حكومة عبد المهدي لا طائرة ولا حاطة

لو دققنا في حقيقة رئيس الحكومة السيد عادل عبد المهدي والجهات التي اختارت السيد عادل عبد المهدي لأتضح لنا ما يلي

فالسيد عادل عبد المهدي شخصية مستقلة تخلى عن السياسة والسياسيين وجلس في بيته ولم يفكر في رئاسة الحكومة حتى عندما كان مرتبط بالسياسة والسياسيين نعم انه مثقف وصاحب اختصاص ومن المكن ان يكون مستشارا جيدا لكنه لا يمكن ان يكون قائدا اداريا ناجحا وهذه حقيقة معروفة حتى بالنسبة له لهذا تخلى عن السياسة تماما لان السياسة في العراق تحتاج الى محتال لا يخجل ولا يستحي هدفه مصالحه الخاصة ومصالح من اوصله اما مصلحة الشعب اذا تشدق بها مجرد ستار لتضليل وخداع الناس لسرقتهم وتعذيبهم وحتى ذبحهم

اما الجهات التي أختارت السيد عادل عبد المهدي ورشحته الى رئاسة الحكومة ( وهي سائرون وفتح اي الصدر والعامري) الحقيقة في هذه الحالة نحتاج الى تدقيق عميق وواسع ومن كل الجهات لان الامر فيه غرابة وغموض فالنظرة السطحية او الاعتماد على ما يطرحه هؤلاء من كلام معسول وعبارات مزوقة لا تعطينا الصورة الحقيقة

كيف اتفق العامري والصدر وهما شخصان متضادان مختلفان لا يلتقيان أبدا وفجأة وبشكل غير متوقع يتقاربان ويتفقان على اختيار السيد عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة حقا هذا الاتفاق المفاجئ والغير متوقع أثار اسئلة كثيرة منها لماذا عادل عبد المهدي وحده وموافقة السيد عادل عبد المهدي بدون شروط واضحة ثم لماذا اتفقا على السيد عادل عبد المهدي ولم يتفقا على بقية اعضاء الحكومة على برنامج الحكومة على خطة الحكومة والغريب العجيب الذي لا يمكن فهمه انهما بمجرد اختيار عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة اختلفا في ما بينهما وعادا الى اصلهما وتخليا عن السيد عادل عبد المهدي اي رموه في البحر رغم معرفتهما التامة انه لا يعرف العوم بل اخذ كل واحد منهم يملي عليه شروط من المستحيل تحقيقهما ويتهمه بالفشل

السؤال لماذا اتفقا على اختيار السيد عادل عبد المهدي ولماذا اختلفا بعد تعينه واخذ كل طرف يهدد ويتوعد السيد رئيس الحكومة ويطلب منه امور لا قدرة له على تحقيقها الا اذا تقدما الصدر والعامري وما حولهما من انصار ومؤيدين ووضع خطة وبرنامج والتحرك جميعا لتطبيق وتنفيذ هذه الخطة وهذا البرنامج وهذا يتطلب مسئولين شرفاء مخلصين في كل مؤسسات الدولة المختلفة المدنية والعسكرية من القمة الى القاعدة والمعروف جيدا ان الصدر والعامري ومن حولهم من اكثر العراقيين اخلاصا ونزاهة وتضحية ونكران ذات والذين هدفهم خدمة العراق والعراقيين لا خدمة انفسهم كما نسمع منهم خلال هذه السنوات الماضية وعليهم ان يجسدوا هذا الكلام على الواقع العملي

ويجب على الجميع ان يتخلوا عن المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والتوجه توجها كامل لبناء العراق وتحقيق رغبات الشعب العراقي والعمل بصدق واخلاص في اليوم 48 ساعة وليس 24 ساعة

وهذا يتطلب من السيد هادي العامري ومن كان معه والسيد الصدر ومن كان معه ان يكونوا في مقدمة المسئولين العاملين في الدولة وأكثرهم تضحية وأخلاص ونكران ذات لا يفكروا بمال ولا نفوذ الذي يشغلهم خدمة الشعب وتحقيق رغباته والقضاء على معاناته ووضع عقوبات رادعة بحق كل المقصرين والمهملين والعاجزين اخفها الاعدام ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة

للأسف كل ذلك كان بعيد كل البعد عن اهداف العامري والصدر (اي الفتح وسائرون ) فكان الذي يشغلهما هو خوفهم من حكومة الاغلبية السياسية لهذا تحركا بسرعة لأختيار السيد عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة لمنع قيامها اي حكومة الأغلبية السياسية والعودة الى حكومة المحاصصة التي تبقي على الاوضاع السائدة بدون تغيير الى اطول مدة زمنية لهذا بمجرد تعيين السيد عادل عبد المهدي تخلوا عنه وتركوه بمفرده مما ادى الى تعثر تشكيل كامل للحكومة وعدم اختيار العناصر المخلصة الصادقة بل العكس تماما وهذا ما زاد في حالة الفوضى في كل المجالات وهكذا اصبحت الطبقة السياسية وفي المقدمة العامري والصدر في حيرة من الامر لا يدرون ماذا يفعلوا هل يبقوا على حكومة عادل عبد المهدي ام يقيلوها فالنتيجة واحدة

وهكذا بقيت حكومة عبد المهدي لا طايرة ولا حاطة

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here