حلم الطفولة الضائع!

علاء كرم الله
كانت المدرسة تمثل له كل أحلامه الوردية البريئة ، حيث كان يحلم بأن يصبح طبيبا . شاهد الفوضى وعراك التلاميذ تعم المدرسة في أول يوم لدخوله الصف. أرعبه منظر مدير المدرسة وهو يمسك بخيزرانة ويشتم الطلاب ويتوعدهم بالعقاب، مزقت الرحلة المكسورة بنطلونه الجديد ، سرق احد التلاميذ حقيبته المدرسية ورماها في البركة الآسنة التي تتوسط باحة المدرسة، ضربته المعلمة لأنه رفض ان يتعاون مع التلاميذ بغسل وتنظيف الصف،حصته من الكتب كانت قديمة وممزقة وبدون قرطاسية. في اليوم التالي ذهب مع والده الذي يعمل (بنجرجي) في الحي الصناعي . لم تعد المدرسة حلما ورديا له فقد تركها وضاع حلمه بأن يصبح طبيبا!.

نهاية مؤلمة !

كان مهاب الجانب تخافه جميع حيوانات الغابة يتبختر في مشيته ويثير الرعب بزئيره. كبرالأسد وأصابه الهرم وتركت طلقة صياد عجزا كاملا بساقيه الخلفييتين، فأصبح لايقدر على الحركة ولا حتى أن يهش الذباب الذي تكاثر عليه!. فما كان من الثعالب الا أن تضحك وتبول عليه!!.

أنتصار الحق يبقى حلما !

كان رجلا مؤمنا وطالما دعى الله في صلاته أن ينصر الحق ويزهق الباطل وكم كان يمني النفس ويرى ذلك ولو لمرة واحدة في حياته!. مات في حسرة بعد ان بلغ الثمانين من العمر ولم ير أنتصارا واحدا للحق؟!.

دعوة مستجابة!

أعتاد كلما خرج من البيت أن يدعوا الله بأن يرزقه من حيث لا يحتسب. مر بمكان حدث فيه أنفجار قبل أيام وتناثرت كالعادة أشلاء الضحايا هنا وهناك. وجد بين اكوام الأتربة ومخلفات الأنفجاريد مقطوعة لأمرأة فيها أساور ذهبية!، وبلمح البصر نزع الأساورمن اليد المقطوعة ودسها في جيبه وحمد الله على ذلك!.

ذكربات بيت عراقي

كان بيتا كبيرا يزهو بأهله وكل ركن فيه ترفرف به الفرحة والسعادة. مرت البلاد بحروب وأزمات وحصار. توفي الأب لكثرة قلقه وخوفه على مستقبل عائلته وأبنائه، ثم لحقت به الأم بعد أن داهمها مرض خطير لم يمهلها طويلا، وجد أشقائها الأربعة ضالتهم في الغربة ، تزوجت شقيقتها الكبرى وتركت الوطن هي الأخرى،. جلست وحيدة في ذلك البيت الكبير الذي كان يعج بالحركة والحياة ، مزق ذلك السكون والوحدة صوت المطربة فائزة أحمد وهي تغني أغنية(بيت العز يا بتنا على بابك عنبتنا) فأجهشت بالبكاء!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here