عناوين .. لتأريخ كونيّ

بسم الله الرحمن الرحيم:
حين رأيت البعض من الفاسدين و بعد ما أكملوا الأشواط الأخيرة لفسادهم بشكل متقن و بآلتمام و الكمال, ثمّ إستقروا في قصورهم و جنانهم في الشرق و الغرب – في الأرض طبعاً – ليعشوا أذلاء حتى يأتي يوم الحساب الأكبر للأقتصاص لحق الفقراء و الأطفال و ا لمجاهدين؛ هؤلاء بدؤوا الآن بكتابة المقالات و تواريخ لبطولاتهم المزعومة .. و هي في الحقيقة تُعبّر عن فسادهم, لان جميع ما فعلوه لم يُخلّف لنا أي أثر مدني أو حضاري سوى الدمار و الخراب و الهدم و القتل و الذبح و ختموها بديون مليارية تصل لربع ترليون دولار, سارقين بذلك أموال الأجيال البريئة التي لم تلد بعد, و الأعمال بخواتيمها.
حين رأيت هؤلاء الفاسدين يسرحون و بلا حياء بسبب موت الضمير؛ تأثرت كثيراً .. حتى دفعني الحقّ بقوة لكتابة عناوين .. فقط عناوين .. لقصتنا مع الله .. تلك القصّة الرهيبة التي كتبناها بآلدّم و الدّموع و الحسرات و المواجهة مع أعتى نظام دموي كان يتغذى من كل أنظمة الأستكبار في العالم, لأني لم أشهد نظاما ظالماً كنظام صدام يتفق على دعمه كل العالم الظالم؛ أمريكا و روسيا و الصين و باقي دول العالم, فهل كان ذلك بتخطيط أم بطمعٍ أم صدفة أم بإتفاق غير محسوب أم الكل معاً!؟
وإليكم تلك العناوين التأريخية ألجهادية التي واحدة منها تكفي لتكون وثيقة شرف لأيّ كان يؤمن بآلقيم و آلشّرف و الشجاعة:
بسم الله ربّ المجاهدين والمستضعفين .. و بعد:
إليكم بعض العناوين الجهاديّة كخلاصة لتأريخٍ كتبتهُ بآلدّم والدّموع, وما زلتُ أنزف من عقلي و روحيّ لتقديم آخر ألبيانات ألكونيّة للعالم كختام للفلسفة.
قصّتي مع الله بدأتْ مُذ كنتُ طفلاً أبحث عن معشوقي الأزلي ألذي إنفصلت عنه بإرادة ذاتية أو بلا إرادة .. لتتحول إلى قصّة حزينة تشبه قصص الأنبياء والأخيار, و ما زالت فصولها الأخيرة لم تكتمل بعد .. فما زلتُ أجاهد الباطل الذي أدمغتُ الكثير من صفحاته المؤلمة الدّامية, لكن إنحراف البشر بقيادة الشيطان وحجم المأساة الكبيرة, فإنّ حقيقة الصّورة الجهاديّة التي أريد بيانها قد لا تظهر بوضوح وسط ذلك الرّكام ألتأريخي, لكن (ما لا يُدرك كلّه لا يترك كلّه), والعالِم ألمُجاهد ألمُنصف يدرك أبعاد ما سأكتبهُ كرؤوس نقاط مختصرة للغاية عن ذلك الجهاد الفكريّ و النّفسيّ ألمرير ألّذي لم يسبقني إليه أحد في ساحة العراق وحتى أَلعَالَم وهو:
1- بعد رحلة البحث عن حقيقة الوجود وأسبابه كنتُ ما زلت طفلاً لم أتجاوز الخامسة؛ أدركتُ ثمّ تيقّنتُ وبفطرةٍ نظيفةٍ قاومتْ المغريات للحفاظ على نهج الحق, وبعد تجارب بحجم عقليّ؛ تيقّنتُ بوجود إلهٍ حقّ ما زال مجهولاّ عند الناس رغم نزول أكثر من 124 ألف نبيّ ووصيّ و أئمة وشهداء بآلملايين لا يعلم سرّهم إلا الله, لكنيّ آمَنْتُ عملياً به وبرسله وأئمته ألذين قُتلوا .. ببغيّ الحاكمين, لهذا بقيتُ مُتأمّلاً ظهور الأمام المنتظر مع جهادٍ دائم لمْ يتوقف للآن حتى وأنا مسجّى على فراش المرض ليتحقق العدل والأنصاف والوجدان على الأرض.
