلا من حرامية المنطقة الخضراء والمعروف بمصيرها المحكوم بالفشل مسبقا بسبب هيمنة الإسلاميين الفاسدين و عدم مكافحة الفساد مكافحة جذرية و بخطوات جدية وملموسة على أرض الواقع ، حتى ولو لم يحظ الحزب بأية حقيبة وزارية ــ من
حسن حظه ــ ، فضلا عن أنه لا يمكن التعويل على مواقف مقتدى الصدر السياسية و المزاجية المتقلبة والمتغيرة دوما و على طول الخط ، برغم من نواياه الوطنية عموما ، والتي لا تختلف كثيرا عن المثل الشائع و القائل :

ــ ” النوايا الطيبة تعبد الطريق إلى الجحيم ” !..

هذا … دون الحديث عن طعنة الحليف الوفي من الخلف الآمن
و الظليل !!، من خلال التصويت من قبل كتلة الصدريين على اعتماد نظام سانت ليغو الانتخابي في انتخابات مجالس المحافظات والبلديات القادمة ، وهو النظام المجحف في حق الأحزاب الصغيرة والمصب لصالح الأحزاب ” الكبيرة ” والفاسدة و التي لا زالت تتمتع بقاعدة جماهيرية من
جمع مؤمن وطائفي مؤتمن و مضمون في صناديق الاقتراع !!..

و كل ما نخشاه في هذا الصدد هو اضطرار الحزب الشيوعي للانسحاب
من ” تحالف سائرون ” بعد فوات الآوان كثيرا ، أي بعدما قد يفقد شيئا من سمعته النزيهة الحالية وهي الشيء الوحيد الذي يملكه حاليا في أوساط اجتماعية و ثقافية و فنية و على نطاق جيد لا بأس به ، حتى إننا لا نحتاج إلى القول أو التأكيد على أن الإفراط بهذه السمعة الوطنية
والنزيهة قد تعني انتحارا سياسيا للحزب ، قد يحتاج إلى وقت طويل لاستعادته مرة أخرى ، طبعا إذا حالفه الحظ مجددا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here