إغلاق المطار يرقى إلى عقوبة الإعدام بحق آلاف المرضى في اليمن

بيان صحفي

صنعاء/5 آب / أغسطس 2019

يقول المجلس النرويجي للاجئين و منظمة كير العالمية اليوم إن القيود المفروضة منذ ثلاثة أعوام على المجال الجوي اليمني من قِبل التحالف الذي تقوده السعودية، تمنع آلاف المدنيين المرضى في اليمن من الحصول على العلاج الطبي العاجل خارج البلاد.

ثلاثة أعوام مضت على إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية التجارية. وقد أدى هذا الإغلاق الذي بدأ في 9 آب/أغسطس 2016 إلى وفاة مايقارب 32.000 شخص يعتقد بأنهم فقدوا حياتهم بشكل مبكر بسبب عجزهم عن السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وفقًا لوزارة الصحة في صنعاء.

دعا المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير العالمية التحالف الذي تقوده السعودية مراراً وتكراراً إلى رفع القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني، والسماح بإستيراد المستلزمات الطبية وسفر المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج عبر مطار صنعاء.

يقول المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن السيد محمد عبدي: “إن إغلاق مطار صنعاء يَحكم على الآلاف من المواطنيين بالموت المبكر كما لو أن الرصاص والقنابل والكوليرا لم تقتل عدداً كافياً منهم”. وأكد عبدي قائلاً: “لا يوجد هناك أي مبرر لمنع المرضى المدنيين من مغادرة البلاد للحصول على العلاج الطبي الذي قد ينقذ حياتهم”.

لقد دمرت أربعة أعوام من الحرب في اليمن النظام الصحي الضعيف في الأساس، حيث يعمل أقل من نصف المرافق الصحية في اليمن بكامل طاقتها، بالإضافة إلى قِدم الكثير من المعدات الطبية في البلاد بما في ذلك في العاصمة صنعاء والإحتياج العاجل لإستبدالها ، وفقاً لوزارة الصحة في صنعاء.

كما أدى التوقف شبه التام للُشحنات التجارية والأدوية عبر المطار والقيود المفروضة على الواردات عبر ميناء الحديدة إلى إرتفاع الأسعار إلى أكثر من الضعف، مما يجعل معظم السكان غير قادرين على شراء الأدوية الأساسية.

إن القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني تزيد من صعوبة حصول الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة على العلاج الطبي المنقذ للحياة خارج البلاد ، وتفيد وزارة الصحة في صنعاء أنه قبل إندلاع الحرب كان هناك حوالي 7,000 يمني يسافرون إلى خارج البلاد عبر مطار صنعاء الدولي كل عام لتلقي العلاج الغير متوفر في اليمن، بما في ذلك أمراض القلب، الكلى، الكبد، أمراض الدم، السرطان وأمراض صحية أخرى طويلة الأمد.

إن إغلاق مطار صنعاء يعني أن الخيار الوحيد للمواطنين في العاصمة صنعاء وشمال البلاد و الذين يحتاجون إلى علاج طبي في الخارج هو السفر براً إلى عدن أو سيئون في جنوب البلاد للوصول إلى أقرب مطار والسفر من هناك. تستغرق هذه الرحلة 15 – 24 ساعة و تتطلب المرور عبر طرق شاقة و عبور نقاط التفتيش وخطوط المواجهات الأمامية بالإضافة إلى تكلفة ومشقة الرحلة. يضطر الكثير إلى إختيار البقاء وعدم السفر خوفاً من الإعتقال أوالعقوبة التي قد تحلق بهم عند عبورهم من الأراضي التي يسيطر عليها أحد أطراف الصراع إلى الأراضي التي تقع تحت سيطرة الطرف الأخر.

عبده أحمد محمد قاسم، مدرس يبلغ من العمر 47 عاماً وأب لستة أطفال، عانى عبده من مرض الكبد لمدة 13 عام وكان بحاجة إلى علاج طبي في الخارج لكن إغلاق مطار صنعاء جعل ذلك مستحيلًا بالنسبة لحالتة الصحية. يقول عبدة في لقاء أجراه المجلس النرويجي للاجئين معه في تشرين ثاني/يناير2019:

“أصبح السفر خارج اليمن مستحيلاً طالما أن أقرب مطار لنا لا يزال مغلق، بالنسبة لحالتي الصحية فإن السفر لمدة ثمان ساعات يعتبر أمراً في غاية الصعوبة حيث ستبدأ السوائل بالتجمع في معدتي وساقيّ. إن من الصعب السفر إلى عدن والقيام بإجراءات ما قبل السفر (الحصول على جوازات السفر، والتأشيرات، والتقارير الطبية، وتصريح السفر)، أتمنى أن يُفتح المطار لكي يتمكن أي شخص قادر على تحمل نفقات السفر من مغادرة البلاد وتلقي العلاج في الخارج”

لم يستطيع عبده قاسم الإستمرار في معركتة مع المرض و توفي في 19 حزيران/ يونيو2019.

بموجب القرار رقم 2451 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتم حث الأطراف المتحاربة على العمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإعادة فتح وتشغيل مطار صنعاء بشكل آمن أمام الرحلات الجوية التجارية، لكن لم يتحقق أي تقدم بهذا الخصوص حتى هذه اللحظة.

دعا المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير الأطراف المتحاربة إلى التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح مطار صنعاء للرحلات التجارية ، وحلفائها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا لممارسة الضغط على كلا الجانبين لإنهاء الخلافات السياسية بينهما حول المطار لتخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن هذا الإغلاق.

إن إغلاق مطار صنعاء هو إحدى طرق الحصار والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية من الأغذية والوقود والأدوية، كما يؤدي إغلاق الطرق البرية والجوية والبحرية الرئيسية في اليمن إلى تفاقم الوضع الإنساني الذي يخلق معاناة لاتطاق.

وفي الصعيد ذاته قال يوهان مووي، المدير القطري لمنظمة كير العالمية في اليمن:”يموت المواطنون لأنهم لا يستطيعون القيام بأبسط الأشياء وهي إستخدام المطار الخاص بهم للسفر” ويضيف ” أصبح الإغلاق المستمر لمطار صنعاء رمزاً لدولة لا تعمل من أجل شعبها، حيث يعاني الملايين في اليمن من عدم القدرة على الوصول إلى الأشياء التي نعتبرها في معظم البلدان الأخرى من المسلمات، يجب أن ينتهي هذا الوضع ويجب أن تظل جميع الموانئ البرية والجوية والبحرية مفتوحة”

المجلس النرويجي للاجئين لديه متحدثين رسميين متاحين لإجراء مقابلات في اليمن الأردن وأوسلو.

يمكنكم تحميل الصور والفيديوهات للإستخدام المجاني والنشر عبر هذ الروابط

· صور للحالات المتضررة من إغلاق المطار:

· لقطات فيديو: مطار صنعاء الدولي بعد الإغلاق / مقابلات مع حالات تضررت من إغلاق مطار صنعاء : https://www.dropbox.com/sh/26444elfk8hvytc/AAAQCfSRLdocyUmf6XnYC878a?dl=0

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here