الثبات على الولاية

الفريق الركن نجيب الصالحي

اعتقد ان الثبات على الولاية يتطلب الاقتداء
بأمير المؤمنين على (ع) شجاعة ونزاهة ومبدئية
واعتبار تلك الخصائص المعيار الذي يقاس به صلاحية من يحكم !!!! وبخاصة من اتخذ من نهج الولاية غطاءً للتسويق لنفسه وحزبه ورهطه السياسي، وكما هو حاصل في العراق.

من المتعذر علينا معرفة عديد وحقيقة الاشخاص السائرون على نهج الامام علي (ع )، ولكني اجزم بان الحاكمين الان ليس من بين هؤلاء القلة الذين نبحث عن عديدهم في كل المقاييس!!

من يحكم الان واقصد بعد ٢٠٠٣ ، وعلى وجه الخصوص من كان منهم في المعارضة العراقية للنظام السابق في الخارج فقد تخفى كليا ولم يكن متصديا ، لم يسجل موقفا سياسيا او اعلاميا جريئا مناوئاً لحكم صدام.

فيما يخص الاقتداء بشجاعة الامام علي (ع) ، بعض من يحكموا اليوم لم يبادر الى حضور المؤتمرات ولا البرامج السياسية والاعلامية التي كانت تهدف الى فضح السلوك الاجرامي للدكتاتورية في العراق آنذاك، بل والبعض الآخر كان رعديدا يخاف من مجرد اسم صدام وربما لايزال على هذه الشاكلة وبذلك فهو في حقيقته كان وما زال متعاونا مع النظام الصدامي، ففي الوقت الذي كان يقدم فيه خدمات (الصمت)وهو المطلوب منه في تلك الظروف!.

ومثلما كان من يحكمون اليوم مبتعدين كل البعد عن ثوابت وشجاعة الإمام علي وهو القائل (ع): « لَوْ تمّيزتْ الأشيَاءُ لكانَ الصِدقُ مَعَ الشُجاَعَةِ والجُبنُ معَ الكَذِبْ َ»، فها هي الأشياء اليوم تتمايز وتصطف معاً، حيث االكذب المُنتج للفساد (اليوم) الذي تلا مرحلة الجُبن التي أورثت الصمت (فيما مضى).

فلا يخفى على القاصي والداني ابتعاد من يحكمون اليوم عن مصداقية ونزاهة الامام علي (ع)، ويتجسد ذلك فيما يقدّمون من خدمة أخرى للنظام الصدامي تسهم في تبييض سجله الحافل بالجرائم الكبرى ضد الانسان العراقي والانسانية جمعاء، باصرارهم على تكريس (الفساد) المالي المتمثل في نزيف الأموال العراقية، و(الفساد) الادراي المتجسد في رعاية التهميش والإقصاء. فالعراق يشهد انفلاتا غير مسبوق في مجال النزاهة وسرقة المال العام، وهو مالا يمت بصلة الى سيرة ومسيرة الامام علي (ع) الذي كان نزيها وكافح الفاسدين فقد عزل من عزل منهم وصادر ممتلكات وقطائع لكبار القوم ولم يرضخ للمحاصصة بينه وبين حكام دمشق آنذاك بل آثر الحرب على المساومة والتفريط بالمصالح العامة أو التسليم للفاسدين.

أما “المبدئية” التي تميز بها امامنا وجدنا علي بن ابي طالب (عليه السلام) والمتجسدة في وصف الرسول الأكرم (ص) له من ناحية وقوفه مع الحق (عليّ مَعَ الحَقِّ والحَقُ مَعَ عَليّ)، فلم نلمس شيئا من هذا الخلق مع الحاكمين بأسم الولاية ،فهم مع المحاصصة الجائرة الفاسدة بالضد من الكفاءات الوطنية المهنية
ذات المواقف السياسية الجدية والرغبة الحقيقية
في بناء العراق وخدمة شعبه.

وزيادة في التوضيح
طرحت هذا الموضوع على شخصية سياسية
ودينيه معروفه وذات موقع حكومي رفيع، حيث قلت له :«لم ار او احس بوجود شخصية من بين المتصدين تقترب او تتماهى ولو قليلا من الامام علي ، شجاعة ،نزاهة او وقوفا مع الحق !
فضحك باستهزاء وكأنه يريد ان يقول لي
كم انت غشيم !؟
وهو يقول (هاي انت هسة يالله دريت !؟)
وحقيقة الأمر هو، (أنا أو المُهمشين من الوطنيين الأحرار) لسنا بهذه السذاجة ولكننا نحترم الناس ونمنح ثقتنا لهم وهذا من حسن الفطره المجبولين عليها. فضلاً عن ايماننا العميق بقول الإمام علي (ع):
بالعدل ثبات الدول، ودوام الظلم يسلب النعم ويجلب النقم.

الفريق الركن (نجيب الصالحي )
نشرت على صفحته بمناسبة يوم الغدير
ونوقشت في مركز الرافدين للحوار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here