الحزب الديمقراطي الكوردستاني .. 73 عاماً من ‎النضال واشراقات المجد

خالدة خلیل
17 آب/أغسطس 2019

حين يبلغ عمر حزب ما ( أي حزب ) اكثر من 73 عاما، فهذا يعني ان لذلك الحزب تاريخ وله جذور راسخة في العمق ، وله حاضنة شعبية وبشرية اعانته على الديمومة والاستمرار.

فكيف اذا كان هذا الحزب يمثّل هوية أمة، وتطلعات شعب، ويحمل راية التحرر الإنساني المنتمي لكل حركات التحرر العالمية

. ‎ حزب عرفت نضاله الجبال والسهول، والمدن والقرى، النهارات والليالي، لكونه يمثل ذاكرةً لآلاف المناضلين الذين حملوا دمهم على أكفّهم دفاعاً عن مستقبلهم ومستقبل أجيالهم حتى غدا أسم ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) الذي أسّسه الثائر الخالد الملا مصطفى بارزاني، هو صوت كوردستان، لأن المؤسس استطاع بحنكته السياسية وقيادته النضالية ان يكسب صداقات العديد من زعماء العالم ورؤساء الدول صاحبة القرار، فضلا عن الأحزاب الثورية في مختلف بقاع الأرض.

ولأن مباديء ( البارتي ) التي وضع أسسها الملا الخالد مصطفى بارزاني لم تكن تهدف الى مجد شخصي او مكسب عشائري كما روّج وأشاع اعداؤها، وانما كانت تعبيرا عن طموحات شعب حيّ استكمل مسيرته المجيدة مع ولادة تاريخ مضافٍ لتاريخه، حيث تصادف ذكرى تأسيسه في 16 من آب 1946، ولادة قائد نضالي هو امتداد لكل الأرث الكوردستاني الغارق بالتاريخ وأعني به فخامة الرئيس مسعود بارزاني.

‎ عشرات السنين، والحزب الديمقراطي الكوردستاني في كفاح ونضال مستمر على كل المستويات، السياسية والفكرية والقتالية، وكان في طليعة المتصدين للحكومات التي تعاقبت على تاريخ العراق والتي حاولت هضم حقوق الكوردستانيين، منذ عشرينات القرن الماضي والى الوقت الحاضر. ولذلك يجدر بي الإشارة هنا الى درّة النضال الكوردي في ثورة ايلول العظيمة في عام 1961، وثورة كولان التقدمية عام 1976 وصولا الى الإنتفاضة الكبرى في آذار 1991، والى ما يخوضه الحزب اليوم، ومعه الطلائع الكوردية الكفوءة عبر انجازاتها الثقافية واالإجتماعية، وحضورها السياسي الفاعل في الحياة الكوردستانية، والتي انحيازها لأفكار الحزب وأهدافه، وضعت ( البارتي ) أمام مسؤولياته التاريخية التي ناضل من اجلها، والتي استند الى إرثها في اجتياز واحدة من أهم تحديات ليس كوردستان وحدها او العراق، وانما المنطقة باكملها الا وهي مرحلة داعش 2014، والتي أخذ القتال ضدها عدة أوجه منها العسكري والسياسي واستقبال وتوطين المهجرين والنازحين، وكان كل هذا يجري والإقليم يعاني من حصار اقتصادي ومالي فرضته الحكومة الإتحادية، ولم يكن الإنتصار الذي تحقق فيما بعد الا بفضل حنكة القيادة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني التي كانت تقود حكومة الإقليم وبالتأكيد يقف على رأسها الرئيس مسعود بارزاني، والتي حفظت حقوق كل المكوّنات القاطنة في جغرافيا اقليم كوردستان، وأخص بالذكر الرعاية الكاملة للأيزيديين والسعي الحثيث لجمع شملهم وتأمين المناطق الآمنة لإيوائهم بعيدا عن إرهاب داعش الإجرامي، وإقامة الورش والدورات والمؤتمرات المتخصصة لتأهيل الناجيات والناجين ليكونوا ادوات فاعلة ومشاركة في بناء مستقبل كوردستان، ومن ثم اعتراف برلمان كوردستان بأن ماحصل للايزيديين هو ابادة جماعية والعمل على تدويل هذه الابادة عالميا ً ، من اجل ضمان حقوق هذا المكون الكوردي العريق لكي لايتكرر ماحصل لهم من ابادات على مر التاريخ .

. ‎اكثر من 73 عاما، يحار المتابع من اين يبدأ الكتابة عن محطاته النضالية، والتي على ضخامة ما مر بها، وما مرّت به، تحتاج الى كتب ومؤلفات والى كتاب ومؤرخين يتفرغون لدراسة كل فترة نضالية على حدة لإستخلاص العبر، وأرشفة النتائج لأنها معطيات شعب، وعناوين مجد ستقف الأجيال القادمة أمامها طويلا.

‎أحيي ذكرى ولادة الحزب الميمونة، وذكرى المؤسس ‎الخالد الزعيم الملا مصطفى بارزاني.. الذي كلما ذُكرت القيادات النضالية العالمية ذُكر اسمه معها. . أحيّي ذكرى الشهداء الأبطال الذين عرفتهم جبال وكهوف كردستان، ممن قاتلوا حتى النفس الأخير دفاعا عن حقوق أهلهم، وثأرا لضحايا الأنفال والقنابل الكيمياوية والإبادات الجماعية

. ‎ والتحية موصولة لأبطال البيشمركة، الذي ينعم الاقليم بفضل سهرهم وتعبهم اليومي، بالأمن والأمان والطمأنينة. .

تحية الى قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني التي حوّلت الاقليم من منطقة فقيرة الى قوة اقتصادية وعلمية ومنارة صحية وسياحية يشار لها بالبنان. . ‎

وكل عام والحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الأمل، وهو المرجو لصناعة الحياة والمستقبل الزاهر في كوردستان، عموم كوردستان اذ هو الخيط الذي ينظم اللؤلؤ المتناثر في أجزائه الأربعة ..

د. خالدة خليل: عضو البرلمان العراقي وعضو مكتب العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكوردستاني*

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here