إلى النائب كاظم الصيادي *: إنك لعلى وهم عظيم وضلال وخيم !

بقلم مهدي قاسم

لا نظن أن أحدا من لصوص المنطقة الخضراء سيُخشى على مصيره
، خوفا من يكون مشابِها لمصير الطاغية البائد البائس ، وهو مكّبل يدين ورجلين ، و تاليا متدلي جثة هامدة بين أعواد مشانق شاهقة ، و ذلك لثلاثة أسباب لا زالت قائمة ومؤثرة على الأقل منها :

الأول : أن الديكتاتور المقبور لم تسقطه ثورة شعبية عارمة
وساحقة ، أنما اسقطته قوات الاحتلال الغازية ، فلو لم تسقطه القوات الغازية ، فربما لا زال يحكم العراق حتى الآن بقبضة من نار حديد و كرباج و ساطور لجدع الأنوف والآذان ، بينما ” الجماهير الغفيرة ” الأكثر فقرا و تضررا ، لا زالت تهتف له ممجدا و تعظيما به قائدا أوحد
مثلما كانت تفعل قبل سقوطه بشهور ، لذا فإن حرامية و لصوص المنطقة الخضراء لا يخافون قطعا من حدوث ثورة شعبية عارمة و كاسحة ترميهم في مزبلة التاريخ ، على غرار ما حدث في مصر و السودان أو الجزائر ، مثلا ، لعلمهم وإدراكهم الجيدين بأن غالبية الشارع العراقي لا زالت
تغفو راضية ومرضية في دهاليز نعمة الدين و المذهب !! ، خاصة ، بعد الحملة الإيمانية الصدامية السابقة و ما تلتها بعد السقوط ، و حتى الآن ، من تصاعد وتيرة و موجة “الصحوة ” الإسلامية الأخوانجية والخُيمنية الحالية ، وما تظاهرات واحتجاجات القلة القليلة من نفر واعين
و مستائين من بين أربعين مليونا عراقيا إلا صرخة ضائعة في صمت هذه الدهاليز العقائدية المعتمة و الساكنة ، و التي لا تُرهب ولا تُخيف أحد من هؤلاء اللصوص الكثيرين ..

ثانيا : إنهم لا يخشون من حدوث أي انقلاب عسكري ، يقوم
به ضباط عسكريون وطنيون ، لأن النزعة الطائفية والقومية قد شوّهت أصالة الوعي الوطني عند هذا الجيش الذي أُعيد تشكيله على أسس طائفية وقومية ضيقة و منحازة مسبقا ، ليحل محل الوعي ” العقائدي ” والولاء المذهبي بالدرجة الأولى و الأخيرة ، وقبل أي شيء آخر ، محل الوعي
الوطني الأصيل ، فضلا عن وجود ميليشيات مسلحة و مدججة بأحدث و أخطر أسلحة بإمكانها إحباط أي انقلاب عسكري لا يروق لها ولا لولي نعمتها !!..

ثالثا ـــ و طالما إن مصير العراق واقع تحت ظل شبه هيمنة
إيرانية كاملة ، فأن ساسة متنفذين ومسؤولين فاسدين من لصوص المنطقة الخضراء سيبقون يشعرون بأمان و اطمئنان من كون النظام الإيراني شكّل و سيشكّل لهم ظهيرا قويا وملجأ مضمونا في حالة حصول اضطرابات أو انتفاضات شعبية جدية وواسعة و مهدِدة لمصيرهم في العراق ..

و كل ما نخشاه أنهم سيفطسون ــ بعد عمر طويل ــ كبهائم
سمينة و مدللة بين وظائف سيادية وخدمية أولا ومن ثم في مناصب ” مستشارية ” ثانيا عند رئيس الحكومة أو الجمهورية !! ، و أن بضمائر ميتة و سمعة منحطة ، دون أن تطالهم يد العدالة القاصمة ..

و ذلك سيكون أكبر طعنة دنيئة و غادرة موّجهة نحو قلب العدالة
، بل لطمة قوية في وجه الضمير الإنساني على حد سواء ..

*(برلماني يقترح وضع صورة لصدام حسين
في قاعتي البرلمان والحكومة
اقترح النائب كاظم الصيادي يوم الاربعاء وضع صورة لرئيس النظام السابق صدام
حسين وهو مكبل الايدي في قاعتي مجلسي النواب والوزراء لكي تكون عبرة للمسؤولين بان السلطة لا تدوم لأحد.

وقال الصيادي في تصريح مكتوب له اليوم، انه “يجب ان توضع هذه الصورة كجدار
في قاعة البرلمان والحكومة لكي يعرف المسؤولون بأن السلطة والظلم والسرقة لا تدوم”.

واضاف “تلك الايام نداولها بين الناس” ـــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here