بقلم مهدي قاسم
في دولة معتبرة و ذات مؤسسات قائمة على آليات مهنية واحترافية و تبؤ مناصب ووظائف بمسؤولية عالية ، تجري عملية الانتباه إلى المشاكل والمعضلات الاجتماعية و الصحية و الاقتصادية منذ بداياتها الأولى ، ليتسنى أمر معالجتها في وقتها المناسب ، قبل أن تستفحل و تتأزم لتأخذ حجما أكبر و أعقد وأصعب ، بحيث آنذاك سُتكلف مسألة معالجتها ثمنا غاليا سواء كان ثمنا بشريا أو ماديا .
هذا ، افتراضا توجد دولة ذات هيبة واعتبار و حكومة تكنوقراطية تجيد تقنية ومهنية سير أعمالها وواجباتها العادية و الاستثنائية و حجم مسؤوليتها الملقاة على عاتقها في إدارة حكومة و الدولة إدارة ناجحة و بارعة ..
أما إذا لا توجد إلا اشكال دولة هزيلة ــ كالعراق ــ لا يحترمها أحد ولا يأخذها بنظر الاعتبار أحد من الناس ، حيث في كل زاوية و ركن أو منعطف توجد حكومة ” ميليشاوية ” أو رهط من لصوص جشعين يسمون أنفسهم ” ساسة متنفذين ” يتشاورون خلف الكواليس لتقسيم المناصب والمغانم على طول الخط ، فمن الطبيعي أن تنتشر عمليات ترويج و تعاطي المخدرات ، هربا من واقع مرير و قاس ، و كذلك ظاهرة الانتحار يأسا و إحباطا ، لإن المواطن المسالم قد استنفذ كل إمكانياته المتاحة دستوريا في محاولات تغيير وضعه السيء نحو أفضل و أحسن من خلال مظاهرات و إحتجاجات و مطالب مشروعة و ضرورية تمس تفاصيل حياته اليومية إلا إنه لم يُلاق غير أذان صماء وضمائر متحجرة و صلداء و قلوب جشعة صفراء !..
و كان من البديهي أن تزداد ظاهرة الإلحاد أيضا ، عندما اكتشف الشارع العراقي أن أكثر الناس ظلما ، وكذبا ، ونفاقا ، وتدليسا ، و تضليلا ، وخداعا و لصوصية في وضح النهار ، بل تجارة بالدين والمذهب ، و بصلافة منقطعة النظير والفريد، هم ساسة إسلاميون وبعض كثير من رجال دين و من ” مؤمنين أطهار و متقنين أبرار” !! ، وعلاوة على ذلك ، بآلاف مؤلفة ، سواء في المنطقة الخضراء أو في مجالس بلديات ومحافظات ، أو في أضرحة ومراقد أم في مساجد وجوامع وحسينيات ، وهم ، كلما ازدادوا ثراء ــ مع أنهم يزدادون ثراء بالفعل بفضل فساد و لصوصية ــ كلما تسوء أحوال الناس فقرا ومرضا و قهرا و مذلة ، و عوزا حرمانا من أبسط مستلزمات الحياة العصرية..
لذا لا ينبغي على عمار الحكيم أن يتظاهر و كأنه لا يعرف الأسباب الكامنة وراء هذه الظواهر السلبية ليدعو (المؤسسات الدينية والاعلامية والاجتماعية والاكاديمية والنخبوية والسياسية في عملية المعالجة ) ، بينما العلاج بسيط وواضح جدا إلا وهو : كفّوا عن لصوصيتكم للمال العام و أتركوا المناصب و السيادية و حتى الخدمية لذوي الاختصاص والمهنية ، بعدما فشلتم أفرادا وأحزابا حتى في إدارة معمل صغير للدواجن و ارجعوا إلى سرادبكم و حسينياتهم وجوامعكم ، فآنذاك سيكون العراق بألف خير و خير !..
.(الحكيم يؤشر انتشار الالحاد والمخدارت والانتحار في العراق نقلا عن صوت العراق ) .
صورة عن ضريح والد عمار الحكيم الفخم و المطعّم بالذهب الخالص والمسروق حتما من دموع أيتام و ارامل العراق ، علما أن عمار الحكيم صرّح ذات مرة بأنه فقير و مديون !!:
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط