من يعرف؟

من يعرف؟

كواكب الساعدي

نص مهدي لروح والدي مجيد مولى المحاسن.

2019 / 8 / 5

منذ غيابي العميقُ عن هذه البلاد

والأحلام تمشي على إيقاعِ سُلحفاة

وتستحيلُ لنوبةِ ضبابٍ

ومذ كُنا نتيهُ بألوان الأشياء

والسماء تسقط بعتمةٍ مُبهمة

لا أحد كان يعرف كم نجمةٍ بالسماءِ

ومتى سيأفل القمر؟

وحينَ يختزلُ شُعاع الشمس

فيطفئ احتراق

——————————

وحين يعمُّ الروح الحنين

كم يبدو العالم بالغ الضآلة

كرُكام ثلج

ترتعش أجزائك

تلتحفُ ببعضك

تقول وقتها

أوّاهُ لو أمتلكُ آلة الزمن

وتعود إليّ

ليس كأصدقاء قُدامى

وأنا التي اختمرتُ من طينك

ونميتُ من ضِلعك

وأنت تحملُ لقلبي كثيراً من الدفء

وأنا ألتصقُ بالنافذة

أركضُ إليكَ كمهرةٍ جامحة

بأحلامي السخية

وقهقهاتي الهاربة

أهرع لأحمل عن كاهلك صُحفك

——————————

لو التقي بك!

لسألتك كيف أكسرُ تعلقي بك؟؟

لقلت لك لم أعد كما كنت

فلقد ذهب الصخب

وبت أنتحي جانباً أفكر بفحوى الحياة

وبتُ مأسورةً بالشعر

لقد أبدلتُ أصحابي بإزرا وإليزابيث بيشوب وأنسي والكثيرين

والزمن بالعُزلة

لو التقيك

لاعتذرت عن ترهات صغيرة

عن شغفي بك

وانت لم تسقط من الذاكرة

أحتاج مشورتك

لكن

من أين لي أن أجدك؟؟

وأنتَ تنامُ هُناك على وسادة رمل

——————————

حين كان المطر

يوقظ الينابيع

ويسرقُ من فم القُبَّرات غناءٌ حَزين

وحين يحتدمُ الصراع الخاسر

بين الجسد وتسابق الزمن

تهرع تضمني بروحك

ترقيني من حُمى

بكرامة أجدادك

توقظني من رقادٍ مُدّعي

يشتعلُ الخطو ما بيننا بالضياء

فألوذ بك

من خيول تسكبها على الورق

والشتاء وهسيس خشب

——————————

أوّاهُ لو أمتلك آلة الزمن

سأحذو حذوك

بل حذوت حذوك

حين بذرت الحب

وقطفت باكراً

وأوّاهُ لو أمتلكُ ناصيةَ نفسي

للقّنتها أبجديات التجمل

وإتقان الأقنعة

ولكن!

كيف لموجوع أن يقف على قدم واحدة

ولا يتأوّه

حتى وإن تغلغل مِشرط في المسام ليظل صامتاً

ومضة أخيرة

أنا بنفس المدينة معك

إذاً

عزائي الوحيد

أن الهواء الذي يمر بي

يمر بك

شاعرة من العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here