علي الوردي وجهاد السيد نور الياسري في كتابة التاريخ.

طالعت على بعض التعليقات حول المقالات التي كتبتها على صفحة جهاد السيد نور الياسري في ثورة ١٩٢٠ وصناعة الوطنية. تشير وتنوه الى كتابات علي الوردي وبعضها يريد ان يعرف عن رأي بالوردي. وأقول في بعض الأحيان انه يميت الاحياء ويحي الموتى من غير معجزة؛ وانما إذا وجد ذلك يتناسب مع أفكاره.

ومن الملفت كتب في لمحات اجتماعية ج٥ ص ٣٧٣.

يروى عن السيد نور الياسري عندما بلغته اخبار النهب الذي قامت به عشائر ديالى كتب الى رؤسائهم يؤنبهم على ذلك قائلا. ان الثورة جهاد مقدس وليست ذريعة للنهب. وثمة امر ان المصدر الذي نقله منه لم يشر الى يروى ولكن هذا هو خطاب الروزخونبة على المنابر في تضليل الناس لحوادث الدهر. لعل الوقوف على يروى او الرواية في كتابة التاريخ؛ يقول المؤرخون؛ ان شهرة الرواية دليل على “صحتها “ويدور عليها النفي والاثبات.. بمعنى ادق مهما بلغت الرواية من الشهرة لا تعتبر صحيحة الا بالتحقيق والتحقيق هو تعديل النص. ولذلك نرى ان الروزخون حين يصعد على المنبر ويسرد لنا روايات ما انزل الله بها من سلطان. وحين تسأله ما هو مصدرك يقول انها رواية قابلة للتصدق والنفي. ولا يقول ذلك الا بعد الجدال والاحراج …! تلك هي ثقافة التلقين في منابر الروزخونية. وقد صنعت في المجتمع أجيال تؤمن بالخرافة الدينية من خلال الرواية .

وقد قلت في مقدمة الكتاب (جهاد السيد نور السيد الياسري في ثورة العراق التحررية ١٩٢٠وصناعة الوطنية)

وربما وثائق الاستخبارات البريطانية كشفت معظم الاحداث الغائبة عن الثورة العراقية؛ بل كشفت عن كثير من الحوادث التي غابت عن دائرة تفكير المؤرخين والكتّاب. فأن الوثائق السرية هي الوجه الخفي للأحداث؛ وكانت تصنف في طبيعتها عن نقل الخبر من الاحداث؛ كالاتي؛ وردت في بعض فقرات تقارير الاستخبارات؛ (جاءت اخبار غير مؤكدة؛ واشاعة كذا؛ او مخبر ثقة) بمعنى اخر ان الاخبار كانت مصنفة من حيث دقة المعلومة الاستخبارية وكان أكثرها دقة هو؛ ومخبر ثقة ؛ لكني اعتمدت على الخبر اليقين وهو مخبر ثقة وصار مصدري ؛ وعند جهينة الخبر اليقين … أنتهى.

ولكن السؤال اين الرواية في وثائق الاستخبارات.؟ ولا يخفى ان المصدر الذي أشار اليه الوردي هو من مصادر الاستخبارات. ولكن السؤال الأهم؛ إذا خرجنا من حكاية الرواية؛ هو لماذا لم يكتب المراجع الدينية او شيوخ العشائر او قادة الثورة الميدانيين سوى السيد نور للعشائر؟ هل نجد إجابة شافية ومنطقية؟ وبالطبع ومن البديهي ان زعيم الثورة هو الذي يكتب ويخاطب وهو المقدم في الخطاب الرسمي. وكذلك جاء في الوثائق الاستخبارات بعث الى رجال الدين في الكاظمية الى ال الصدر وغيرهم محذرهم من اي تصريح إذا قدم برسي كوكس الى بغداد اثناء الثورة (١٩٢٠) او مقابلته.

وقد جعلت الفصل الاول من البحث حول ثقافة الحذف في كتابة التاريخ الذي تعرض لها السيد نور الياسري وكان عدد صفحاته أربعة وخمسين صفحة ورأي الصريح بعلي الوردي ما له وما عليه.

سؤال المقال الى القراء الكرام هو؛ هل يجب كتابة التاريخ بجراءة ويتحرر المؤرخ من الاهواء وطلاسم المدح؟

عادل الياسري – أمريكا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here