الصحافة الشيوعية في العراق..من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن *

Image preview

يوسف ابو الفوز

صدرت “كفاح الشعب”، اول صحيفة شيوعية عراقية، أواخر تموز 1935، لتكسر احتكار الأفكار الذي تمارسه الصحافة الحكومية الرسمية، واصبحت أول صحيفة عراقية تصدر سرا متحدية الأعراف التقليدية بضرورة الحصول على إجازة، ولتفتح السجل النضالي الحافل للصحافة الشيوعية في العراق، التي لعبت دورا نضاليا بارزا في نضال القوى الوطنية المكافحة من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن. ان المؤرخ والمتابع لتاريخ الصحافة الشيوعية في العراق، لا يمكنه تجاوز دورها في ارساء تقاليد عمل جديدة في تاريخ الصحافة العراقية، ولا يمكنه الا ان يذكر دورها الريادي في كشف وفضح سياسات الحكومات العميلة المرتبطة بسياسة الاستعمار وقوى الاحتكار، وتبنيها لتطلعات الكادحين. ومع توالي اصدار الحزب الشيوعي، العديد من الصحف السرية والعلنية، ارتباطا بالظروف النضالية والسياسية التي عاشها ، مثل صحيفة “الشرارة” في مطلع الاربعينات، صحيفة “القاعدة” في كانون الثاني 1943، ، صحيفة ئازادي ” الحرية “الناطقة باللغة الكردية في نيسان 1944، “العصبة” في 1946 ،”الاساس” في 1948، ” اتحاد الشعب” في منتصف 1956 ثم صحيفة “طريق الشعب” نهاية 1961 والتي واجهت ظروف نشر متعددة، فإن الصحافة الشيوعية ظلت وفية ومخلصة للمبادئ التي ارساها الرواد الأوائل، فلم تكن مجرد صوت لإيصال سياسة الحزب وبرامجه، بل كانت ميدانا لنشر الفكر التقدمي في مختلف جوانب الحياة. أصبحت جماهير الشعب تقرأ في صحافة الحزب الشيوعي العراقي آمالها وطموحاتها وهمومها، ولهذا كان انتظام صدور صحافة الحزب يشكل معنى كبيرا لدى جماهير الكادحين وأعضاء وأصدقاء الحزب، ولهذا السبب كانت صحافة الحزب السرية في فترات نضالية عديدة توزع أعدادا أكثر من الصحف العلنية الرسمية، واصبحت مدرسة لأجيال من الصحفيين والمثقفين العراقيين، الذين على صفحاتها تعلموا وشقوا طريقهم إلى ميدان العمل في الصحافة والأدب. خلال مسيرتها النضالية الحافلة بالأمجاد من اجل مستقبل أفضل لأبناء شعبنا، قدمت صحافة الحزب الشيوعي العراقي كوكبة خالدة من الشهداء من المناضلين والصحفيين، نستذكر منهم الشهداء محمد الشبيبي، عبد الرحيم شريف، محمد حسين أبو العيس، جمال الحيدري، نافع يونس، عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)، عدنان البراك، ولا ننسى زكي خيري وشمران الياسري وعامر عبد الله وغيرهم كثيرون ممن يطول تعداد أسمائهم.

هذا الملف، تقدمه طريق الشعب، تحية لذكرى صدور اول صحيفة شيوعية، وإجلالا لذكرى الرواد الأوائل، وشهداء الصحافة الشيوعية الذين بدمهم قبل الحبر سطروا مجد الكلمة المناضلة الصادقة.

تحية التقدير لألاف من المراسلين المجهولين الذين كانوا يغذون صحافة الحزب بالمعلومات والوقائع ويجعلونها صحافة الناس التي تعبر عن امالهم وتطلعاتهم وقريبة الى نبض الكادحين.

تحية للجهود المثابرة التي تواصل العمل، رغم كل العوائق، لتبقى صحافة الحزب ميدانا للأفكار الشجاعة والتقدمية، التي تعمل لأجل بناء عراق ديمقراطي، فيدرالي، تعددي، ينعم فيه المواطن بحياة حرة كريمة تحت ظل القانون، بعيدا عن أي فكر تعسفي ظلامي، يصادر حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة الآمنة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here