بوادر انقلاب ناعم داخل هيئة الحشد على خلفية انفجارات مخازن الأسلحة

بغداد/ وائل نعمة

يقود تيار داخل مؤسسة الحشد الشعبي ــ على ما يبدو ــ انقلاباً ناعماً على رئيس الهيئة فالح الفياض الذي اعتبر قبل أيام بيان نائبه (أبو مهدي المهندس)

حول هوية الجهات التي تستهدف ترسانة الحشد، بأنه لا يمثل رأي الهيئة.
الانقلاب اتضحت بعض معالمه بعد عدم نشر بيان الفياض على موقع الهيئة الإلكتروني واكتفى الموقع بالبيان الصادر عن أبو مهدي المهندس، الذي هدد فيه بالرد على أمريكا لحماية مواقع الحشد بـ “أسلحة متطورة”.

واصطف نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، إلى جانب “المهندس”، حيث هدد بالرد بقوة في حال ثبت ضلوع إسرائيل بعمليات القصف الأخيرة التي طالت مخازن تابعة لبعض فصائل الحشد الشعبي.

ونقل مدير مكتب الأخير، في تغريدة نشرها عبر تويتر، عن رئيس ائتلاف دولة القانون قوله، “إذا استمرت إسرائيل باستهداف العراق فسيكون العراق ساحة صراع تشترك فيه أكثر من دولة ومنها إيران”.

بالمقابل أيد النائب والقيادي السابق في الحشد الشعبي أحمد الأسدي، مواقف نائب رئيس هيئة الحشد. وقال الأسدي في بيان صحفي إن “دخول إسرائيل مجالنا الوطني هو إعلان حرب ضد العراق، والسكوت على العدوان ليس موقفاً عقلانياً”، في إشارة اعتبرت أنها موجهة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والفياض.

وأضاف الأسدي أن “استهداف مقرات الحشد في معسكر الصقر وقاعدة بلد الجوية أول الغيث التآمري على الحشد والمقاومة”. وتوعد بالقول “نبقي خيار الرد مفتوحاً، لأنهم أرادوها حرباً مفتوحة، والواجب الشرعي والوطني إيقاف تلك الحرب بروح الرد المفتوح”.

وكان رئيس الهيئة فالح الفياض، قد رد الخميس الماضي بعد ساعات على بيان المهندس، قائلا إن “ما نُسب إلى نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي – بغض النظر عن صحة صدوره عنه – لا يمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي وإن القائد العام للقوات المسلحة أو من يخوله هو المعبر عن الموقف الرسمي للحكومة العراقية وقواتها المسلحة”.

وقال أبو مهدي المهندس يوم الأربعاء إن هناك مشروعاً آخر قادماً “لتصفيات جسدية لعدد من الشخصيات الجهادية والداعمة للحشد الشعبي”، مؤكداً أنّ “المسؤول الأول والأخير عما حدث هي القوات الأميركية، وسنحملها مسؤولية ما يحدث اعتباراً من هذا اليوم، فليس لدينا أي خيار سوى الدفاع عن النفس وعن مقراتنا بأسلحتنا الموجودة حالياً واستخدام أسلحة أكثر تطوراً”.

من يضغط على الفياض؟

بدوره وصف النائب عن عصائب أهل الحق في البرلمان أحمد الكناني، لـ(المدى) أمس، بيان الفياض بأنه “جاء بسبب الضغوط الأمريكية على رئيسي الهيئة والحكومة”.

وقال الكناني إن “أبو مهدي المهندس تكلم بالحقيقة، بينما الحكومة تحاول تسويف الأمر بشكيل لجان تحقيقية”.

وكان بيان رئيس هيئة الحشد قد تضمن 5 نقاط، منها تأكيده على أن التفجيرات التي طالت مخازن الحشد “مدبرة”، دون تحديد هوية الجهات التي استهدفت تلك المواقع، كما أكدت إحدى النقاط على استمرار التحقيقات بهذا الشأن والاستمرار بمنع تحليق الطائرات إلا بموافقة عبد المهدي.

