قراءة في كتاب ( من أدب السجون ) للاستاذ النقد حسين سرمك

كثيرة هي الكتب النقدية , التي تتناول هذا الصنف الادبي الهام والمهم , في الدراسة والبحث والتحليل والتشخيص , لانه ادب حيوي في الحياة السياسية والثقافية والفكرية , واستاذ النقد حسين سرمك . يتناول هذا الجانب , في اسلوبيته المتميزة والمنفردة في الوسط الادبي , يعتمد على ثنائية التحليل والتشخيص والتفسير , تحمل براعة جمالية النقد الفذ , وبراعة توظيف علم الطب النفسي في التحليل السايكولوجي , اي انه يتعمق في الحالة السايكولوجية , في فك شفرة النص الادبي , ورؤيته المتعددة الجوانب والاغراض . في البحث في جوانب ألادب السجون . هناك معادلة او بديهية , كلما زاد العسف والاضطهاد والارهاب . زادت السجون والزنازين والسراديب بالزوار الجدد , بل بالامتلئ الخانق , وهي جزء من نهج ممارسة العنف والارهاب السياسي والثقافي . وبالتالي أننا امام لوحة في الصراع غير المتكافئ وغير المتوازن , بين الجلاد والضحية , الاول يستخدم الهجوم الوحشي والسادي , والثاني يحاول الدفاع بما امكن , وهو في فم الذئب الكاسر والضاري . يحاول جاهداً بعدم السقوط في فم الذئب الوحشي . لذلك تجربة السجون غنية عن التعريف , في الازمنة المتسلطة بالقمع والبطش والتنكيل , في سبيل اخماد نهائياً , الرأي الحر والمعارض . واعتقد ان الوعي المكتسب ينبغي ان يعرج عن أدب السجون , ليعرف معنى الانتهاك ومصادرة الحياة بكل بساطة . في افعال مهلكة يتجرعها السجين , الذي يجد نفسه امام بشاعة الجلاد الذي يلعب بحياته ومصيره وفق ما يرغب ويشتهي . وهذا الادب يأتي نتيجة المعاناة الحقيقية في تجربتها الفعلية , وعندما يكتب لسجين السياسي الحياة , يكشف تجربته المرة في حياة السجون الظالمة والزاخرة بالباطش والانتهاك , يجسدها في اشكال مختلفة من صنوف الادب التعبيري . ليمزق السكوت ازاء الانظمة القمع الوحشية , ويكشف اسلوبها الاخلاقي ونهجها في البطش . هي تجربة شباب يضحون في زهرة حياتهم وعمرهم في سبيل المبادئ والوطن , في سبيل رفع الحيف والظلم عن الشرائح الكثيرة في المجتمع , حيث تعيش حالة الحرمان والتجاهل والاهمال . وتجربة السجون , هي كتابات متنوعة للذين تعرضوا الى العسف والعنف داخل غرف التحقيق وسراديب الجحيم والموت . في نهج ارهابي فظيع في تكميم الافواه , والخضوع الى السلطة الدكتاتورية الظالمة . بأنها لا تعترف بالمعارض السياسي , تعتبر المعارضة والرأي الحر , جريمة بحق الدولة والنظام , تعتبر المعارضة السياسية خيانة للوطن والقانون . لذلك تبيح لنفسها ممارسة الوحشية والتنكيل , وتهشيم السجين السياسي بكل انواع التعذيب السادي , لذلك يتعرض السجين الى معاناة فوق طاقة تحمله , كما يتعرض الى شتى الامراض والجوع , بحيث تكون حياته أسوأ بكثير من الحيوانات السائبة في البراري . لذلك فأن أدب السجون صرخة احتجاج مدوية , ضد الانظمة القمعية والباطشة والظالمة , التي تفرط بالعنف بالسادية المطلقة , حتى يكون السجين هيكل عظمي او شبح انسان , فاقد الوعي والذاكرة . بحيث الاخ السجين لا يستطيع ان يتعرف على شقيقه السجين ايضاً , هذه البشاعة التي تحدث في سراديب الجحيم تحت سطة الحكم الدكتاتوري , ويطرح الكتاب امثلة كثيرة في هذا الجانب . نأخذ منها : هناك سجين سياسي انتقل من سراديب بغداد الى سراديب اخرى , وكان هناك سجين في حالة يرثى لها , في هيئة مزرية جداً , نحيل مثل الهيكل العظمي , عيونه غائرة , وجلده ملتصق بعظامه , ولحيته طويلة تصل الى ركبتيه , رائحته قذرة ومقززة , او