ثورة!

الكاتب:محمد كمال

اذكر قبل سنوات في احدى مدارس المرحلة المتوسطة القريبة من منزلي انه تم تغيير
مدرسة مادة الاحياء لمرحلة الثالث وكانت هذه المدرسة محبوبة من قبل الطلاب لانها تقوم
بشرح المادة بطريقة عملية وعلى حسابها الخاص فقام الطلاب بالتمرد وعدم الدخول للصفوف
الا ان ترجع تلك المدرسة وبعضهم كان يحمل شعارات كتبها بقلم السبورة ومصنوعة من الورق
المقوى,استمر الطلاب بالتظاهر لمدة اسبوع في ساحة المدرسة ولم يدخلوا الى الصفوف مطالبين
بعودة مدرسة الاحياء حتى اضطر المدير الى تسجيل اسماء الطلاب المشاركين في الاحتجاج واتخاذ
اجراء قانوني بحقهم ولكنهم كانوا اربع صفوف وكل صف يحتوي من 40 الى 55 طالب كحد
اقصى.وكان المشاركين بحدود 35 الى 45 من كل شعبة فكان غالبية الطلاب يحتجون وبعد انقضاء
اسبوع واحد استجاب المدير للطلاب واعاد تلك المدرسة لتدريسهم ورجعت الحياة لطبيعتها مرة اخرى وبعد
مدة اكتشف ان السبب في استجابة المدير للطلاب ليس بسبب احتجاجهم ولكن لأن والد احد الطلبة كان يعمل
مديراً لبلدية تلك المنطقة وكان ابن المدير صاحب شهادة المجاستير يمتلك دكاناً قد وضع عمال البلدية حواجز
كونكريتية امام ذلك الدكان لانه لم يدفع الرسوم المطلوبة من امانة بغداد.

وهذه القصة شبيهة بالذي يحدث اليوم حين اكمل الطلاب دراساتهم العليا وها هم يحتجون مرة اخرى امام الجهات
المعنية مطالبين بحقوقهم واستحقاقاتهم الوظيفية ولكن لكي تستجيب الحكومة لهم ينبغي ان يكون احد المحتجين يعرف
المسؤولين في الدولة لكي يتعين ولكن الفرق في هذه الحالة عن الاولى انه سيتم تعيينه وحده وليس جميع المحتجين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here