حكومة الفتح وسائرون إلى أين أنتم ذاهبون؟

عمار العكيلي

حين تشكلت هذه الحكومة، كنا من المتفائلين بإختيار شخصية تكنوقراط مستقل لرئاسة الحكومة ، بتحقيق طموحات الشعب سيما وأن الظروف الحالية أفضل من الحكومة السابقة ، وأستبشرنا خيراً حين تشكل تحالفين وطنيين بعيداً عن التجاذبات الطائفية، هما تحالفا البناء يقيادة الفتح، والاصلاح بقيادة سائرون، وتشكلت الحكومة بتوافق الكتلتين.

إلا أن الطموح شئ، والواقع شيئاً آخر، إذ تفرد الفتح وسائرون بالقرار والمغانم، وجمعتهم المصالح بعد أن فرقتهم السياسة، وتقاسموا الكعكة فيما بينهم، ومع من ينسجم معهم، فكانت النتائج ضعفا واضحا في الأداء الحكومي والبرلماني، إذ لم تحقق الحكومة سوى 30 بالمئة من البرنامج الحكومي، حسب ما أعلنه البرلمان، وفي الواقع هي أقل من هذه النسبة، إن هذا الإنحدار في الأداء الحكومي، والضعف الواضح أدى بممثل المرجعية في كربلاء، إلى تصعيد اللهجة وتأنيب الحكومة على هذا الفشل، وهو تحذير للجهات التي شكلت هذه الحكومة، بأن المرجعية الدينية سيكون لها كلاماً أشد ومواقف أوضح، إن بقي الوضع كما هو.

إن أحزاب السلطة التي منها ما يرفع الإصلاح شعاراً له، ومنها ما تستتر بثوب الجهاد، وصعدت على أكتاف المجاهدين والشهداء، ينتقدون المحاصصة وهم جزءا منها ويدعون محاربة الفساد وهم منغمرين فيه فهم شركاء في الإنجاز، ومتنصلون عن الفشل والإخفاق، فهذا هو قمة النفاق السياسي الذي عانينا منه ولا زلنا نعانيه .

اليوم أدركنا بنحو واضح، أن المرجعية الدينية معارضة للأداء الحكومي ،وناقمة من الفشل، وعلى القوى السياسية وبالخصوص الفتح وسائرون، أن يتخذا خطوات ملموسة نحو الإصلاح وتغيير الواقع، أو تنسحب منه ، إن لم تستطع التغيير، وتقف مع الشعب ضد الطرف الآخر، وهذه أمنية قد لا تتحقق.

وعليه فإن للمرجعية كلام، وللشعب صولة، ولله يفعل ما يشاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here