الهروب المتكرر للمعتقلين الأرهابين والفاسدين من ورائه

اي نظرة موضوعية عقلانية لعمليات هروب المعتقلين الارهابين والفاسدين المتكررة يتضح لنا بشكل واضح وجلي ان الاجهزة الامنية مخترقة من قبل الارهابين والفاسدين من القمة الى القاعدة وهذا يعني ان العناصر الارهابية والفاسدة لها نفوذ قوي واساسي في أجهزة الدولة المختلفة ولها القدرة على حماية العناصر الارهابية والفاسدة والدفاع عنها بطرق مختلفة مثلا انها تسهل لها القيام بمهامها المكلفة بها من عمليات تفخيخ وتفجير وذبح من نشر الفساد وسرقة المال العام والخاص بطرق مختلفة وأساليب متنوعة مثل ابتزاز الناس واستغلال النفوذ وفرض الرشوة والوساطة الغير شريفة اي المهينة فلا يمكنك انجاز اي معاملة الا اذا خضعت للرشوة والأبتزاز وفق سعر محدد لهذا نرى الكثير من المواطنين الشرفاء عزفوا عن مراجعة دوائر الدولة فشعارهم يقول اذا تريد ان تهين نفسك وتسيء لكرامتك راجع دوائر الدولة والويل لك اذا تأففت او رفضت فأنك اهنت موظف خلال ادائه الوظيفي

وهكذا اصبح الارهابيون والفاسدون هم القوة المتنفذة والمسيطرة والتي لها اليد الطولى فاصبح المواطن الشريف الامين خائف لا قدرة له على قول الحقيقة لهذا ليس امامه الا السكوت او مسايرة الارهابين والفاسدين وهذه الحقيقة معروفة ومفهومة للقاصي والداني وعلى كافة المستويات وفي كافة المجالات لا يمكن تغطيتها او حجبها ومع ذلك لم يتخذ اي اجراء على الاقل للحد من اتساعها وتفاقمها

والسبب في كل ذلك هو ضعف الحكومة وهذا الضعف ناتج عن خوفها من القوى الارهابية الوهابية والصدامية ومجاملتها الى درجة الاهانة والخضوع لها لهذا لم تتمكن من اتخاذ اي اجراء بحق الارهابين والفاسدين وهذا سهل للارهابين والفاسدين من اختراق اجهزة الدولة المختلفة وخاصة الاجهزة الامنية بكل انواعها حتى أصبحت هي الحاكمة وهي المتنفذة و هي التي تفرض على الحكومة والحكومة تنفذ طائعة لا حول لها ولا قوة لانها تخشى على نفسها على كرسيها لهذا تسمح لهم بذبح العراقيين مقابل بقائهم على كراسي المسئولية

منذ تحرير العراق بعد 2003 والحكومات التي أنشأت تسير على وتيرة واحدة ووفق مقياس واحد حكومة ضعيفة لا خطة لها لا برنامج لها لانها غير منسجمة تتألف من مجموعات كل مجموعة لها اتجاه معين وتحرك العراق نحو الاتجاه الذي تريده وهذا يعني ان العراق منذ ال16 عاما والعراق واقفا في مكانه ومن هذا اقول لم ولن يتقدم العراق خطوة الى الامام ولم ولن يرتقي درجة الى الأعلى أذا تبقى الحكومة على هذا الشكل وهذا التوجه متكونة من مجموعات غير منسجمة مع بعضها وكل مجموعة لها تتطلعات خاصة بها تتعارض مع تطلعات الأخرى

لا شك ان هذا الواقع المزري والمقلق يسهل عمل الجهات المعادية للعراق بمختلف اشكالها والوانها ويسهل لها تنفيذ وتحقيق كل مخططاتها ونواياها وبدون اي صعوبة ولا حتى خوف هل تصدقون ان الكثير من العناصر الفاسدة والارهابية المعتقلة تعيش حياة منعمة اكثر من حراس المعتقلات وان هذه العناصر الفاسدة الارهابية تهدد هؤلاء الحراس وتتوعدهم والحارس المسكين لا حول له ولا قوة وفي بعض الاحيان كثير ما يجعل نفسه في خدمتهم ربما ينطلق في اول الامر من منطلق انساني ولكنه في الأخير يقع في المصيدة من حيث لا يدري

منذ 16 عاما والهروب يتكرر وواضح الدليل والبرهان على ان هناك تواطؤا بين عناصر الاجهزة الامنية وبين الهاربين لكننا لم نشاهد شخص واحد احيل على القضاء وهذا دليل على نفوذ وقوة المجموعات الفاسدة والارهابية

لا شك ان عملية هروب المعتقلين الفاسدين والارهابين أخر محاولة عندما يعجز سادتهم ومسئوليهم عن انقاذهم هناك محاولات وعمليات كثيرة قاموا بها مثل التغطية على جرائمهم واتهام الآخرين الابرياء اتلاف الادلة الضغط على الاجهزة الامنية على المحققين على القضاة بالتهديد بالترغيب بطرق اخرى مختلفة وهذه المحاولات تجري على قدم وساق وبشكل علني وعلى المكشوف

ومن هذا اقول لا يمكن بناء عراق حر وموحد خاليا من الفساد والارهاب الا بحكومة عراقية واحدة منسجمة في الحركة وفي المهمة وفي الهدف ذات رأي واحد وهدف واحد واتجاه واحد وفق خطة واحدة متفق عليها مسبقا تحتوي على الايجابيات التي يجب خلقها ووضعها والسلبيات التي يجب ازالتها والسير بموجبها

ووضع عقوبات رادعة ضد المسئولين الذين يعجزون ويقصرون عن تنفيذ هذه الخطة اخفها الاعدام ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة لان هؤلاء هم الذين يحمون العناصر الفاسدة والارهابية ويدافعون عنهم ويسهلون لهم مهمتهم الاجرامية ويسهلون لهم عملية هروبهم فاذا تخلصنا من هؤلاء تخلصنا من الارهابين والفاسدين

فالمسئول الفاسد هو رحم وحضن الفاسد والارهابي

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here