وكانت “النجباء” إحدى فصائل الحشد الشعبي، بدت بعد ساعات من بيان الفياض، وكأنها تترجم تحذيرات أبو مهدي المهندس على الأرض، حيث أعلنت الخميس الماضي، أنها فتحت النار على طائرة استطلاع حلقت فوق مقرها في حزام بغداد، دون أن تستطيع إسقاطها أو تحديد هويتها.

بدوره رد زاهر العبادي، وهو قيادي في حركة عطاء التي يتزعمها فالح الفياض على الاتهامات الموجهة للأخير في تغيير مواقفه بسبب ضغط واشنطن، بأن “الفياض يحاول وضع مركزية للقرارات في داخل هيئة الحشد”.

وأضاف العبادي في اتصال هاتفي أمس مع (المدى) إن “تصريحات رئيس الهيئة متوافقة مع توجهات الحكومة التي تلتزم بالطرق الدبلوماسية، والفياض لن ينصاع إلى القرارات الأمريكية”، مطالبا أي جهة “تعتقد بأنها مستهدفة من أطراف خارجية، مثل أبو مهدي المهندس الذي كان واضحا من بيانه أنه يتعرض لتهديد، بأن يصرح بصفته الشخصية، خارج إطار مؤسسة الحشد”.

استدعاء

أمس، قالت وزارة الخارجية العراقية، إنها كانت تقصد استخدام مفردة “استدعاء” في بيانها الصادر قبل يومين، للقائم بأعمال الولايات المتحدة في العراق براين مكفيترز، لعدم تواجد السفير الأمريكي في العراق.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف، إن مفردة “(استدعى) جاءت مقصودة ونعنيها، وكنّا نحملُ موقفاً محدداً وأوصلناه”، مبينا أن “الموقف يتلخص بأن الشراكة تستدعي تبادل المواقف والإحاطات في كل ما من شأنه أن ينعكس على مصالحنا المشتركة، وحيث استجدت أحداث لها انعكاسات على بنية الأمن الوطني العراقي، في ظل منطقة تشهد اضطرابا”.

وأضاف البيان :”لذا كانت رؤيتنا بضرورة الالتزام بمسارات أوضح للشراكة الستراتيجية وعدم إدخال العراق في كل ما يزعزع استقراره وأمنه، وتتجلى هذه الرؤية بضرورة تبادل كافة المعلومات اللازمة”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الخميس الماضي، عن “مسؤولين أميركيين اثنين كبار” لم تكشف هويتهما، قولهما إن إسرائيل نفذت عدة ضربات في العراق خلال الأيام الماضية على مخازن ذخيرة في العراق.

إسرائيل بريئة !

وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قال الشهر الماضي لمجموعة من الصحفيين، في رده على سؤال باحتمال ضلوع إسرائيل بهجمات على مواقع تابعة للحشد، بأنه “أمر مستحيل الحصول”.

إلى ذلك طالب القيادي السابق في الحشد الشعبي وعضو منظمة بدر معين الكاظمي، في حديث أمس مع (المدى) بأن تكون الحكومة “أكثر وضوحا في تحديد هوية الجهات التي تقصف ذخيرة الحشد”.

وأضاف الكاظمي تعليقا على البيانات الصادرة من رئيس هيئة الحشد ونائبه، بأنها “لا تعني وجود انقسامات، ولكنها توزيع أدوار بين الفياض والمهندس الذي يتحدث من موقعه كقائد ميداني”.

دعوة الحائري

بالمقابل استبعد النائب عن العصائب أحمد الكناني، حدوث انشقاقات داخل مؤسسة الحشد على إثر التضارب في المواقف، فيما اعتبر فتوى المرجع الديني المقيم في إيران، كاظم الحائري – الذي دعا فيه الشباب في العراق إلى حمل السلاح لمواجهة الأمريكان- بأنه “تشخيص للجهات التي تستهدف الحشد ومحاولة لدفع الحرج عن السياسيين العراقيين لكشف هوية المعتدين”.

وتعتبر عصائب أهل الحق إحدى مقلدي مرجعية الحائري في العراق. ويضيف الكناني أن “الحائري لديه مقلدين في العراق وكلامه محترم، لكن رغم ذلك نعتقد أن حمل الشباب للسلاح ومواجهة جهات أجنبية مستبعد جدا في هذا التوقيت”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here