قصيدة ابونؤاس في الوطنية !

قصيدة ابونؤاس في الوطنية ! * د. رضا العطار.

يخاطب الشاعر ابو نؤاس في القصيدة التالية، مدينة بغداد، يستعرض فيها طبع الزمان وما يطويه من عبر الأيام, وكيف ان حاكم الدولة، لو اتصفت ادارته بالعدل والانصاف، ارتقت هيبته واحترامه الى مستوى التبجيل والتعظيم في عين الشعب، هذا الشعب الذي سيصون بالمقابل دولته من فعل الاعداء بالسيف الحسام.

يا دار مافعلت بك الايامُ * * * ضامتك , والأيام ليس تضامُ

عرم الزمانُ على الذين عهدتهم * * * بك قاطنين , وللزمان عرامُ

أيام لا أغشى لأهلك منزلا * * * الاّ مراقبة , عليّ ظلامُ

ولقد نهزتُ مع الغواة بدلوهم * * * وأسمتُ سرح اللهو حيث أساموا

وبلغتُ ما بلغ امرؤ بشبابه * * * فإذا عصارةُ كل ذاك أثامُ

وتجشمت بي هولَ كل برية * * * هوجاء فيها، جرأة، اقدامُ

تذرُ المطيّ وراءها، فكأنما * * * صفُ تقدمهن وهي إمامُ

واذا المطيّ بنا بلغنَ محمداَ * * * فظهورهنّ على الرجال حرامُ

قربننا من خير من وطئ الحصى * * * فلها علينا حرمة وذمامُ

رُفع الحجابُ لنا، فلاح لناظر * * * قمرُ تقطّع دونه الأوهامُ

ملكُ، اذا علقت يداك بحبله * * * لا يعتريك البؤسُ والأعدامُ

ملكُ توحّد بالمكارم والعلى * * * فردّ، فقيد النّدّ فيه، همام

ملكُ أغرّ، اذا شربت بوجهه * * * لم يعدك التبجيلُ والأعظامُ

فالبهوُ مشتملُ ببدر خلافةِ * * * لبس الشبابَ بنوره الأسلامُ

سبطُ البنان، اذا احتبى بنجاده * * * فرع الجماجم، والسّماطُ قيامُ

ان الذي يرضى الألهُ بهديه * * * ملكُ تردّى الملكَ وهو غلامُ

ملكُ، اذا اعتسر الأمورَ مضى به * * * رأي يفلّ السيفَ، وهو حسامُ

داوى به اللهُ القلوبَ من العمى * * * حتى افقنَ، وما بهنّ سقامُ

اصبحتَ يا ابن امير المؤمنين * * * املا لعقد حباله استحكامُ

فسلمتَ للأمر الذي ترجى له * * * وتقاعست عن يومك الأيامُ

* مقتبس من ديوان ابو نؤاس لعمر فاروق الطباع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here