2- بدأتُ صفحات الجّهاد ضدّ الظلم في عراقٍ حُكِمَ بأنظمةٍ مختلفة تعبدُ كلّ شيئ إلا الله ولم تعرف للرّحمة والأنصاف وللحقّ والفكر معنىً سوى التسلط بأيّة وسيلة حتى لو كان الثّمن دمار شعوب وكما حدث و شهد الجميع ذلك حتى ترحّم علينا اليهود والنصارى والكفار.
3- أسّسنا (حركة الثورة الأسلامية) في العراق أواسط السّبعينات و عمري أنذاك لم يتجاوز العشرين, وتحملتُ قيادة الصراع الميدانيّ ضدّ عصابات البعث و وجّهنا للنظام ضربات قاصمة في أكثر الساحات, رغم قلّة العدد والأمكانات والقدرات الماديّة, بجانب أنني كل صباح و قبل بدء الدرس في (مركز التدريب المهني) في بداية شارع الشيخ عمر التابع للمؤسسة العامة الكهرباء؛ قد خصصت ألخمس دقائق الأولى من الدرس لطرح مفهوم أو حديث وحكمة على التلاميذ, مع بناء علاقات خاصة مع المؤهلين لكسبهم وهدايتهم.
4- إتّحدنا مع حزب الدّعوة بتشكيلاتنا الجهاديّة لكونهم لم يكن يملكون خطاً جهاديّاً سوى تنظيمات مُتفرقة ولعلاقاتي الحميّمية معهم وقتها, و بضمنهم الشهيد المهندس سعدي فرحان وجميل الموسوي ومحمد فوزي وناجي الشاوي والدكتور منذر “المسيحي” والسيد حسن الموسوي و قبلهم جميعا السيد الشهيد حسين جلوغان, و الشيخ المهندس بديع عبد الرزاق وموسى محمود و فؤآد محمد سالي وحشد كبير من أمثالهم.
5 – من أشهر وأبرز العمليات التي خطّطنا لها؛ عملية (الجندي المجهول) و عمليّة (إرسال رسائل تهديد و ترغيب) في نفس الوقت لجميع مسؤولي وأعمدة النظام البعثي بضمنهم القيادة القطرية والقومية, حيث وصلت لمائة رسالة تمّ إرسالها بنجاح حسب عناوينهم.
6- التخطيط وقيادة مظاهرة الكاظميّة التي قلبت الموازين في بغداد والعراق عام 1979م بموازاة إنتصار الثورة الأسلاميّة, لكن آية الله حسين الصدر غفر الله له ألذي ما زال حيّاً لم يفي بوعده لدعم المظاهرة بعد أداء صلاة المغرب والعشاء في الصحن الكاظميّ كعادتنا كل خميس, وقد كتبت تفاصيل الثورة في مقالات عدّة, بعنوان: [لِموَاقف بعض ألمراجع فَسَدَ العراق] منشور على موقع “كتابات” وغيره.
7- عمليّة (ألجّندي المجهول) لم تكن بأقلّ وقعاً وخُطورةً على النظام البعثيّ, وقد كتبنا بآلدم تفاصيلها أيضاً فيما سبق, والأعلاميون يعرفون ذلك, حيث خططنا على مدى عامين تمهيداً لاغتيال رئيس النظام ونائبه صدام أثناء إستقبالهم لضيف خارجي في ساحة آلجندي المجهول ببغداد رسمياً وكما كان معتاداً, وعلى إثر إنكشاف العملية ألغوا المحل ولم يستقبلوا بعدها أيّ ضيف زائر هناك! التفاصيل في مقالاتنا.
8- بعد إشتداد الأزمة و إعتقالنا ثمّ الأفراج عنا .. ثمّ الأعتراف علينا مجدداً ولاحقاً من قبل البعض الذين إنهاروا أمام التعذيب؛ لم يبق مجال سوى الهجرة للجمهورية الأسلامية عن طريق الشمال بعد تسلط صدام وتكبره و قتله لأيّ معارض وذويه ولأدنى سبب أو تهمة.
