يوما بعد اخر تكشف لنا مواقع التواصل الاجتماعي بل لنقل تختصر لنا الكثير من الحقائق التي نكتشفها سريعا اليوم بعد ان كانت تأخذ منا سنينا من البحث والمطالعة والاستقصاء حيث أصبحت التكنلوجيا اليوم تعبد لنا طريقا قصيرا جدا لتكتشف لنا حقائق ربما تكون مؤلمة لكنها واقع حال…
فالكثير من صفحات الفيس بوك تنشر يوميا صورا كثيرة تحت صفحات ومسميات من قبيل ذكريات الماضي….او الماضي الجميل…او خذ من هذه الأسماء..فعلا بعض هذه اللقطات تاخذني انا شخصيا الى عالم الماضي الذي يشعرنا الحاضر بانه أي الماضي كان جميلا..ولكنه لم يكن كذلك دائما..بل ربما مرت علينا سنين عجاف أصبحت اليوم بفضل احزاب العار التي تحكم. أياما جميلة مقارنة بما نعيشه اليوم..لكن الذي لفت نظري وهو ما قصدت ان اكتبه اليوم…هو جيل جديد من الجهلة …جيل مشوه فتح عينه على الحروب والحصارات وبات يمجد بايام هي من اسوء ما مرت على العراق كسنين الحصار القاتلة……وسنوات الحرب الثماني العجاف مع ايران..اجيال ربما لم تتعد العشرين من اعمارها باتت تمجد باعوام القحط…وتعتبرها (أيام خير)وعيش رغيد…الأيام التي كان فيها العراقي يعتبر الأردن قبلة انظار الدنيا ان وصلها وكانه وصل الى سطح القمر..ايام العلف الحيواني الأسود الذي يسمى جزافا بالطحين….بل قرات احد التعليقات التي تعتبر يوم غزو الكويت يوما (تاريخيا عظيما) واخر يكتب ان الكويت ستعود للعراق لانها عراقية..ونسي هذا الطفل انه يعيش تحت رحمة (واير المولدة)التي يملكها ناس تابعين لجهات متنفذة…فعن أي عودة للكويت تتحدث يا بني وانت تعيش في غابة؟؟!!!..وهو اليوم الذي كان نقطة بداية النهاية لدولة اسمها العراق…الكثير من هؤلاء الصغار يعتبرون صدام حسين بطلا قوميا!!!اليس هذا جيلا مشوها..؟؟.نعم..لانهم لم يعيشوا عامي 1994 و1995 عندما وصلت الأمور الى تسليب حتى الملابس من المارين في الشارع…نتيجة الوضع الاقتصادي البائس الذي وصل اليه البلد في ظل (أيام الخير)….
أجيال تعتبر أيام(القادسية المجيدة) سنوات جميلة في تاريخ العراق…نعم….جمالها كان في طوابير شهداء العراق وشبابه على سطوح سيارات (الكراون)التكسي…فاي جيل مشوه هذا الذي بات يمجد بتلك الأيام العجاف؟؟؟
العراق واجياله امام سنين عجاف قادمة …ليست فقط بسبب الحروب..والماسي…انما بسبب أجيال مشوهة تتوالد جيلا بعد جيل…تمجد بالماضي الذي لا يقل ماساة عن الحاضر..لكن الذاكرة تنتقي اللحظات الجميلة من الماضي وتنسي متراكمات الكوارث…
أخيرا أقول..اخشى ما اخشاه ان نقرا في المستقبل عن ان ايام سبي الايزيديات في جبل سنجار واحتلال الموصل وخطبة البغدادي في جامع النوري كانت أيام الخير والرخاء…فكل شيء متوقع ووارد عند الأجيال المشوهة…التي تتوالد جيلا بعد جيل…
عمار البازي…
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط