مصر تعلن دعمها للحقوق القومية الدستورية للشعب الكوردي

القاهرة – ابراهيم محمد شريف

شهدت العاصمة المصرية القاهرة احتفالية مهيبة لمناسبة الذكرى( 73 ) لتاسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني نظمها مكتب الحزب في مصر وحضرها سفير جمهورية العراق بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور احمد نايف واركان السفارة والقنصلية وعدد من اعضاء مجلس النواب المصري ورؤوساء الاحزاب والجمعيات المصرية واكاديمين ومثقفين ووسائل الاعلام العراقية والمصرية .

وفي مستهل الاحتفالية التي جرت في احد فنادق العاصمة القاهرة المطلة على نهر النيل الخالد القى سفير جمهورية العراق بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، الدكتور أحمد نايف كلمة بالمناسبة اكد فيها بإن إقليم كوردستان له تاريخ قديم أسهم في استمرارية حضارة بلاد الرافدين؛ وإن العراق اليوم يشهد تواصلا يوميا بين محافظاته ومدن الإقليم كافة؛ بشكل يعبر عن التلاحم الوطني بين شعبنا ويدعم تنوع هذا البلد وأواصره الاجتماعية الوثيقة.

وأكد السفير العراقي عمق العلاقات الثنائية مع مصر والتي تأخذ خطاً متصاعداً، موضحا أنه سيتم عقد اللجنة العليا المشتركة العراقية – المصرية قريباً، والتي ستكون دافعاً قوياً لتعزيز العلاقات على الجانب السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي.

ثم القى الدكتور محمد تركي أبو كلل ممثل تيار الحكمة الوطني العراقي كلمة بالمناسبة اشار فيها خلال احتفالية الحزب الكردستانى الديمقراطى بالقاهرة انه يحي التاريخ النضالي لاخوته في الحزب الديمقراطي , ويتطلع الى ان تكون العلاقة بين المركز والاقليم في افضل وابهى صورها

وقال ابو كلل .. اجدد تهاني سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني للاخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلى راسهم الاستاذ مسعود البارزاني رئيس الحزب المحترم لمناسبة الذكرى الثالثة والسبعون لتاسيس البارتي , وان اذكر بعمق العلاقات التاريخيه بين عائلتي الحكيم والبارزاني لاسيما الموقف التاريخي لزعيم الطائفة السيد المرجع محسن الحكيم طيب الله ثراه وفتواه الشهيرة التاريخيه عن تحرم قتال الكرد

.
ان تاسيس الحزب الديمقراطي على يد خالد الذكر المرحوم ملا مصطفى البازاني كان له بالغ الاثر في الحياة السياسية العراقية عامة والكردية خاصة , فلقد كان للحزب تاريخ نضالي طويل في المطالبة بالحقوق المسلوبة والحريات والديمقراطية , وكما كان للحزب دور هام في دعم المعارضة العراقية لنظام البعث البائد كان للحزب وقيادته المتمثله في الاستاذ مسعود البارزاني دور هام في دعم العملية السياسية الديمقراطية في العراق بعد العام 2003 , حيث عقدت عدة اجتماعات للقيادات السياسية العراقية في اربيل لحل عدد من الاشكاليات وكان للاخوة في الحزب الديمقراطي دور حيوي ومقدر لتقريب وجهات النظر والمضي قدما في العملية السياسيه في العراق الجديد

.
اننا واذ نحي التاريخ النضالي لاخوتنا في الحزب الديمقراطي , فاننا نتطلع الى ان تكون العلاقة بين المركز والاقليم في افضل وابهى صورها , وان يعمل كل القادة في حكومتي المركز والاقليم على حل الخلافات وانهاء الملفات العالقة والوصول الى الحلول الجذرية التي تضمن للعراق من اقصى جنوبه الى اقصى شماله مستقبلا امنا مستقرا , ولشعبنا المضحي بكل قومياته واطيافه الحياة الكريمة المزدهرة

