“إستهداف الحشد إستهداف شعب”

واهمٌ جدا مَنْ يعتقد أن المُسْتَهْدف بالتفجيرات الأسرائلية الأخيرة هو الحشد الشعبي فقط… هذا مايسوّقه الأعلام الطائفي وأعداء الحشد
التقليديين وبعض السياسيين المحسوبين على الشيعة ممن لايروْن في الأفق إلا مايصب في مصالحهم ويخدم تطلعاتهم الضيقة والغبية أيضاً. تحليلات وتفسيرات وتأويلات يُراد منها وضع الحشد الشعبي في دائرة الإتهام والعمالة الى إيران والأسباب معروفة أهمها الإنتصار الكبير على
داعش الصهيونية …والحقيقة التي لاتخفى على كل متابعٍ منصف هي أنه ومنذ أربعين عاما قد وُضِع الشعبُ العراقي وشبابُه الشيعي على وجه الخصوص في دائرة الإستهداف الصهيوني العالمي ومعه جميع الأنظمة المتصهينة والطائفية عربية وغير عربية، منذ أربعين عاماً وهو عام إنتصار
الثورة الإيرانية الإسلامية بدأنا ندفع ثمن هذا التغيير الجديد خوفا من تكراره في العراق ففُرضت علينا وعلى الشعب الإيراني حرب الثمان سنوات الظالمة والتي خلّفت مئات الآلاف من المعوقين والشهداء والمفقودين وكانت تغذيها نفس الدوائر ونفس الأنظمة التي تستهدف الشعب
العراقي اليوم …ولم يقف إستهدافهم عند نهاية تلك الحرب اللعينة بل سيق الشعب العراقي بعدها الى محرقةٍ أخرى وحربٍ أشدُّ ظلماً وجوراً من سابقتها بعدما زجَّ بهم المقبور صدام في مستنقع الكويت ! وإنتهت الحربُ بهزيمة مذلّة للنظام البعثي ومفجعة للشعب العراقي فلقد
تناثرت جثث أبنائه على طول طريق الهزيمة بين الكويت والبصرة …وكانت نفس الآنظمة التي غذّت الحرب العراقية الإيرانية لمدة ثمان سنوات هي التي شاركت بقتل وإستهداف شبابنا …وهي نفسها التي أهّلت النظام الصدامي مرة أخرى ليُكمل مشروع التصفية لأبنائنا فأعدم الآلاف
وشرّد وسجن مئات الآلاف ولمّا لم يسعه الوقت لنصب المشانق دفنهم أحياءً في حفرٍ جماعية! حتى إذا سقط هذا النظام الإجرامي وذهب الى مزبلةِ التأريخ تكفّل بإكمال مشروعه الطائفي الدموي مَنْ كان يدعمه ويقف معه ضد أبناء شعبه من الشيعة…ومنذ العام 2003 هل توقف إستهداف
الشيعة؟ تتذكرون حجم التفجيرات اليومية وفي كل مرافق الحياة .هل سلمت مدارس الأطفال والمستشفيات ومساطر العمال والزائرين ؟ إباحةٌ مجانية لدمائنا قُتل فيها خيرة العلماء والخبراء وكبار المفكرين…مهّدوا لدخول داعش ،صفّق لها الجميع،، رحّبَ بها القريب والبعيد ،عقدوا
عليها الآمال، بأن تواصل مشروع التصفية والقتل الطائفي، ولكنّها خيّبت آمالهم، وسُحقت تحت ضربات أبناء العراق الأصلاء ، أبناء الحشد ، الذي تأسس وتشكّل وإنتظم وإمتثل لفتوى المرجع الديني السيد السيستاني…فتوى دينية أفشلت المشروع الصهيوني الداعشي الذي كان مأمولا
منه القضاء على هذه العقدة الكبيرة(الشيعة). فبعد هذا الإستعراض السريع لأربعين سنة فقط مضت من تأريخنا أنفقت فيه الدوائر الإستعمارية آلاف المليارت لتمزيق وحدتنا وخراب بلدنا وقتل أبنائنا هل يُصَدّق أن الإستهداف الإسرائيلي يتوقف عند ضرب الحشد الشعبي فحسب؟ وأن مشروعهم
سيتوقف عند هذا الحد؟ الإجابة يعلمها ويدركها العقلاء الذين يتتبعون خطواتهم ويربطون ماضيهم بحاضرهم.

صالح المحنّه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here