كان بإمكان المرجعية العليا أن تهز أركان الفساد لو شاءت
مهدي قاسم
لا شك في أن إقدام المرجعية الدينية العليا على فضح و
تنديد بمظاهر الفساد مؤخرا ، و الدعوة في الوقت نفسه إلى محاربتها و إنهائها ، يُعد أمرا محمودا و حسنا بل إيجابيا و جيدا، فهو على كل حال ، أفضل من السكوت الذي دام طويلا طويلا !!، لأن السكوت ــ كما يعرف السيد القارئ ــ هو ضرب من ضروب رضا و قبول مع مداهنة سيئة
وتغطية غير مباشرة على الأوضاع الرديئة و مظاهر الفساد المستشرية حينا ، و نوعا من تواطؤ مفضوح حينا آخر مع رجال السلطة و الأحزاب الفاسدة والمتحكمة ..
أو على الأقل هكذا يُفسر إذا استغرق الصمت طويلا
و لكن عندما نقول ” مؤخرا ” إنما نقصد قبل سنتين أو ثلاث
تقريبا ، بدأت المرجعية العليا ـــ عن طريق وكلائها المعتمدين ــ التطرق إلى مظاهر الفساد علنا و بنبرة عالية ، سيما عندما بدأ الشارع العراقي يضج واسعا ، و يضيق ذرعا و سخطا و نقمة بمظاهر هذا الفساد معبرا عن غضبه بتظاهرات واحتجاجات شبه يومية ، بعدما تحول الفساد
إلى سرطان ضخم بأذرعة عملاقة وطويلة طالت كل معظم مؤسسات الدولة نهبا للمال العام و إهدارا و تبذيرا له نهما و جشعا بلا حدود ..
بينما مظاهر الفساد و عمليات النهب المنظم للمال العام
بدأت فعليا ، بعد سقوط النظام السابق مباشرة و استمرت صعودا و تواصلا ــ عاما بعد عام ــ حتى هذه اللحظة الحرجة من فساد مستشر و متفشِ على نطاق واسع وكامل ، بدون أي توقف أو تلكؤ ..
فيا ترى لماذا سكتت المرجعية العليا و التزمت جانب الصمت
كل هذه الفترة الطويلة جدا ، بينما كانت هي على علم و دراية بمدى و سعة وخطورة هذا الفساد الذي كان ينمو بأحجام كبيرة و خطيرة ومرعبة يوما بعد يوم ، وبشكل شبه علني حتى أخذ بعض السياسيات و الساسة يتبجحون على الملأ بأخذ الرشاوى و تقسيم الكعكة !! ، بحيث أصبحت ظاهرة
الفساد نفسها حديث الساعة في البيت العراقي ، و التي كانت و لا زالت سببا رئيسيا ومباشرا لكل ما أصاب العراق من انفلات أمني رهيب ، و عوامل فقر مدقع و تخلف وتلكؤ و شحة متواصلة في خدمات ضرورية وحيوية في الحياة اليومية للعراقيين ، بل و زيادة مضطردة وعالية في نسب
البطالة الفعلية والمقنّعة ، فضلا عن تنامي الإرهاب على نطاق واسع ، و سقوط مدن ومحافظات عديدة تحت سيطرة حفنة من شذاذ أفاق و أرباب سوابق ومتعاطي مخدرات وباحثين عن جنس وسلطة ومال من دواعش همجيين وما نجم عن ذلك من مجازر رهيبة كمجزرة سبايكر وسجن بادوش على سبيل
المثال و ليس الحصر؟!..
في حين أن هذه المرجعية هي نفسها قد استطاعت بفتوى واحدة
أن توقف زحف عصابات داعش على باقي المدن والمحافظات أولا و من ثم طردهم من المحافظات التي استولوا عليها ثانيا و ذلك بفضل الجيش و قوات الحشد الشعبي ..
فيا ترى ماذا كان سيُكلف المرجعية العليا أن تقوم بإصدار
فتوى تحرّم من خلالها سرقة المال العام وتبذيره بشكل ظالم ودون أي وجه حق مشروع ؟!..
فرب ثمة مَن يقول معترضا :
ـــ هذا ليس من مهمات المرجعية العليا إنها لو فعلت ذلك
إنما سُتتهم بالتدخل في السياسة !!..
سيكون ردنا آنذاك على النحو التالي :
ــ ربما يكون هذا صحيحا ولكن في هذه الحال سنسأل بدورنا
:
ــ أيهما يُعد تدخلا في السياسة ، هل التنديد بالفساد و
فضحه ؟ ، أم بإصدار فتوى بتحريمه بكل أنواعه و اشكاله وبكل وضوح لا يترك مجالا للتأويل أو التبرير؟..
سنرد هكذا لأننا نعتقد أن إصدار فتوى من هذا القبيل يدخل
ضمن واجبات و اختصاص المراجع الدينية و بالصميم ، ولا يُعد تدخلا مباشرا في السياسة، بقدر ما يدخل في إطار صون القيم و المبادئ الأخلاقية السامية والنزيهة للمجتمع أولا و حماية المال العام ثانيا ، لكون المال العام مال الجميع و الذي من المفترض أن يوّفر لقمة خبز
لجميع العراقيين و لا سيما للفقراء و الأيتام و الأرامل الذين ازدادوا بملايين جدد ، بسبب الأعمال الإرهابية و المعارك المتواصلة مع عصابات داعش الإجرامية زائدا كثلرة الفساد .
د
أسامة مهدي
هامش ذات صلة :
(أكد انه يطالب منذ سنين بمحاربة الفساد ولكن لم يتحقق
شيء
السيستاني للمسؤولين: أين ذهبت أموال
العراق بأرقامها المهولة؟
أسامة مهدي: وجه المرجع العراقي الشيعي الكبير السيستاني انتقادات لاذعة للحكومة العراقية متهما المسؤولين بعدم الجدية في مكافحة الفساد موجها اسئلة لهم عن مصير اموال البلاد المهولة والمرعبة والكبيرة وأين ذهبت واكد انه يطالب منذ سنين بمحاربة الفساد ولكن لم يتحقق شيء.
وقال السيد احمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة اليوم في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها “إيلاف” عبر قنوات محلية نقلتها مباشرة متسائلا “أين ذهبت أموال البلاد بأرقامها المرعبة ولماذا ما زالت معاناة الشعب العراقي مستمرة؟ عن إيلاف ” ).
أين تذهب هذه الأموال الطائلة والهائلة و ” المرعبة ” ؟وهل خالية أصلا من الفساد و من الخمط الكيفي و الشفط المزاجي ؟ :أي دين أو مذهب إنسانيين يقبل أو يرضى بهذا ــ الصورة أدناه ــ :
عندما تكون ميزانية الوقف الشيعي أكثر من ميزانية وزارات عديدة :
القرار لكم | حزب الدعوة تاجر بـ #الشهيد_الصدر .. التميمي يفجرها
#الوقف_الشيعي ينهب اموال العراقالقرار لكم | حزب الدعوة تاجر بـ #الشهيد_الصدر .. التميمي يفجرها
Geplaatst door قناة دجلة الفضائية op Donderdag 8 augustus 2019