انه شبح انسان . اراد سجين اخر ان يستفسر منه عن شقيقه السجين في سراديب بغداد , اذا كان يعرف أسمه , او سمع عنه بأنه مازال حياً , وكانت المفاجأة بأن الذي يكلمه هو شقيقه . وكم حدثت للاستاذ حسين سرمك , لم يتعرف على شقيقه المناضل حامد سرمك حسن . لم يتعرف عليه بسبب التعذيب والتجويع في السجن السياسي , في مديرية الامن العامة في النجف عام 1994 , من هنا تأتي اهمية كتاب ( من أدب السجون ) , ودائما استاذ النقد يتحفنا في براعته النقدية الفذة , في الاختيار والتصنيف , في دراساته النقدية لادب السجون . ربما يكون هذا التصنيف قلما نجده في الكثير من الكتب النقدية حول ادب السجون , التي تختص بجانب واحد على الاكثر الروايات , او على جانبين في حالة نادرة . بينما كتاب استاذ النقد حسين سرمك , اختار خمسة اصناف في دراساته للنصوص البارزة في صنوف الادب وهي : المسرح . الشعر . القصة القصيرة . الكتب . الرواية . موزعة بذائقة ادبية ونقدية فذة . لانأخذ بعض العينات من الكم الكبير , الذي يحتوي الكتاب الذي قسم الى ثمانية فصول :
1 – المسرح : نتناول بايجاز مسرحية الكاتب شاكر خصباك . مسرحية ( الشيء ) :
وهي عمل مسرحي متمكن وكامل في تقنياته المسرحية والدرامية . تتناول حياة ومحنة السجين داخل زنزانة السجن للسجين السياسي . تتكون من ثلاثة فصول :
الفصل الاول : مكان داخل السجن وتدور حوله الاحداث , في الصراع بين الجلاد الذي يمثل السلطة بالباطشة واساليبها في صنوف التعذيب التي تجري في غرف التحقيق , في مناخ ارهابي متكامل , والضحية هي شرائح الشعب بكامل قطاعاتها في المجتمع العراقي . فقد اختار الكاتب 12 من المهن التي تمثل مجمل شرائح المجتمع , وهي اشارة بليغة بأن السلطة الاستبدادية هي موجهة او عدوة لكل شرائح المجتمع العراقي , التي تتعرض الى الانتهاك السادي والبشع في زنازين السجون .
الفصل الثاني : يمثل تكيف السجين السياسي مع الظروف القاهرة , بعدما اشبع جسده بسياط الجلاد , بعدما اشبعت روحه في الحروب النفسية , لغرض التهشيم والاحباط , حتى يصيبه اليأس والتشاؤم .
الفصل الثالث : شموخ السجناء امام القهر الانساني , ووقوفاً اجلالاً واحتراما وبكل خشوع الى الذين يساقون الى حبل المشنقة لتنفيذ حكم الاعدام , يصاحبونهم بالحناجر المدوية والاناشيد العزم والثبات , مع الموسيقى المدوية , وهي تلاحق السلطة الباطشة بالخزي والعار . وانه لا يمكن كسر الارادة في الامل في الانتصار أو الانفراج , بأن من المستحيل ان الشعب يموت ويقهر , فأنه يمهل ولا يهمل , وان طريق النصر آتٍ لا محالة .
2 – الشعر : نختار من الشعراء الذين ضمهم كتاب من أدب السجون . الشاعر المبدع الكبير محمود بريكان . في قصيدته ( أغنية حب من معقل المنسيين ) موجهة الى شقيقته ( سلوى ) يناجي ويبوح لها حالة السجن والسجين . والصراع من اجل البقاء :
” في اقبية المنسيين …
لا صوت هناك , وما في الليل سوى الحزن
نام السجناء ونام أخوك , ولكني …
أرق أتامل أغلالي ..
واصارع أبسط آمالي .
وافكر فيك , وبما أصنع بعد سنين
اذ أخلع أثواب السجن . . ”
—————————–
” سلوى لم نلتقِ قبل
ولم ارَ منك سوى شبحك
وحكايات تروى عن نبلك
عن مرحك أصغي لاخيك ,
صديقي واخي في سجني
وقسيمي في سجني
————–
” يا سلوى في الصمت المكتئب
يا سراً في صدري , وخيالاً نوريا .
يتوهج في أقصى التعب
يا حباً لا يعقل ..
يا شعراً لا ينسى
3 – القصة القصيرة : نختار من جملة القصص القصيرة , التي تناولها الكتاب في التحليل والدراسة , نختار قصة ( النافذة ) للاديب حامد فاضل .
