إِحذَرُوا شرعَنة سلاح المِيليشياتِ بفَتاوى!

لإِذاعات [الرَّوضَة الحُسينيَّة المُقدَّسة] و [النَّجف الأَشرف] و [المغربيَّة] ولقناةِ [الثَّقلَين] الفضائيَّة؛
إِحذَرُوا شرعَنة سلاح المِيليشياتِ بفَتاوى!
*الفراغُ فراغان؛ فراغُ العقلِ وفراغُ الوقتِ
*إِنتشارُ العُنصريَّة ينذِرُ بخطرٍ عظيمٍ
*حذارِ من تمكينِ [طالَبان] الإِرهابيَّة
نـــــــــــــزار حيدر
١/ الفراغُ فراغان؛
الأَوَّل؛ هو فراغُ العقلِ من الفِكر والمعرفةِ والثَّقافة، فالمرءُ في هَذِهِ الحالةِ يَكُونُ فارغاً، لا يستوعبُ إِذا أَصغى لحديثٍ ويفشلُ إِذا حاورَ أَو ناقشَ، وينهزمُ نفسيّاً إِذا تابعَ الأَخبارُ لأَنَّهُ أَضعف من أَن يُميِّز بين الغثِّ والسَّمين مِنها.
كما أَنَّهُ يفشل إِذا تصدَّى لمسؤُوليَّة موقع لأَنَّهُ لا يمتلكُ خبرةً تمنحهُ القُدرة على الإِنجازِ والنَّجاحِ.
الثَّاني؛ هُوَ فراغُ الوقت أَو الزَّمن، والذي سببهُ البطالة أَو الكسل والإِتِّكال.
ولقد عالجَ المُشرِّع كِلا النَّوعين من الفراغ عندما حثَّ على طلبِ العلمِ والمعرفةِ، حتَّى اعتبر أَنَّ {مِداد العُلماء أَفضل من دماءِ الشُّهداءِ} كما وردَ في الحديثِ الشَّريف عن رَسُولِ الله (ص).
كما حثَّ على النَّشاط والعمل والإِنجاز وعدم الإِتِّكال على الآخرين في طلبِ الرِّزق، كما في قولهِ تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} وقولُ رَسُولُ الله (ص) {إِغتنِمْ خمساً قَبْلَ خمسٍ؛ شبابَك قَبْلَ هَرَمِك، وصِحَّتَك قَبْلَ سُقَمِك، وغِناك قَبْلَ فقرِك، وفراغَك قَبْلَ شُغلِك، وحياتَك قَبْلَ موتِك}.
أَمَّا أَميرُ المُؤمنين (ع) فيقولُ {رَحِمَ اللهُ عَبْداً سَمِعَ حُكْماً فَوَعَى، وَدُعِيَ إِلَى رَشَادٍ فَدَنَا، وَأَخَذَ بِحُجْزَةِ هَادٍ فَنَجَا، رَاقَبَ رَبَّهُ، وَخَافَ ذَنْبَهُ، قَدَّمَ خَالِصاً، وَعَمِلَ صَالِحاً، اكْتَسَبَ مَذْخُوراً، وَاجْتَنَبَ مَحْذُوراً، رَمَى غَرَضاً، وَأَحْرَزَ عِوَضاً، كابَرَ هَوَاهُ، وَكَذَّبَ مُناهُ، جَعَلَ الصَّبْرَ مَطِيَّةَ نَجَاتِهِ، والتَّقْوَى عُدَّةَ وَفَاتِهِ، رَكِبَ الطَّرِيقَةَ الْغَرَّاءَ، وَلَزِمَ الَْمحَجَّةَ الْبَيْضَاءَ، اغْتَنَمَ الْمَهَلَ، وَبَادَرَ الاَْجَلَ، وَتَزَوَّدَ مِنَ الْعَمَلِ} وقولهُ (ع) {مَن تَساوى يوماهُ فهوَ مغبُونٌ، ومَن كانَ أَمسهُ أَفضلَ مِن يومهِ فهوَ ملعُونٌ، ومَن لم يرَ الزِّيادةَ في دينهِ فهوَ إِلى النُّقصان، ومَن كانَ إِلى النُّقصانِ فالمَوتُ خيرٌ لَهُ مِن الحياةِ}.