.
ان العراق الذي ننشده ونتطلع اليه يفرض علينا جميعا ان نعمل على تقويته كدولة واحدة ديمقراطية تحترم حقوق مواطنيها دون تفريق على اسس قومية او طائفيه او دينيه , وهنا يحضرني قول الزعيم الرحل ملا مصطفى البارزاني ( اذا كان حب الوطن تهمة فانا اكبر متهم )

ثم القى السيد شيركو حبيب مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني في القاهرة كلمة بالمناسبة فيما يلي نصها : –

شكرا لحضوركم و الاحتفال معنا بالذكرى 73 لتاسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، ففي عام 1946في أواسط الأربعينات من القرن الماضي ونتيجة نمو أكثر للوعي القومي لدى شعوب المنطقة من أجل الحقوق القومية والثقافية لها، ولأجل بناء دولة ديمقراطية تتكفل بكافة مكوناتها، وضمان المساواة بينها، حضر حلم بناء عراق ديمقراطي، فأعلن في 16 آب أغسطس 1946 عن تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الزعيم الكردي الخالد الملا مصطفى بارزاني.

و منذ اليوم الاول لتأسيسه؛ أعلن الحزب إيمانه بالديمقراطية و النضال السلمي من أجل الحقوق القومية والثقافية للكورد و الديمقراطية للعراق، و رفع شعار “الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان”.

وكان للحزب دور مؤثر لدى جماهير كوردستان التى آمنت بأهدافه وقيادته البارزانية، فهو أقدم حزب كوردستاني و ثاني أكبر حزب سياسي عراقي بعد الحزب الشيوعي، قدم الآلاف من الشهداء والتضحيات من أجل بناء دولة ديمقراطية، وتعرض للكثير من العوائق و المشقات، لكن حكمة وحكنة قيادته كانت الضامن لاجتياز الصعوبات و الانتصار عليها.

لم يلجأ الديمقراطي الكوردستاني يوما ما إلى السلاح أو العنف خلال مسيرته النضالية، بل أجبر على حمل السلاح من أجل الدفاع عن شعب كوردستان، و الديمقراطية للعراق، عندما حاول الحكومات المتعاقبة في العراق القضاء عليه بشتى الوسائل والتى وصلت حد استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضده، ولم يرفع السلاح بوجه شقيقه العربي، بل سالت الدماء الكوردية والعربية معا من أجل الديمقراطية للعراق وبناء دولة مدنية تتكفل بالعيش السعيد و الرغد لمواطنها

فنرى أعدادا كبيرة من الأشقاء العرب كانوا ضمن ثورة أيلول التي اندلعت عام 1961، و استطاعت هذه الثورة على إجبار الحكومة العراقية عام 1970 على الاعتراف بالحقوق القومية و الثقافية و السياسية للشعب الكوردي.

و اليوم؛ فالحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الزعيم الكوردي مسعود بارزاني الذي ولد في نفس عام تأسيس الحزب في يوم 16 أغسطس 1946، يسير على نهج مصطفى بارزاني الخالد، و توجهات الرئيس مسعود بارزاني من أجل المصلحة العليا للوطن وبناء عراق ديمقراطي اتحادي على أسس الشراكة الحقيقة و التوازن و الالتزام بالدستور الضامن لحياة حرة كريمة لجميع مكونات العراق دون تهميش أو تمييز.

عقد الحزب 13 مؤتمرا منذ تاسيسه ونحن الان بصدد انعقاد المؤتمر 14 خلال الفترة المقبلة، و فاز في الانتخابات التشريعية الاخيرة لمجلس النواب العراقي بـ 25 مقعدا و الحزب الاول على مستوى العراق، وفي الانتخابات التشريعية للاقليم فاز بـ45 مقعدا من 100 مقعد،

و بهذه التنيجة اصبح منصب رئاسة الاقليم من حصة الحزب و كذلك رئيس مجلس الوزراء، و 10 و زارات من اصل 19 وزيرا، وفي بغداد نائب رئيس البرلمان العراقي و نائب رئيس الوزراء و وزيرين.

