مأساة مهجري الموصل لم تنته بعد والنزوح إلى الخيام مجدداً!

كشف تقرير فرنسي، عن هجرة عكسية تضطر إليها عشرات العائلات الموصل يومياً نحو مخيمات النزوح مجدداً، حيث لا تزال منازلهم مدمرةً وغير صالحة للعيش،

فيما روى التقرير قصصاً من معاناة تلك العوائل بين خياري الخيم المهترئة في حر الصيف، أو انتظار سقوط منازلهم فوق رؤوسهم.

وقالت نهاية عيسى (33 عاماً) التي ترتدي عباءة سوداء وتضع غطاء أخضر اللون على رأسها، لـ”وكالة فرانس برس”، (25 آب 2019) من داخل خيمة متهالكة في حر الصيف في مخيم الخازر الواقع في إقليم كردستان الى الشرق من الموصل “بقيتُ عدة أشهر في مخيم للنازحين”.

وأضافت هذه الأم لثماني فتيات، وعندما رَجعت الى بيتي في منطقة خزرج (في غرب الموصل) وجدتهُ مدمراً بالكامل”، وتابعت “أضطررت للعودة الى مخيم خازر، لأني لا أقدر على دفع تكاليف إيجار منزل”، مشيرة الى أن “بقاءها في المخيم يؤمن لها ولأطفالها حصة غذائية شهرية”.

واستطردت عيسى التي بدت عيناها محاطتان بهالة سوداء، “نعيش حياة قاسية هنا”، لكنها تدرك بأنه ما من خيار غير ذلك.

يتحدر غزوان حسين (26 عاماً) من قضاء سنجار الواقع غرب الموصل واجتاحه تنظيم داعش قبل خمس سنوات، وقد اضطهد الأقلية الإيزيدية التي تعيش هناك واتخذ من نسائها سبايا.

هرب هذا الشاب مع عائلته قبل تحرير بلدته من سيطرة عناصر داعش عام 2017، ليلجأ الى مخيم خازر. إلا ان مرض ابنه أجبره على “بيع ما أملك من أشياء بسيطة لأتمكن من إجراء عملية جراحية لأبني الصغير”.

وأضاف “عدت الى سنجار على آمل تحسن الأوضاع، لكني وجدت بيتي مهدماً وغير صالح للسكن والخدمات ضعيفة” هناك .

وتابع فيما جلس ابنه بين أحضانه، عند خيمتهم “بعدما عالجت ابني ، أضطررت للعودة الى المخيم”.

وتساءل هذا الشاب وهو أب لأربعة أطفال “هل يعقل أن نبقى في مخيم بدون عمل، كأننا في سجن منذ ثلاث سنوات، نأكل وننام بدون آمل بتحسين أوضاعنا والعودة للديار”؟

وتغادر نحو 25 عائلة يومياً منازلها المدمرة في نينوى للعودة مجددا الى مخيمات النازحين بحثاً عن خدمات أفضل، وفقاً لمكتب دائرة الهجرة والمهجرين في المحافظة.

فيما يقول رئيس المكتب خالد إسماعيل :”شاهدنا على مدار الـ18 شهراً الماضية -هجرة عكسية- عودة الى المخيمات أو الى أقليم كردستان” المحاذي لنينوى.

ويرى هذا المسؤول أن “أسباب النزوح العكسي مختلفة، وفقا للمناطق، منها ما يتعلق بالأوضاع الأمنية أو الظروف المادية والمعيشية أو عدم صلاحية دور العوائل المهدمة للسكن”.

الى ذلك قالت المنظمة الدولة للهجرة، إن ما يقارب 30 الفاً من العائدين الى الموصل يعيشون ظروفاً صعبة بسبب الدمار الذي لحق بالمنازل والمدارس والمباني العامة، وهو العدد الأكبر من أي مكان في العراق.

بين هؤلاء صبيحة جاسم الأرملة المسنّة التي عادت للعيش مع ابنها وأحفادها الثلاثة في بيتهم الذي تعرض لدمار شبه كامل، ويقع في منطقة الجامع الكبير وسط المدينة القديمة.

وتقول جاسم (61 عاما) ترتدي ملابس بسيطة بلون أخضر وتضع غطاء رأس بنيا “لم نتمكن من مواصلة دفع أيجار البيت في أيسر الموصل”. وتضيف “عدنا الى بيتنا رغم انه غير صالح للسكن لتعرضه لقصف وإنهيار غرفته العليا وتشقق جدرانه التي تتساقط منها مياه الامطار في الشتاء”.

وتتابع وهي تتحرك بصعوبة بالغة “ليس بيدنا حيلة إلا السكن فيه (…) البيت خطر علينا وقد يتهاوى سطحه وجدرانه المهدمة” التي تنتشر عليها آثار الرصاص والذباب. وقالت بحسرة “ما نعيشه ليس حياة”.

ومازال أكثر من 1,6 مليون نازح في عموم العراق، بينهم قرابة 300 ألف من أهالي الموصل، وفقاً لمنظمة الدولية للهجرة.

ويعيش الغالبية العظمى من هؤلاء في مخيمات قدمتها منظمات أنسانية وتتوزع أغلبها في محافظة نينوى كبرى مدنها الموصل حيث تتوفر مدارس ومراكز تدريب وعيادات طبية ومحال تجارية وملاعب كرة قدم وصالونات للحلاقة.

عن أ.ف.ب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here