9- في إيران كانت لي صفحات مشرقة أيضا لا تُضاهيها حتى دماء الشهداء وكبار الأخوة العلماء الشهداء شهدوا ذلك, منهم الشهيد محمد باقر الحكيم رحمه الله و أخيه الشهيد الشهيد عزيز الحكيم, منذ مكتب العراق ثمّ المجلس الأعلى للثورة الأسلامية, وكذلك الأخ أبو إسراء الحكيم والأخ السيد أبو هاشم والشهيد الأخ أبو ياسين عز الدين سليم وآلعامري وقبلهم الشيخ الآصفي وجميع “قيادات” الدّعوة المعروفين!
10- إلتقيتُ قبل تأسيسنا لاطروحة المجلس الأعلى بآلأخوة (الحلي) (الجعفري) (المالكي) (أبو بلال) وغيرهم في المركز الأعلامي لكني و بسبب مخالفتي مع أخلاق الحزبيين ونهجهم من ناحية الولاية وستراتيجية العمل التنظيميّ و حتى الأمور الشخصيّة؛ تركتهم و بدأت أعمل مع مؤسسات الدولة كآلتدريس والكتابة والامن والهلال الأحمر والعمل الهندسي والجهادي وغيره, و فيما بعد في المجلس الأعلى العراقي.
11 – نهاية عام 1981م إتصلتُ ببعض الأخوة منهم من كان يعمل ضمن تشكيلاتنا و كذلك الحاج أبو إبراهيم العسكري و السيد أبو بهاء الكاظمي وغيرهم بوجوب تأسيس كيان يضم كافة الشرائح والاحزاب العراقية بدعم وتوجيه من الدولة الأسلامية, وإن مكتب العراق ثم مؤسسة الشهيد الصدر أو المراكز الأعلاميّة برعاية الشهيد آية الله السيد الحكيم و غيره, لم يكن يستوعب هذا الطرح الكبير, وقلت لهم بأنّ الساحة العراقية بدون وجود مجلس أو هيئة عليا أو تجمع أعلى لقيادة الأحزاب و الكيانات لا نتيجة فيها؛ وأن عمر صدام سيطول و ساحتنا ستبقى مُشتتة وعدائية, و بعد إتصالات و إجتماعات موسّعة تمّ تشكيل المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق وكان لي فيه دور كبير.
12- بدأتُ .. أوّل ما بدأت .. بآلعمل لتأسيس صحيفة (الشهادة), و كنت لولبها وأساسها, حيث كنت أشرف وقتها على الأعداد الفني و الكتابة و الأخراج و الأدارة و الطبع بمعية آخرين لم يتجاوز عددهم خمسة كوادر هم: الشهيد الأخ أبو ياسين وأبو محمد العامري وأبو إسراء الحكيم و أبو مختار والأخ الشهيد أبو ذر الذي أصيب بآلكيمياوي في عمليات حاج عمران وقتها.
13 بعد هذا تمّ تشكيل الوحدات الرئيسية والآليات والفروع المختلفة كقسم الدراسات و التصوير و الشهداء و الصحيفة نفسها التي هي (الشهادة) وكذلك (بولتن) خبري كان يشرف على طبعه وتوزيعه الأخ أبو محمد ألرّوازق والأخ أبو احمد الخزعلي, وبولتن آخر للدراسات الهامة المحوريّة في الساحة بإشرافي المّباشر, و رحم الله ألأب الحاج (أبو محمد رزكَار) الذي خدمنا بالشاي العراقيّ صباحا ومساءاً.
14 – بعد بروز الظواهر الحزبيّة المقيتة في قسم الأعلام من قبل الأخوة الذين أستشهد أكثرهم فيما بعد – لا داعي لذكر الأسماء – إنزعجتُ وتألمت لكونهم بدؤوا يستغلون إمكانات المجلس لخدمة مشاريعهم الحزبية والشّخصية, وعارضتهم على ذلك و قلت لهم: لا يجوز بل يخالف عملكم هذا الأصل الذي تأسس لأجله المجلس الأعلى فصمّمتُ على ترك وحدة الأعلام إثر ذلك, و بعد إتصالات جرت معنا من قبل الأخ أبو هادي العامري والأخ أبو نور(أياد) والسيد فاضل النوري رحمه الله اللذين كانوا يعملون في (وحدة التحقيقات والمعلومات) برئاسة السيد المرحوم فاضل النوري ورجوني مع الألحاح بآلعمل معهم, و قبلتُ ذلك بعد مباركة الأخ أبو إسراء الحكيم و آخرين وقتها.