اليوم؛ فى الذكرى 73 لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني؛ نجد أنفسنا جميعا أمام مسؤوليات جديدة و تحديات أكبر، على مستوى الإقليم او العراق و المنطقة،

فبعد الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي و حصول الحزب على أكثرية المقاعد و تشكيل الحكومة، تحملنا مسؤوليات كبيرة في تقديم خدمات أكثر للمواطنين خاصة بعد سنوات من التصدي للإرهاب الداعشي وتدهور الوضع الاقتصادي بسبب قطع الميزانية، و حكومة الإقليم تحاول الآن جاهدة لإنهاء آثار هذه الأوضاع السلبية.

وعلى مستوى العراق، كانت زيارة الزعيم مسعود بارزاني إلى بغداد أواخر العام الماضي ولقاؤه بزعماء الأحزاب و الشخصيات السياسية، بداية لحلحلة الخلافات بين بغداد و أربيل حسب الدستور، وكذلك زيارة رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني إلى بغداد وقبله رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، وأثمرتا إذابة كتل الجليد،

فأعلن رئيس الوزراء الاخ مسرور بارزاني في كلمته في برلمان كوردستان أن من أولويات عمل حكومته حل الخلافات مع بغداد على أساس الدستور العراقي،

وكان لدولة رئيس الوزراء العراقي الدكتور عادل عبد المهدي دور بارز و مهم في إيجاد سبل إنهاء الخلافات و حل المشاكل عبر الحوارات و اللقاءات بين الطرفين

و أكد الزعيم مسعود بارزاني مرارا دعمه لحكومة السيد عادل عبد المهدي، متجاهلا أصواتا تغرد خارج السرب في بغداد أو أربيل تستهدف تعكير صفو العلاقات و تعميق الخلافات، لكن جهود الوطنيين كانت كفيلة بانتصار أبناء عراق ديمقراطي قوي

واستطاع الحزب خلال الفترة الماضية و بحكمة و جهود الزعيم بارزاني بناء علاقات قوية مع الأحزاب و القوى العالمية و العربية و الإقليمية على أساس الاحترام المتبادل و عدم التدخل فى الشؤون الداخلية،

فعلى الصعيد العربي للحزب نشأت علاقات قوية و تاريخية مع العديد من الدول مثل الأردن، الإمارات، السعودية، المغرب العربي، لبنان، الكويت، و مصر التى نعتز بعلاقات تاريخية قديمة معها،

فقد كان الزعيم الراحل خالد الذكر جمال عبد الناصر أول زعيم عربي يستقبل الزعيم الكوردي الخالد مصطفى بارزاني و كان من مؤيدي الحقوق القومية للشعب الكوردي اتساقا مع إيمانه بفكرة القومية العربية، وكذلك فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعلن دعمه للحقوق القومية الدستورية للشعب الكوردي،

وهكذا كانت مصر دائما سباقة في دعم حقوق القوميات و ملجأ كل الشعوب في المنطقة، و نحن دائما نطمح فى توطيد العلاقات مع جميع الشعوب و الأحزاب المحبة للسلام في المنطقة.

إن الذكرى 73 لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، تحتم على الجميع المزيد من التلاحم و التكاتف و تقوية العلاقات الأخوية و الودية بين حزبنا و الأحزاب و القوى السياسية الكوردستانية و العراقية، والعربية أيضا، فحزبنا الذي رفع منذ تأسيسه شعار الأخوة العربية الكوردية يؤكد ومن منطق الحرص على العلاقة التاريخية و المصلحة المشتركة للشعبين العربي و الكوردي في العراق؛ على صيغة الاتحاد الاختياري و التعايش الأخوي المشترك؛ وصون الحقوق الإنسان كاملة دون انتقاص فى الحرية والعيش.

وختاما لايسعني الا ان اقول كل عام وانتم بخير وتقبلوا منا أطيب التحيات وجزيل الشكر والتقدير لتواجدكم فى مناسبة دائما ما تجمع المحبين للحرية والسلام.) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here