وهي نافذة الوحيدة في السجن , التي تربط السجناء بالعالم الخارجي , المحيط في دائرة السجن . ومن خلالها يسمع اناشيد السجناء , في نشيجهم المجنون ليسمعهم الخارج , يصدحون بروح التفاؤل . كان هناك مجموعة اطفال تلعب كرة القدم قرب النافذة , وبذلك النافذة بنت علاقات وشيجة بين السجناء والاشبال , في التواصل والكلام وبث الرسائل بينهما . حتى السجناء عرفوا اسماء الاطفال واحداً وحدا . وحين يغيب احد الاشبال عن اللعب , يسألون عن سبب الغياب . هذه العلاقة الحميمة مع الاطفال ربطتهم بفرح بالعالم الخارجي . وهذا خرق لقانون السجن الاساسي , هو الحجز والانعزال التام عن العالم الخارجي , لكي تتحطم معنوياتهم النفسية وتتهشم بالانكسار والاحباط , حتى يصابون بالياس والتشاؤم . ولكن النافذة زرعت فسائل الامل برفع المعنويات النفسية . لذلك حجزت الشرطة جميع الاطفال , ولم تخرجهم من الحجز , إلا بعد اخذ تعهد من أبائهم بعدم العودة في اللعب قرب النافذة . وكما قاموا بأغلاق النافذة بالطابوق والاسمنت . وسيجوا محيط السجن بالاسلاك الشائكة . حتى تمنع الاقتراب من السجن . ولكن حالما تناهى الى سمع الاطفال , بترحيل السجناء الى سجن ( نقرة السلمان ) . اصطفوا الاطفال على جانبي رصيف الشارع يحيون السجناء بكل احترام واجلال . حتى اختلطت حناجر السجناء والاطفال معاً , في أناشيد العزيمة والامل والنضال والتحدي .
4 – الكتب : التي تتحدث عن تجربة وسيرة الكاتب خلال معايشته الحقيقية في السجن . يجسدها بعدما يكتب له الحظ النجاة والبقاء في الحياة , قبل ان يتفسخ داخل السجن , او يشمله حكم الاعدام العشوائي .
ونختار في هذا الجانب كتاب الاستاذ ضرغام الدباغ . في كتابه بعنوان ( قمر ابو غريب كان حزيناً ) يكشف معاناته المريرة والقاسية في السجن . ينطلق في ذكر مذكراته القاسية في سنوات العجاف . سنوات تقريباً اكثر من 15 عاماً من المعاناة , وكان حكم عليه بالاعدام , ولكن خفض الاعدام الى المؤبد , وكل جريرته , او ( المضحك / المبكي ) كان في جلسة صداقية في بيت استاذ جامعي , وفي جلسة السمر جاء على ذكر مقالة سياسية تشير بأنها ضد النظام الدكتاتوري . وكانت السبب السجن والاعتقال , وفتحت باب الجحيم في الاعتقال المتواجدين في بيت الاستاذ الجامعي , ومارس بحقهم ابشع صنوف التعذيب الوحشي , في الممارسات الهجينة والهمجية , كأنهم كانوا يعدون الى انقلاب عسكري !! وليس جلسة صداقة خطرت باحد المتواجدين ذكر المقالة السياسية ضد النظام . وكانت ممارسات في انواع شتى من صنوف التعذيب , في عمليات الضرب القاسية التي تزهق الارواح , وحفلات الشتائم والاهانات التي لا تنتهي , حتى يخجل منها اولاد الشوارع السائبين . حتى دون اثبات التهمة على المعتقل . ويكشف في مذكراته حول السجون , بأنها تحولت الى اماكن رهيبة لا تطاق بوحشيتها السادية , والتي تغص بالالاف من العراقيين . يعانون جحيم الموت والحياة , في فظاعات يرتكبها الجلادون بقسوة ووحشية , وبشكل مدمر , في الانتهاك ومصادرة الحقوق والحرية الانسان . فقد منع من السفر والالتحاق مع عائلته المقيمة في المانيا ( زوجته وطفليه ) . وكان يشغل نفسه بتعليم اللغة الالمانية للسجناء . ويبين في فصول الكتاب , الروح المعنوية في السجن الرهيب , بروح التماسك والتجلد والاعتزاز بالنفس , والاحتقار الى الجلاد الذي يمارس البطش والتنكيل . روح الامل التي تزغرد في وجدان السجناء بالانفراج والانتصار على السلطة الدكتاتورية . وبعد هذه السنوت الطويلة من القهر والمعاناة اكثر من 15 عاماً التي كان يحسبها بالدقائق والساعات والايام والاسابيع والاشهر والسنين . افرج عنه ليخرج مبتسماً في انتصاره على الوحش السلطة , الذي يصبح كالقنفذ الذليل والمهزوم ( عفواً استاذ هذه الاوامر مفروضة علينا ) لذلك ما يؤكده في فصول كتابه , اشياء خارقة ( اتمنى كل قارئ ان يطلع على هذا الكتاب المهم ) يؤكد الروح العاشقة للحياة عند السجين السياسي . رغم المعاناة واوجاعها المريرة . وكيف تتم بناء الصداقات والثقة والاحترام المتبادل , حتى في اقسى الظروف الحرجة وخطيرة , كيف يجابهون الموت , بكل شموخ ورجولة , ويذكر المواقف البطولية للكثير من الاسماء التي وردت في الكتاب , واعتلت حبل المشنقة . وكيف كانت اللحظات الاخيرة قبل تنفيذ حكم الاعدام , وهم يقفون بكل شجاعة وبطولة واقدام , حتى تهز عنجهية الجلاد المتغطرس , ان يكون في موقف الذليل والمخزي . ان الكثير من وردت اسمائهم وهم يتقدمون الى حبل المشنقة في وجوه باسمة تستهزئ بالجلاد , والكثير يرفض غطاء الرأس , هذا الشموخ العالي , هم حقاً جنودا مجهولين للوطن , في مواقفعم الجسورة . ان كتاب الاستاذ ضرغام الدباغ . حين يتلقفه القارئ بالقراءة , يخرج عن طوره بانفعال وغضب , ويقول : يا ألهي ما هذه الوحشية السادية , وما هذه البطولات الشامخة التي تتحدى الجلاد .