ويبدأُ الحل عندما يثقُ المرءُ بنفسهِ وطاقاتهِ الخلَّاقة ومواهبهِ اللَّامُتناهية، فإِذا استسلمَ لليأسِ وظنَّ أَنَّهُ لا ينفع لشيءٍ وليس بإِمكانهِ فعلَ شَيْءٍ، عندها سيستسلمُ للفراغِ بنَوعَيهِ فلا يسعى لتنميةِ نفسهِ كما أَنَّهُ يتَّكِل ويتواكل ولا يتوكَّل.
كما أَنَّ تصوُّرَ المرءِ وإِيمانهِ بزمنٍ محدَّدٍ من عُمرهِ قابلاً للتَّوظيفِ والإِنتاجِ والتَّنميةِ، هو الآخر يدمِّرهُ ويدفعهُ للإِستسلامِ للفَراغِ.
أَلم نسمع الكثيرِ من الشَّبابِ يهزأ إِذا اقترحتَ عليهِ أَن يدرس ويتعلَّم قائلاً [بعد أَن شابَ أَخذُوهُ للكُتَّابِ} وهو لم يبلغ الثَّلاثينَ من عُمُرهِ!.
ولقد حلَّ أَميرُ المُؤمنين (ع) هذَين الإِشكالَين، الأَوَّل في بيتَينِ من الشِّعر قالهُما؛
دواؤُك فيـكَ وما تـُبصـِـرُ
وداؤُك منـــكَ وما تشــعرُ
وتـَحسبُ أَنَّكَ جُرمٌ صغير
وفيكَ انطوى العالَمُ الأَكبرُ
وقولهِ (ع) {إِعمل لدُنياك كأَنَّك تعيشُ أَبداً، واعمل لآخِرتكَ كأَنَّكَ تموتُ غداً}.
وهو المعنى الذي وردَ على لسانِ رسول الله (ص) بقولهِ {إِذا قامت السَّاعةُ وفي يدِ أَحدِكُم فسيلةً فليغرُسها}.
٢/ لقد باتَ واضحاً كلَّ ما توقَّعتهُ منذُ التَّصعيد الأَخير الذي شهدتهُ الأَزمة في المنطقةِ، أَلا وهو أَنَّهُ كانَ لفرضِ التَّهدئةِ وتخفيفِ الإِحتقانِ وليس للذهابِ إِلى الحربِ، لأَنَّ كلَّ الأَطرافِ لا تريدها لمعرفتِها التامَّة بأَنَّها إِذا بدأَت بإِطلاق الرَّصاصة الأُولى فسوفَ لن يكونَ بمقدُورِ أَيٍّ منها التحكُّم بالرَّصاصةِ الأَخيرةِ ومكانها.
٣/ إِنَّ واشنطن ترتكب خطأً فضيعاً إِذا فكَّرت بمُقايضة خرُوج قوَّاتها من أَفغانستان مُقابل تمكين [طالبان] الإرهابيَّة من جديدٍ، فإِنَّ ذلك يُعيد البلاد والمنطقة إِلى المُربَّع الأَوَّل، كما أَنَّهُ يُشكِّل خطراً كبيراً على مصالح واشنطن على المُستوى البعيد.
٤/ إِنتشار العُنصريَّة التي يغذِّيها خطاب الرَّئيس ترامب، يشكِّلُ خطراً عظيماً على البشريَّة، فالإِرهابُ العُنصري القائم على نظريَّة [تفوُّق الأَبيض] لا يقلُّ خطورةً عن الإِرهاب باسم الدِّين الذي يتبنَّاهُ الثُّنائي [آل سَعود/الوهابيَّة] القائم على [تفوُّق التَّكفيري] ولا عن نظريَّة [تفوُّق النَّازي] على الآخرين، ولقد رأَينا كيف دمَّرت تلكَ النظريَّات السَّخيفة العالَم، فلماذا ندَع العُنصريَّة تنتشر مرَّةً أُخرى في العالَم ونمكِّنها بمُختلفِ الطُّرق والوَسائل والأَدوات؟!.
٥/ هناك خُطط لشرعنةِ سلاحِ الميليشيات التي ترفض تنفيذ الأَمر الدِّيواني المتعلِّق بالحشدِ الشَّعبي، بفتاوى دينيَّة.
هَذِهِ الفتاوى لا تقلُّ خُطورةً عن الفتاوى التي شرعنت سلاح [داعش] وأَخواتها.
٢٣ آب ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here