15- كان عمليّ يتركّز على جانبين؛ وهو إعداد خريطة كبيرة لهكيلية النظام العراقي؛ (هيكلية تنظيمات البعث و القيادة القومية و القطرية), و (تنظيمات الجيش العراقي) و (الجيش الشعبي) مع رموز يتمّ بيانها في ملاحقها الثلاثة, و قد قَدّرَ أخصائيون في رئاسة الدّولة الأسلاميّة حجم و قيمة هذا العمل, بما يُعادل جهود ثلاث وزارات بدولة عظمىّ هذا هو الجانب الأوّل من عمليّ في رئاسة قسم المعلومات, والثاني؛ إصدار البحوث و نشرة مركزية محدودة التداول تختصّ بالاخبار الخاصة و الأشاعات الدائرة في الساحة, وكانت النقطة الأخيرة بتوصية من السيد الحكيم نفسه (رحمه) الذي صار رئيساً للمجلس في الدّورة الثالثة على ما أذكر, وكانتْ تُطبع منها خمس نسخ؛ واحدة للأمام الراحل و الثانية للسيد الحكيم والثالثة للشيخ سالك والرابعة لرئيس الجمهورية و الخامسة تحفظ في الأرشيف بإسم نشرة(العيون).
16- من العوامل الهامّة التي ساعدتنا على إنجاز ذلك المشروع الأكبر في الساحة العراقية برأي؛ هو عمليّ كمبلغ مع الأسرى العراقيين مع الشيخ شريعتي, حيث إستطعتُ إعداد كمٍّ هائل من المعلومات والتقارير, عن طريق الأسرى التوابين واللاجئين وبشكل مباشر بعد تقديمنا لهم أسئلة معينة كإسم قائد آلوحدة والفرقة و اللواء الذي كان يعمل فيه و عددهم و أصنافهم و أسلحتهم و نشاطاتهم وأماكن تواجدهم و كفائتهم وغيرها, وكانوا يجيبوننا بوضوح وبدقة جزاهم الله خيرا, وبدورنا إستفدنا منها بعد دراستها و تبويبها لتدشينها عبر ثلاثة خرائط كبيرة كانت بطول 4م وعرض 3م مع كلّ صنف مُرَمّز؛ (الجيش النظامي) و(تنظيمات حزب البعث) و(تشكيلات الجيش الشعبي) مع ألتّرميز الدقيق في 3 كُتب منفصلة تتبع خارطتها.
17- وجود الجلسات والأجتماعات الدوريّة مع آية الله الحكيم(قدس) والشيخ شريعتي مُمثل الدولة في لجنة الأسرى على مدى سبع سنوات وفي كلّ إسبوع وشهر لمناقشة أمور التبليغ وإدارة شؤون الأسرى وكيفية تعبئتهم وإعدادهم كمجاهدين لأطلاق سراحهم لتشكيل فيلق بدر, و كان من الأخوة المشاركين معنا السيد أبو زلفى وأبو غالب وألشيخ عباس الحكيم وأبو حيدروالطريحي والشيخ همام كان يشاركنا أحياناً.
18- من المسائل المصيريّة الأخرى التي كانت لي شرف المساهمة في تأسيسها وأدائها بعد مساهماتيّ ألأولى لتأسيس المجلس الأعلى عام 1982م؛ هو تشكيل قُوّات عسكريّة تكون بمثابة ألذراع الضارب للمعارضة العراقية ألتي ما زالت تلعب دور كبير في تحديد مصير الساحة العراقية رغم إنشقاقها لشقين فيما بعد, بعد تأسيسنا لقوات 9 بدر ثم فيلقا بعد دراسة سبقتها مقالات بخصوص ذلك, وقد أعددنا أوّل ما أعددنا لها؛ إقامة الدورات, لتشكيل الأفواج الأولى لتبثق ثلاثة أفواج؛ (الصدر) و (دستغيب) و (بهشتي) و كان كلّ فوج يتكون من ثلاثة فصائل مع قسم الأتصالات التي أشرفتُ عليها خلال ألدورة الخامسة لأتقاني اللغة الفارسيّة, وكان الأخ العامري والشيخ المولى و الشيخ أبو إنتصار معنا في تلك الدورة بآلمناسبة, وأتذكر أيضا من المجاهدين المتطوعين؛ ألنقيب ألسّيد أبو لقاء والمُقدّم أبو أحمد والسيد أبو علي البصري والأخ أبو عهد النقيب وأبو ولاء وأبو مجاهد وأبو ثائر وحشد من معسكر الشهيد الصدر الذي تغيير لمعسكر غيور أصلي بعد إستلامها من قبل التعبئة العسكرية للمجلس رسمياً, وقد إستشهد الكثير منهم خصوصاً في الأهوار وفي مجنون و كربلاء 5 و غيرها.
