القضاء على الفساد والفاسدين ليس سهل لكن ليس مستحيل

اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان رحم الفساد وكل انواع الجرائم المختلفة في البلاد هو المسئول اللص الفاسد وهذه الحقيقة اكتشفها الامام علي ودعا الى تنفيذها قبل اكثر من 1400 عام لهذا اسرعوا الى ذبحه بحجة انه خرج على الشريعة حيث قال

اذا فسد المسئول فسد الشعب حتى لو كان افراده صالحون واذا صلح المسئول صلح الشعب حتى لو كان افراده فاسدون

وهذا يعني فساد الشعب وصلاحه يتوقف على المسئول فاذا كان فاسدا فسد الشعب واذا كان صالحا صلح الشعب

ومن هذا يمكننا القول اذا وجدنا رشوة في وزارة في دائرة استغلال نفوذ وساطة مهما كان نوعها اهمال تقصير عدم مبالات في العمل هذا يعني ان المسئول اي الوزير المدير العام مسئول قسم هو السبب اي هو( فاسد ولص) لهذا على الجهة المسئولة عن حماية الشعب اي التي مهتها القضاء على الفساد والفاسدين ان تحاسب الوزير المدير العام رئيس القسم اولا ثم الموظف الفاسد ثانيا لان المسئول الفاسد يفسد كل من كان تحت مسئوليته فهل يمكننا خلق جهة مسئولة عن مكافحة الفساد والفاسدين بهذه الشجاعة والشرف والصدق والاخلاص المؤسف لا

المعروف اسسنا وخلقنا الكثير من المؤسسات وبأسماء مختلفة هيئة الرقابة هيئة النزاهة المفتش العام وغيرها فكانت عناصر هذه المؤسسات والهيئات اكثر فسادا وكانت سببا في تفاقم الفساد واتساعه وانتشاره حتى اصبح العراق بلد الفساد والفاسدين

كما ان الامام علي دلنا على وسيلة سهلة لا تحتاج لجهد وعناء في معرفة المسئول اللص الفاسد حيث قال كل مسئول زادت ثروته خلال تحمله المسئولية عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص وفاسد

هذه الحقائق نضعها امام مجلس مكافحة الفساد الذي اسسته الحكومة وكلفته بمهمة القضاء على الفساد والفاسدين عليه ان يدرسها ويأخذ بها في كشف الفساد والفاسدين

لهذا ننصح أعضاء مجلس مكافحة الفساد والفاسدين فالفاسد لا يكشف الفساد والفاسدين ولا يرغب بالقضاء على الفساد والفاسدين ربما يكشف بعض الفساد والفاسدين لانقاذ نفسه اولا وتغطية حقيقته ثانيا وتحقيق مراميه الخاصة الخبيثة ثالثا

لهذا على اعضاء مجلس مكافحة الفساد والفاسدين ان يكونوا صادقين كل الصدق شجعان لا يخافون احد ولا يجاملون احد لا يخشون في الحق لومة لائم يحملون ارواحهم على اكفهم ويقولون اهلا ومرحبا بالموت في سبيل الحق في سبيل الاصلاح كما يجب ان تكون رواتبهم متواضعة او بدون رواتب كما يجب على المجلس ان يفتح بابه لكل عراقي شريف صادق هدفه القضاء على الفساد والفاسدين وتشكيل مجموعات في كل المحافظات وفي كل دوائر الدولة المدنية والعسكرية مهمتها مراقبة تصرفات الموظفين والعاملين في كل دوائر الدولة المختلفة المدنية والعسكرية وخاصة التي لها علاقة مباشرة بالمواطنين وكشف كل من لا يحترم النظام والقانون والانسان سواء من المواطنين او المنتسبين لهذه الدوائر وكشف الفساد والفاسدين والذين يتجاوزون على القانون على كرامة الانسان مهما كانت منزلته ومهما كانت ثروته

فالعراقيون متساوون في الحقوق والواجبات والجميع يحكمها القانون و لا يوجد احد فوق القانون حقا انها كلمات جميلة نسمعها ونقرئها من سنين طويلة لكننا لم نرها على الواقع لم نشعر بها فالحكم للمنصب للنفوذ للمال اما القانون فهو بيد صاحب النفوذ المنصب والمال يستعمله في حماية منصبه وماله حسب رغبته ومصلحته الخاصة

اما آن الاوان للتخلص من هذه الحالة المزرية التي كانت ولا تزال السبب الاول في كل ما اصابنا من ذل واهانة وضعف وتخلف وتأخر

أما آن الأوان ان نلغي الأعراف والتقاليد العشائرية والقبلية البدوية والقيم المتخلفة المعادية للحياة والانسان لله ولرسله ورسالاته الانسانية السامية أما آن الاوان ان نتحزم بالقانون والمؤسسات القانونية ونمنحها الاحترام والقدسية وندافع عنها كما ندافع عن انفسنا عن اعراضنا ونرى الذي يتجاوز عليها هو تجاوز على انفسنا على كرامتنا على أعراضنا على مقدساتنا فالقانون

فالقانون هو الذي يحمي كل ذلك وبدونه لا يمكننا ان نحمي انفسنا كرامتنا اعراضنا مقدساتنا

اعلموا ان الانسان الحر الشريف الصادق لا يمكنه ان يحمي نفسه وشرفه الا عندما يحكم القانون اما في حالة الفوضى فلا مكان للانسان الحر الشريف وانما المكان للعبد الوضيع للفاسد اللص وهذه حقيقة واضحة وملموسة في زمن صدام وفي حالة الفوضى التي خلقها بعد تحرير العراق من عبودية ووحشية من لا قانونية صدام وعبيده بالتعاون مع كلاب ال سعود الوهابية القاعدة وداعش الوهابية

ومن هذا المنطلق نقول ان القضاء على الفساد والفاسدين ليس سهل لكنه ليس مستحيل اذا صفت النوايا وصدق الساعون فالمعركة مع الفساد والفاسدين تحتاج الى ايمان صادق وتخلي عن المصالح الشخصية والمنافع الذاتية فمن له القدرة فاليتقدم

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here