طلاب فقراء يتفوقون على رغم الظروف الصعبة وطبقية التعليم

تصدر أبناء الفقراء في العراق، نتائج الامتحانات الإعدادية، في تحد كبير لظروف الحياة القاهرة بين هذه الفئة التي تحاصرها الموارد القليلة وانخفاض معدلات الدخل وتردي قطاع التعليم بسبب الحروب والفساد، إذ وصلت نسبة الأُمية في العراق إلى مستويات عالية وغير مسبوقة.

وحصل الطالب حسن محسن معيوف على المركز الأول بمعدل 99.86 بالمائة على الرغم من انه يعيش في منزل متواضع في إحدى قرى منطقة قلعة سكر في محافظة ذي قار، ويقطع يوميا 11 كيلومتراً، مشياً الى المدرسة.

وفي حين يستعين طلاب من الطبقة الثرية او المتوسطة، بالتدريس الخصوصي، الا ان طلاب الطبقات الفقيرة يفتقرون الى هذا الامتياز، ورغم ذلك فقد أبدوا تفوقا ملموسا.

كما حصل الطالب وليد إبراهيم عايد هلال على معدل 98.14 بالمائة، ليكون الأول على الأنبار ومن بين العشرة الأوائل على العراق، متصديا للظروف القاهرة، حيث تبعد مدرسته نحو 20 كيلومتراً ذهاباً وإياباً سالكا طريقا ترابيا مشياً على الأقدام، فيما الرمادي كحالها من مدن العراق الأخرى تعاني من الافتقار إلى المدارس المؤهلة، فضلاً عن العمليات العسكرية التي أدت إلى بث الرعب في نفوس الطلاب.

وحصل الطالب كاظم معروف أحمد من مدينة الموصل على معدل على معدل 99.86 على رغم معاناة النزوح من المدينة عقب سيطرة تنظيم داعش عليها منتصف عام 2014.

وحصل الطالب سجاد من ضواحي مدينة الشطرة في جنوب العراق على معدل ٩٧ على رغم انه يقضي يومه في بيع قناني الامن لكي يوفر لقمة العيش لافراد اسرته، مؤكدا انه لن يستطيع الدخول الى كلية الطب التي تستغرق الدراسة فيها ست سنوات، ويتوجب عليه ان يختار دراسة اقصر تنتهي في ظرف سنة او سنتين لكي يقتصد في أعباء الدراسة.

ويتحدث المعلم قاسم الخالدي، عن ان الطلاب الفقراء المتفوقين نجحوا أيضا في تجاوز تداعيات سلبية بدأت تطاهر في قطاع التعليم في العراق، وهي المدارس الاهلية التي يقصدها أبناء “الاسر المتمكنة”.

ويرصد الخالدي، تكريس واضح للطبقية بين تلاميذ تبدو جلية في مظاهر الحياة الفارهة عليهم، وبين اخرين يعيشون في فقر مدقع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here