19 – من أهمّ و أدقّ الأعمال الأخرى التي قدّمتها لرضا الله تعالى على نهج الأمام قدس سره, هي تقديم أكثر من (50 دراسة وبحث) مكثّف حول مختلف ألشّؤون السياسية والأعلاميّة والعسكريّة والأقتصاديّة والأمنيّة مع آلاف المقالات المختلفة, ولعلها ما زالت موجودة في أرشيف المجلس والمواقع والصحف, وكان السيد الحكيم(رحمه) نفسه يشرف عليها ويحترمني كثيراً, ولمعرفتي بعدّة لغات طلب مرّة بتمثيلي له دولياً, لكن وضعي الصّحي لم يساعدني, وبقيتُ أعمل بصبرٍ و صمتٍ كجنديّ مجهولٍ وأنا أواجه الصّعاب على عدّة جبهات؛ معسكرات اللاجئين؛ معسكرات الأسرى؛ معسكرات المجاهدين؛ وحدات المجلس الأعلى, إدارة المنتديات الفكريّة؛ مؤسسة نشر الحديث, حتى خروجي من إيران 1997م للعلاج بعد ما رفضتْ المستشفيات الأسلاميّة معالجتنا لكلفتها العاليّة, والوضع المالي و الأقتصادي الصّعب كان العامل الأكبر في سفري وما زلت مستمراً على العلاج حتى اللحظة بسبب امراض مزمنة كالقلب والكلى والسكر والضغط!
20 – مع كل تلك الصعاب و الألام والأمراض؛ لم أستكين ولم أستقيل, بل بقيت أكتب و أؤسس المنتديات الثقافية و الفكرية ودعوة الناس لإقامتها في كل دولة ومحافظة و قضاء, مع بيانات واضحة حول كيفية نهجها و إدائها بشكل لائق, و كنت بنفس أقيم (المنتدى الفكري) في تورنتو/كندا على مدى أعوام حتى قعودي في البيت مؤخراً, ولعل المنتديات الفكرية والثقافية المنتشرة في بلادنا خير دليل على ذلك.
21- و أخيراً وبعد حالة العجز قمّتُ بإعادة تكرير الخزين الفكري والثقافي والفلسفي الذي ورثته كأمين للفكر ولأسرار العلماء و مفكرهم العظيم أستاذي محمد باقر الصدر(قدس) والسيد محمد باقر الحكيم و كل فلاسفة التأريخ, حتى توصّلت بفضل الله ومَنّه لأرساء وتحديد أسس (الفلسفة الكونية العزيزية) لتكون ختاماً لتأريخ الفلسفة بمراحلها الستة التي بدأت بعهد (أوغسطين), حتى ختامها بفلسفتنا الكونية كمرحلة سّابعة وأخيرة.
22- قمتُ خلال عملي في قسم المعلومات في (وحدة التحقيقات و المعلومات) بإنجاز أكثر من 7000 فايل (إضبارة) تتعلق بحقوق آلعراقيين المهجّرين في طهران وإيلام و ضواحيها و غيرها من المدن الأيرانية بمساعدة الأخ أبو جعفر الكرادي وأبو فراس وآخرين, و تمّ إرسالها عن طريق المجلس إلى مؤسسة شهداء الثورة الأسلامية و تمّ بآلفعل صرف رواتب شهرية ومخصصات أنقذتهم من المآسي الكثيرة, و أعتبر هذا العمل من أعظم الأعمال في أيام المعارضة, حيث كانت تلك العوائل تعيش المآسي و الفقر و الفساد و التحلل بسبب العوز والمعيشة.
23 – تقديم إطروحات و وصايا لمعمل صناعة المكائن في أراك/إيران, و كذلك معمل صهر الحديد في إصفهان و كذلك صهر الحديد و إعداد القوالب الصناعية بطهران, فكانت تلك الطروحات و الوصايا سبباً لزيادة الأنتاج بلغت في بعضها 5%.
