الإندبندنت: حظر لعبة البوبجي لم يمنع الشبان من خوضها

ترجمة / حامد أحمد

خلال الساعات الاولى من الصباح عندما يكون جميع افراد عائلته نائمون وينبغي له هو ايضا كذلك تجد، مصطفى مجيد 18 عاما،

على استعداد هو واصدقائه للذهاب الى ساحة حرب لعبة كومبيوتر افتراضية على الانترنيت.

كما هو الحال مع آلاف آخرين من الشباب في العراق، فانهم يلتقون ضمن اجواء لعبة البوبجي PUBG، على شبكة الانترنيت وهي لعبة ملاحقة وقتل يشترك بها عدد كبير من اللاعبين تسببت بحالة صخب في البلاد.

في مقاهي الانترنيت وفي المقاهي الشعبية والمدارس والساحات العامة تجد العراقيين يمسكون بأجهزة اتصالاتهم الذكية، كما لو أن حياتهم تعتمد عليها، وهم يتأهبون لمقاتلة لاعبين آخرين من حول العالم ضمن ساحة معركة افتراضية كبيرة.

الشعبية الواسعة المنتشرة للعبة بين شباب العراق أقلقت المؤسسة السياسية والدينية للبلد الى حد ان الحكومة صوتت مؤخرا على حجبها وذلك لدواعي متعلقة “بآثارها السلبية على الصحة والاعراف والامن”. ولكن ذلك لم يكن له صدى لدى طالب المرحلة الاعدادية الشاب مصطفى.

قال مصطفى مجيد وهو يلاحق اعداءه في اللعبة “الوضع في البلد هو حتى اسوأ من أي لعبة. أنا اتحدث إليك وربما قد اتعرض للقتل بسبب انفجار”.

ولكن لعبة البوبجي، هي أكثر من كونها لعبة كومبيوتر بالنسبة لكثير من الشباب العراقيين. ان العالم الافتراضي للعبة الانترنيت هذه هو واحد من بين الاماكن القليلة التي يمكنهم من خلالها تحقيق لقاءات فيها ويتواصلون اجتماعيا مع آخرين بعيدا عن انظار عوائلهم، بقدر ما هي لعبة فهي تعتبر ايضا منصة تواصل اجتماعي.

بامكان اللاعبين التحدث فيما بينهم عبر، المايكروفون، والالتقاء مع اصدقاء الفيسبوك في اللعبة. وفي بلد ابتلي شعبه بسنوات طويلة من الحروب والانقسامات الطائفية، فان هذه اللعبة جعلت كثير من الشباب يلتقون سوية.

يقول الشاب مجيد “كونت لي صداقات مع كثير من العراقيين من مدن لم أزرها من قبل مثل البصرة والعمارة وكذلك اشخاص من بلدان اخرى. وقسم من الاشخاص التقيت بهم في بغداد بعد دخولي في اللعبة”.

كثير من الشباب العراقيين غير مقتنعين بالاسباب الرسمية وراء حجب اللعبة، ويعتبرون ذلك تعديا على حرية جيل كامل.

سارة اللامي 18 عاما، تقول “انها وسيلة للتضييق على الشباب والسيطرة عليهم واجبارهم على الانصياع. ليس لدينا حرية الاختيار في كثير من المجالات، ولكن هذه اللعبة تعمل على جمع عدد من الشباب سوية”.

تشير الاحصائيات الى ان 60% من سكان البلد هم دون الخامسة والعشرين من العمر. ولكن بعد عقود من الحروب وسوء الادارة والفساد يشعر كثير من الشباب في العراق بانهم يتعرضون للتجاهل وعدم الاهتمام. واستنادا الى البنك الدولي فان معدل البطالة بين فئة الشباب قارب نسبة الـ40 %.

ليس هناك من ينكر حجم الإدمان على اللعبة، ولكن الكثيرين يرون في حركة البرلمان لحجب اللعبة أنه يعاني من سوء تحديده للاولويات.

غدير رشاد 27 عاما، صيدلانية تشترك في اللعبة مع اصدقائها تقول “زميلاتي في العمل يشكون من ازواجهن الذين يلعبون طوال الليل لانهم لا يستطيعون السماع اثناء اللعب، ولكن هذه اللعبة تحقق تواصلا بين الناس. ويجري كثير من الكلام عنها”.

زميلتها في اللعبة رسل محمد، تقول ان منع اللعبة ستكون عواقبه عكسية في النهاية. مشيرة بقولها الى انه “أمر يتعلق بالحرية الشخصية. عندما تمنع شيئا فانك تجعله مرغوبا أكثر خصوصا بين الشباب”.

وهذا ما حدث فعلا، فان المنع لم يكن له ذلك التأثير. الشاب مجيد ما يزال يخوض اللعبة لمدة اربع ساعات في اليوم. ويقول “عندما منعها البرلمان توقفت اللعبة لساعات قليلة ومن ثم رجعت مرة اخرى. جميعنا لدينا تطبيق برنامج الشبكات الخاصة الافتراضية VPN لهذا فهم لا يستطيعون ايقافها في أي حال من الاحوال”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here