5 – الرواية : المبدع الراحل يوسف الصائغ , في روايته ( المسافة ):
تعتبر هذه الرواية عمل أدبي متكامل باصنافه وانواعه . من الاسلوبية الروائية , الى العمل الدرامي والمسرحي , الى العمل الفني والسينمائي . وتتحدث عن اشياء الحياة والواقع الحيوية في شمولية , باصنافها , السياسية والثقافية والفكرية , وتطرح جملة افكار متنوعة في مجالات عديدة , تحرث هذه الافكار في حواريتها وهواجسها القلقة في مضامين , فكرة البطولة والخيانة . فكرة جبروت القوة . فكرة السقوط والمعاناة في الزمن الخطأ , التي تخلق محنة ومعاناة للمثقف في زمن العنف الثقافي . الذي يقول عنه في احدى قصائده , التي تعبر باصدق تعبير عن محنته الذاتية المريرة :
ما هذا زمني
ما هذا زمن الشعر ولا هذا زمني
هذا زمن مسدود
يخرج منه الدود
وصار الشعراء قروداً فيه
والعشاق يهود
باركيني بيديك الحانيتين
وامنحيني غفرانك يا وطني .
هذا زمن ( جورج أورويل ) التي جسده في روايته المشهورة ( 1984 ) , هذا زمن الستالينية في الاخ الكبير , مالك البلاد والعباد , الفاعل والناهي ( أنا الدولة والدولة انا ) . هذا زمن العتمة والظلام , التي ترسم بريشة جلاد . في الاستبداد والبطش والتنكيل , حتى يكون الانكسار والاحباط ناموس الدولة . هذا زمن الامتحان الصعب في البطولة والخيانة . كما تجرعها ( رجب أسماعيل ) بطل رواية ( الشرق الاوسط ) الذي تحمل اصناف من العذاب الوحشي والسادي , لمدة خمس سنوات عجاف ومريرة في جسامة الارهاق , لكن جسمه ورحه لم تتحمل اكثر من ذلك , لذلك تهشم كالزجاج المهشم , ووقع على البراءة . هذا زمن الخطأ في البراءة والخيانة . كما جاءت في قصيدة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب .
( أني اعجب كيف يمكن ان يخون الخائنون
أيخون الانسان بلاده
إن خان معنى ان يكون
فكيف يمكن ان يكون ؟ )
مسؤوله الحزبي يلوح له ببطاقة العضوية الحزبية , في الحزب الشيوعي العراقي , ويطلب منه ان يحفظها كحدقة عيونه كأمانة مناضل جسور , وان يصون لقب رفيق حتى لو ضحى في حياته , نفسه المسؤول الحزبي يقدم براءته من الحزب في وجه بشوش وباسم . أين البطولة والخيانة ؟ وكيف تكون شكل الخيانة , حتى تساقطت خلايا الحزب كالشجرة في الخريف القارص . ( رفيق دبر أمرك !! ) . والانسان مثل يوسف الصائغ . تنقل تسعة سنوات عجاف , من سجن نقرة سلمان , الى سجن الحلة , وعانى التشتت والمعاناة , ولم يتحمل سجن البعث , ضمن الانهيار السياسي العام من القمة الى الاسفل . هذا التشتت لا يعني خيانة في انتماءه للوطن . لا يعني التخلي عن حب وهوية الوطن . والتي عبر عنه في احدى قصائده .
أنا لا انظر
من ثقب الباب
الى وطني
أنظر من قلب مثقوب
وأميز
بين الحب الغالب
والحب المغلوب
لذلك ان رواية ( المسافة ) تعبر عن معاناته الذاتية , في البحث عن الذات , عن الهوية , عن الانتماء , هذا يعني ان الروائي تكلم عن ذاته لذاته , في زمن عواصف الازمات
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here