مارد المصباح السحري..

* د. نداء الكعبي ..

يعرض حديثا في دور السينما فيلم (علاء الدين والمصباح السحري)، وبينما كنت اشاهده سمعت عبارة استوقفتني قليلا، واخذتني لحظات عن احداث الفلم، فقد سمعت المارد يقول لعلاء الدين بعد ان جعله اميراً، وكان في السابق لصاً يسرق الطعام من السوق؛ لقد جعلتك اميراً من الخارج! لكن؛ لا أستطيع ان اجعلك اميراً من الداخل!، يجب عليك ان تثق بنفسك، و تشعر انك امير فعلاً وتتصرف كأمير؛ اذ يجب ان تنبع الارادة في التغير من داخلك وأنت تعلم ان فاقد الشيء لا يعطيه ..

حقيقة؛ هذه العبارة استوقفتني كثيرا وأخذت حيزاً كبيراً من تفكيري، حتى بعد انتهاء الفلم وفعلا، مهما تمنح من امتيازات وامكانيات، ولم تكن لديك رغبة حقيقة في التغير، مهما كانت هناك العوامل الخارجية مؤثرة؛ لا يمكن ان تغير من إرادتك ومنك! مالم ينبع التغير من داخلك؛ فالإرادة عامل مهم جدا فاذا اردت ان تشعر انك شخص قوي فعلا، وممكّن بشكل حقيقي،

عليك ان تنتصر على الهواجس والمخاوف التي في داخلك، مهما كانت، حتى تشعر بقوتك الحقيقة، إذ إنك مهما تظاهرت بالقوة والتمكين، ولم تنتصر على نفسك، سوف لن تشعر انك قوي فعلا، لذلك ينبغي ان تكون لديك رغبة حقيقة في تغيير ذاتك، ثم تغيير المجتمع الذي تعيش فيه، فانك مهما حصلت من مكاسب، ولم تكن مستعدا لتحمل مسؤوليتها، سوف لن تنجح فيها، مهما تلقيت من دعم واسناد من الاخرين،

النجاح الذي ينبع من داخلنا، يجب ان يكون هاجساً ودافعاً ينبع منا، كي ينعكس على سلوكنا، ومستوى ادائنا في مهامنا الموكلة الينا، أياً كانت، لذلك يتبادر الى ذهني أن أسأل طبقتنا السياسية عما إذا كانت لديهم رغبة جادة في البناء، والاعمار، والتغيير، والنجاح ، كنا حينها سنشهد تغييراً واضحاً كبيراً في العراق، على مختلف الاصعدة، وهذا التحجج بالمؤثرات والعوامل الداخلية والخارجية، هو مثل الشماعة التي نعلق عليها أخطاءنا، وتنصلنا من مسؤولياتنا، حتى رحنا نلعن بعضنا البعض، وكل منا يرمي بفشله نحو الاخر، مع اننا شركاء جميعا في المسؤولية.

المارد أعطانا السلطة، واصبحنا قادة هذا البلد!، افلا ينبغي علينا ان نشعر اننا فعلا قادة لهذا البلد؟ وهو وطننا الذي يجب علينا جميعا ان نخدمه ونفديه بالغالي والنفيس؛ فهل نريد من المارد ان يتم فضله علينا ويبني لنا وطننا، ونحن نتفرج عليه؟، ام نحتاج مارداً آخر يغوص في أعماقنا، ليعطينا الارادة والرغبة الحقيقة في التغيير، ويجعل حبنا لبلدنا نبضاً يسري في شراييننا !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here