مسؤولان أميركيان: طائرات إسرائيلية قصفت موقع أسلحة تابعاً للحشد بداخله إيرانيون

ترجمة / حامد أحمد

قد تكون هذه الغارة هي الغارة الإسرائيلية الأولى المعروفة على العراق منذ العام 1981، عندما دمرت طائرات إسرائيلية مفاعل نووي بناه صدام حسين.

الهجوم الذي وقع في 19 تموز استهدف قاعدة لفصيل في الحشد في منطقة آمرلي بمحافظة صلاح الدين وقتل فيها عنصران إيرانيان. تبع ذلك الهجوم انفجارين غامضين آخرين على الأقل استهدفت مستودعات أسلحة قرب بغداد تعود لفصائل مسلحة في الحشد الشعبي .

لم يتبن أحد المسؤولية عن أي من هذه الهجمات، التي تسببت بانتكاسة بالأمن والاستقرار في البلد الذي بدأ توا بسلوك طريق التعافي عقب حرب مدمرة من تنظيم داعش وعقود أخرى سبقتها من حروب ونزاعات .

في وقت سابق من هذا الأسبوع اتهم نائب رئيس أحد الفصائل المسلحة في الحشد، إسرائيل صراحة بتنفيذ الهجمات عبر طائرات مسيرة ولكنه ألقى باللائمة على واشنطن لتسهيل هذه الهجمات وهدد برد قوي إزاء أي هجوم مستقبلي .

في مقابل ذلك قالت الحكومة العراقية إنها تحقق بالهجمات ولم تحدد بعد من وراءها محذرة من أي محاولات لجر العراق إلى أي مواجهة.

معتز محيي، محلل أمني، قال إن حكومة العراق ضعيفة ولن تكون قادرة على إعلان نتائج تحقيقاتها لأن ذلك قد يشكل إحراجاً لها .وتوقع بقوله “هذه الهجمات ستستمر باستهدافها للفصائل المرتبطة بايران التي تشكل تهديدا لإسرائيل والوجود الأميركي .”

العواقب المترتبة على ذلك قد تؤثر على مستقبل آلاف من الجنود الأميركان في العراق، موفرة دعما وذريعة لأحزاب متشددة تريد مغادرتهم .

من الجدير بالإشارة أن رجل دين شيعياً بارزاً له أتباع من بعض الفصائل المسلحة العراقية أصدر فتوى يوم الجمعة يحرم فيها تواجد القوات الأميركية في العراق عقب حدوث الهجمات .

في فتواه حث رجل الدين كاظم الحائري، القوات المسلحة العراقية “لمقاومة ومواجهة العدو الأميركي” وهي دعوة من شأنها أن تشعل توترات في العراق .

من جانبه حذر رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، من رد قوي إذا ما ثبت بأن إسرائيل كانت وراء الضربات الجوية الأخيرة في العراق .

وفي تصريحات صادرة عن مكتبه قال المالكي أيضا إنه إذا استمرت إسرائيل باستهداف العراق فان البلاد “ستتحول إلى ساحة معركة تنجر إليها عدة دول بضمنها إيران .”

وكانت القوات الأميركية قد انسحبت من العراق عام 2011 ولكنها عادت في عام 2014 بدعوة من الحكومة العراقية للمساعدة في مواجهة تنظيم داعش بعد سيطرته على مناطق واسعة في شمال وغربي البلاد بضمنها مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق.

ووفر تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة إسنادا جويا بينما كانت قوات عراقية تجمع صفوفها وطردت تنظيم داعش من البلاد بعد حملة عسكرية مكلفة استمرت لثلاث سنوات .

وتحتفظ الولايات المتحدة بما يقارب من 5 آلاف جندي أميركي في العراق وبعض الأطراف تقول إنه لم يعد هناك مبرر لبقائهم في العراق بعد إلحاق الهزيمة بداعش .

تعليقات المالكي، الذي يترأس كتلة في البرلمان، أعقبت تهديدات نارية ضد الولايات المتحدة صدرت قبله بساعات من قبل كتائب حزب الله. وحملت الكتائب في بيان لها الولايات المتحدة المسؤولية عن الضربات الجوية وقالت إن أي هجمات جديدة ستقابل برد عنيف.

وقالت الكتائب في بيانها “تأكدوا أنه إذا تبدأ المواجهة بيننا فانها ستنتهي فقط بخروجكم من المنطقة حتماً .”

من جانب آخر قال مسؤولان أميركيان دون الكشف عن اسميهما إن إسرائيل نفذت هجوما على مستودع الأسلحة الإيرانية في تموز والذي قتل فيه قياديين عسكريين إيرانيين.

تأكد وقوع غارة إسرائيلية على مستودع أسلحة تابع لفصيل مدعوم من إيران من قبل مسؤولين أميركيين وهو أمر يهدد بزعزعة الأمن في بلد يعيش وضعا متقلبا ويبذل جهدا ليبدو حياديا في الصراع بين واشنطن وطهران .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here