فلسفة الصّلاة على محمد وآله:

عزيز الخزرجي
هديّتنـا بمناسـبة ألعيد السّعيد:
ألفلسفةُ الكونيّة تُحدّد معنى و فلسفة [أللهم صليّ على محمد و آل محمد] و التي تشبه الصلاة على إبراهيم و آل إبراهيم(ع) كإمتداد لحبل الله في الوجود, يختلف عن ما فسّره ألفقهاء وأهل المسائل الفقهيّة المتحجرة, وهي كآلتالي بنظرنا:
حين يقول الخالق البارئ نفسه تعالى: [إنّ الله وملائكته يُصلون على النبي, يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه و سلموا تسليما]؛ فإنّ كلمة (يُصلّي) في آللغة ألعربيّة لفظ مُشترك يُدلّل على عدّة معانٍ ويحتمل تفاسير مُتعدّدة لتحديد آلمعنى الفلسفيّ ألأكمل ويُؤكد بلاغة القرآن الكريم وآلسّر الأعظم فيه في نفس الوقت.
فصلاة الله تعالى على رسوله و آله بقوله: [إن الله و ملائكته يُصلّون على النبيّ, يا أيّها الذّين آمنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليما](1)؛ معناهُ لا يطابق صلاة الملائكة على رسوله و آل بيته؛ و كذا يختلف عن صلاة المؤمنين على رسولهم و آله(ص), حيث تعني معان مختلفة في كل مستوى من تلك المستويات ألثلاثة بحسب الفلسفة الكونيّة, وهي التالي:

– صلاة الله تعالى عليه(ص)؛ تعني الرحمة المقرونة بالتعظيم له(ص) ولآل بيته عليهم السلام .
– صلاة الملائـكة عليه(ص)؛ تعني ألأستغفار له(ص) و لأل بيته عليهم السلام.
– صلاة المؤمنين عليه(ص)؛ تعني طلب الرفعة والبركة والعلو له(ص) ولآل بيته عليهم السلام.

بجملة واحدة وبناءاً على مبادئ ألفلسفة الكونيّة ومصادرها ألرصينة المثبتة(2), تعني؛
أنّ وجود هذا آلكون و ما فيه يدور حول سبب خلق هؤلاء العظام ألّذين لولاهم لما خلق الله الأفلاك والكون, لأنّ فلسفة الوجود تختلّ في معنى وجودها(3), حيث ورد في الحديث القدسي: [لولاك يا محمد ما خلقت الأفلاك, ولولا عليّ(ع) ما خلقتك, ولولا فاطمة ما خلقتكما].
ألفيلسوف الكونيّ
ــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأحزاب/56.
(2) و من تلك المصادر:
(ألنّص)؛ و منها نصوص القرآن؛ الأحاديث؛ ألأدعية المأثورة عن أهل البيت(ع) أنفسهم.
(ألعقـل)؛ و منها؛ الفلسفة الكونية التي هي ختام الفلسفة في الوجود.
(ألوقائع وآلآثار)؛ منها؛ بقايا سفينة نوح و تأييدها من قبل خبراء الآثار في العالم.
(3) بحسب فلسفتنا الكونية؛ للوجود أربعة علل, هي: العلة الخالقية؛ المادية؛ الصورية؛ والغائية .. التي فيها يتوضح الأمر و يختزل المعنى, حيث خلق الله (أهل البيت) كقادة و معلمين لهداية الناس من أجل الخلود.
للتفاصيل؛ راجع: [أسفار في أسرار الوجود], ألجزء الثالث, للفيلسوف الكونيّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here