يجب على الحكومة عدم ارتكاب هذا الخطأ القاتل !

بقلم مهدي قاسم

ستكون من أخطاء سياسية جسيمة و خطوة حمقاء و فادحة أن
تقدم الحكومة العراقية على استقبال عائلات داعشية في سوريا * ، تلك العائلات المتعرضة لغسل دماغ بالكامل و المصابة باللوثة الداعشية الإرهابية المسعورة ، و التي ما هي سوى عبارة عن قنابل و أحزمة ناسفة موقوتة و متحركة ، لا يعلم إلا الله متى ستنفجر هنا و هناك مستقبلا
، لتقتل عشرات من أناس مسالمين في الشوارع و الساحات أو في أي مكان آخر من العراق ، فالمسألة هنا لا تتعلق بقيم و مبادئ إنسانية أو النظر إليها من منظور مشكلة لاجئين أو مهاجرين ونازحين عاديين مثل باقي البشر ، إنما تتعلق ببشر عاشت وتربت بين ذئاب رمادية مسعورة ،
لا تشعر براحة أو متعة إلا على رائحة دماء ساخنة مسفوحة لضحايا يُذبحون كشاة وهم أحياء يصرخون ويتوسلون ، و كلما أزدادت صرخات الضحايا كانت متعة هذه الذئاب الرمادية أكبر و أعمق و أمتع ، و نحن نعرف المثل القائل من عاش بين قوم اربعين يوما اصبح مثلهم ، هذا إذا كان
غريبا ، فما بالنا إذا كانت أفراد هذه العائلات عبارة عن زوجة و أبناء تربوا على كراهية الآخر المختلف و على اعتباره عدوا مستهدفا من درجة أولى و يجب قتل و إبادته بكل عنف و قسوة ..

وما يدعم قولنا هذا و يؤيده هو تقارير صحفية و تصريحات
حراس أمنيين في مخيمات سورية حيث جرت عملية احتجاز هذه العائلات من قبل ” قسد ” و كيف تهدد زوجات داعشية بأخذ الثأر وتقومّن بتربية أطفالهن على عقيدة الانتقام ، بل و تحريض أطفالهن على قذف الحراس بالحجارة و على روحية التمرد و العصيان لعلمهّن بعدم معاقبة الأطفال
من قبل هؤلاء الحراس ، ! ، بدلا من إبداء الأسف و طلب العفو والشفقة والرحمة لكوّنهن كنَّ شريكات و مساهمات في ” الجهاد الداعشي ” البربري بل أنهن ذهبن إلى هناك خصيصا لتحقيق هذه الغاية سواء من خلال ” جهاد النكاح ” أو قيام بمهمات حراسات أمنية و تعذيب سبايا أيزيديات
و غيرهن من أتباع الأديان و الطوائف الأخرى ، و إذا كان يُعد من الصعوبة بمكان إعادة تربية هاتك النساء المؤمنات بالفكر التكفير الداعشي و إعادة تأهيلهّن ليصبحنَّ نساء مسالمات يحترمنّ قيمة حياة الآخرين ، و بالتالي يكفنَّ عن تربية أطفالهنّ باعتناق عقيدة العنف و
سفك الدماء وعدم التحريض على أساليب العنف و الإرهاب ، فإنه يجب فصلهن عن أطفالهَّن لكونهَّن غير مؤهلات لتربية أطفال ، أي تماما ، و مثلما يحدث في دول ومجتمعات غربية عندما تكتشف السلطات المعنية بعدم قدرة بعض العائلات المتورطة بالإدمان على الكحول و المخدرات بسحب
أحقية تربية الأطفال منها ووضعهم تحت رعاية و تربية معاهد و مؤسسات حكومية و ذات مهنية و اختصاص ، لذا فيجب عدم الخضوع لضغوطات منظمات دفاع عن حقوق إنسان مشبوهة أو منظمات دولية ، و ألا تقودنا عواطف إنسانية ساذجة لاستقبال عائلات داعشية في العراق ، و ذلك لسبق و
درء المخاطر الداعشية المؤكدة على حياة الآخرين من أناس أبرياء الذين ربما سيقعون ضحية لأعمال إرهابية بسبب هذه العواطف الإنسانية الساذجة أو سياسات المساومة التي أعتادت أحزاب الفساد واللصوصية عقدها فيما بينها من أجل ضمانة بقائها في السلطة ..

هامش ذات صلة :

*(

داعش يضغط فـي أطراف المدن ومعلومات عن قرب وصول عوائله إلى مخيم الجدعة

يؤشر القادة العسكريون في مناطق حمرين وجنوب كركوك تصاعدا في نشاط داعش، رغم
العمليات العسكرية المستمرة لملاحقة عناصر التنظيم

الذي فقد سيطرته على جميع الأراضي العراقية في 2017.

كما يضطر سكان بعض القرى القريبة من جبال حمرين ومطيبيجة ــ وهي قرية صغيرة
تقع بين ديالى وصلاح الدين ـــ لتبادل ادوار الحماية الليلية خوفا من هجوم لداعش قد يجعل السكان رهائن للتنظيم الارهابي.

وفي صحراء الانبار يبدو الأمن مستقراً، لكن القادة الميدانيين متأكدون من
وجود عناصر التنظيم في الوديان وفي أنفاق سبق أن حفرها التنظيم قبل انهياره. كما أن تعدد الفصائل المكلفة بحماية مدينة القائم الحدودية وغياب التنسيق الأمني قد يمكن التنظيم من دخول المدينة أيضاً.

ويحرك زعيم التنظيم “ماكينة” الخلايا النائمة في العراق وسوريا ــ وهي أراضي
أيضا خسر فيها التنظيم سطوته. ومنذ الإعلان الرسمي نهاية 2017 عن هزيمة تنظيم داعش في العراق، تفرق من تبقى من مقاتليه، وعادوا إلى أسلوب “حرب الشوارع”، واختفى البغدادي تماما عن الأنظار ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here