يا تجار الدم و المعاناة دعوا الجثث المجهولة و شأنها

بقلم مهدي قاسم

من المؤسف أن لا تجري ــ في أغلب الأحيان ــ عملية تركيز
على تجار الدم و المعاناة في أسواق النخاسة للساسة ” السنة ” و عشائر ماركة ” 65 ” للبيع و الشراء في المناطق الغربية والموصل وغيرها ، و الذين دأبوا على هذه المتاجرة منذ بديات التغيير السياسي المشوه و الهجين و حتى الآن ، مستغلين نظام المحاصصة الطائفية والقومية
المقيت ليصبحوا مستعدين لارتكاب أية سفالة و نذالة و من أجل المناصب و النفوذ و المال ، و من خلال ذلك الحصول على فرصة السرقة و النهب ، ابتداء من التواطؤ مع المنظمات الإرهابية ك” تنظيم القاعدة ” سابقا ” و داعش حاليا ، طبعا بدافع ممارسة ضغوط سياسية و كذلك ابتزاز
السلطة المركزية ، بغية الحصول على هذه المناصب والمغانم ، و عندما تتمكن فئة منهم تحقيق ذلك تسكت وتصضمت متنعمة بما تحصل عليها من هذه الإمكانيات الكبيرة ليصبحوا مليونيرين بين ليلة و ضحاها ، طبعا على حساب معاناة أبناء تلك المناطق والمحافظات وكثرة مشاكلها المعيشية
والخدمية، بل أن قسما منهم قد يذهب أبعد من ذلك من أجل الحصول على هذه المناصب والامتيازات إلى حد التملق للنظام الإيراني و الإشادة به وأخذ مباركته في طهران من أجل وصول إلى تلك المناصب ومواقع النفوذ!! ، بعدما كانوا لا يكفّون قبل ذلك عن الضجيج و التشدق ب” الفرس
” المجوس ” و بالهيمنة الإيرانية على العراق ..

بل إن بعضا منهم قد عقد تحالفات مع ميليشيات كانوا يتهمونها
حتى وقت قريب بإبادة ” أهل السنة ” وتهميشهم ، و إذابة هويتهم المذهبية على حساب انتشار وتوسع النفوذ ” الفارسي ” و ” الهوية الشيعية ” ، معتبرين في الوقت نفسه عناصر داعش تنظيمات مسلحة ذات شريعية مذهبية موازية لهذه الميليشيات ” الصفوية ” ..

و هكذا والخ ..

أي إذا أصبحت فئة منهم داخل السلطة أو مجلس النواب فيبدون
مسالمين و لطيفين و ” حبابين ” و ديمقراطيين أقحاح ، داعين إلى وحدة وطنية حتى لا نجد وطنيين أفضل منهم و أحسن !!، تشع من أسارير وجوههم المتجهمة والخشنة ــ كأخديد صخرة حادة ـــ علامات قبول ورضا عن الوضع السياسي العام في العراق ، فتقّل حينذاك نسبة التفجيرات على
المدنيين المسالمين إلى حدها الأدنى ، و كذلك الأعمال التخريبية الأخرى ، لماذ ؟ ، لكونهم يكونون آنذاك منهمكين بترتيب اتفاقات وتوافقات لعقد صفقات سرقات ولصوصية مع بعضهم بعضا من جهة ومع رجال أعمال وهميين أو نصابين من جهة أخرى، حتى أصبحت حياة المواطن العراقي
و سلامتها مرهونة بمدى وحجم هذه المناصب و المغانم ، فإذا كانوا لا زالوا راضين ومرتاحين بحصتهم من المغانم والنهب المنظم للمال العام طبعا بتوافق مع أقرانهم ” الإسلاميين الشيعة ” فمعنى ذلك أن المواطن العراقي لا زال يعيش بأمن وأمان ولكن ما إن تجري عملية إبعاد
بعضهم عن مصادر المال العام أو مناصب السلطة لأسباب سياسية بحتة ، حتى يبدأون من جديد بإثارة النزعة الطائفية والتحريض على أعمال العنف والإرهاب نابشين في قمامات الفتنة الطائفية ، بغية التأجيج والإثارة والتحريض ، ليظهروا بمظهر من يحرص على دماء أبناء” أهل السنة
” ويصونها ليلا ونهارا ، حرصا شديدا ، و بكل شرف و نزاهة !!..

في حين إنهم عندما يكونون في مواقع السلطة والنفوذ السياسي
فربما قد يخطر على بالهم أي شيء آخر ما عدا مصالح أبناء” أهل السنة ” ومعاناتهم اليوميةأو جثثهم المجهولة ..

و إذا كانوا من ناحية العمالة والخيانة الوطنية والفشل
السياسي و الفساد المستشري لا يختلفون كثيرا عن أقرانهم من الساسة ” الشيعة ” المتنفذين ، إلا إنهم يتميزن بسفالة و نذالة خاصتين من ناحية استعدادهم الكامل للذهاب إلى أبعد حد ممكن ــ أي غربا وشرقا : نحو أمريكا و تركيا و سعودية و إيران وربما حتى إسرائيل ـــ كل ذلك
من أجل الحصول على مناصب و مغانم لحد التجرد من أبسط صفات الشرف الوطني و الضمير الإنساني ، مقابل تحقيق ذلك !.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here