24- من الجانب الآخر و خلال عام 1982م و ما بعده كانت زوجتي أم محمد هي الأخرى تعمل مع فريق كامل في (منظمة الهلال الأحمر الأسلامي الأيراني ) لمتابعة شؤون عوائل المهجرين واللاجئين في معسكرات طهران وضواحيها و غيرها, حيث قامت و الفريق المكلف بتنظم إضابير أيضا لآلاف العوائل العراقية الفقيرة خصوصا تلك التي لم يكن لديها معيل, أو مورد للرزق, و تمّ أيضا بفضل الله و الدولة صرف حقوق و رواتب و مخصصات معيشة لسترهم و تأمين حياتهم, و الملفات موجودة أيضا في مؤسسة الهلال الأحمر الأيراني و ربما في المجلس الأعلى أيضا, بجانب أنها ترجمة أحدى كتب الشهيدة الشاهدة بنت الهدى.
هذا بإختصار شديد تأريخيّ الفكريّ والجهاديّ حتى السقوط عام 2003م, حيث رجعتُ عام 2003م وأنا مُحمّلٌ بآلام وبتعب السنين وحاولت إعادة بعض الصفحات المنسيّة من ذلك التأريخ ألفكريّ و الجهاديّ العظيم .. بدأتها بآللقاآت و التوجيهات العامة للناس والخاصة للأقرباء والأهل حتى نسيت نفسي, وبضمن ذلك راجعت أيضاً في يوم “مشؤوم” دائرتي الوظيفية في الوزيريّة التابعة لوزارة الكهرباء الآن بعد ما كانت تابعة للمؤسسة العامة للكهرباء في الباب الشرقي التابعة لوزارة الصّناعة, لأعادة رواتبي وحقوقيّ التي ما زالت ممنوعة بسبب عدم نزاهة المسؤول على لجنة الموظفين في رئاسة الوزراء, سبقهم بذلك المؤسسة العامة للكهرباء, لكنهم لمّحوا بطلب الرّشوة, وتَعَصّبتُ وقلتُ؛ [لقد قاتلت صدام وواجهت الظلم والفساد والرشوة 50عاماً والآن وبعد السقوط أدفعها؟ مالكم كيف تحكمون] وأُصبْتُ إثرها بنوبة قلبية وفشل كليوي أرجعني إلى حيث أتيت.
و اليوم و بعد كل هذا السِّفر العظيم و المحن المؤلمة ؛ جاء دوركم أيّها الأخوة لرد ّذلك الجميل و حمل الأمانة بإخلاص, و الأصرار على العمل الجّاد الخالي من الرياء و الدجل و النفاق و كما شهدنا ذلك بشكل صارخ لدى كل المديعن المتحاصصين!
إخواني الأعزاء : في الختام .. وبعد هذه المسيرة التأريخيّة ألدّامية ألتي أعتزُ بها والتي أعتقد بعدم وجود مثيل لها, راقدٌ في البيت وفي الغربة قسراً ولا أستطيع العمل و الجهاد ضد حكومات الجهل و الفساد ؛ سوى الكتابة لكشف الحقائق و الأسرار التي توصلنا لها لأكمال آخر ملامح الفلسفة الكونية بسبب المرض و كهولة السن ولا لي راتب للمعيشة بسبب معارضتي لحكومات الأرض الظالمة التي تتحكم بها المليشيات و الأحزاب التي تعمل من حيث تدري أو لا تدري لخدمة المنظمة الأقتصادية العالمية, ولا أريد شيئاً أكثر من حقيّ الطبيعيّ الذي يُؤيّدهُ أصحاب الوجدان و الضّمير والتأريخ وحتى القوانين الوضعيّة بآلاضافة إلى القوانين السّماويّة, ولكم فائق الشكر و التقدير يا إخوة الجهاد.
أخوكم ألذي لا يُريد عُلوّاً في الأرض ولا مقاماً سوى البحث ألعلميّ لتقرير (ماهيّة الجّمال) و (ختام ألفلسفة) بحسب الأرادة الألهيّة.
الفيلسوف الكونيّ / عزيز حميد الخزرجي
أبو محمد البغدادي .. أيام المعارضة الممتدة لنصف قرن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here