البيئة والصحة

تمتاز الشعوب المتقدمة عن غيرها بالحفاظ على البيئة ومن ثم على الصحة لما اهمية الاثنان معاً على ادامة التطور والتقدم العلمي والمجتمعي .

تأخذ اهمية التخطيط الصحيح للمدن وقتاً كبيراً من ذوي الشأن ولازمنة قادمة طويلة تتعدى القرن والتفكير بالتغيرات المحتملة على المدن وما يدخل على العلوم والتكنولوجيا من تطور مما يتطلب مسايرة تلك التطورات.ففي بناء المدن الصناعية الكبرى يجب ان تكون بعيدة عن المناطق السكنية ويُأخذ بنظر الاعتبار الموقف من البيئة وتأثيراتها على الصحة, منها زيادة التشجير وتقليل انبعاث الغازات السامة ومعالجة مياه المصانع قبل وصولها للشبكة العامة وفصلها عن مياه الصرف الصحي وكثير من الاجراءات الاخرى والتي بالنتيجة تحافظ على البيئة والصحة معا.اما بناء ورشات صغيرة فتكون مُقيدة بقوانين خاصة على ان لا تكون قريبة من المناطق السكنية وملزمة جداً بتطبيق القوانين الخاصة بالبيئة لدفع احتمالية حدوث الحرائق على سبيل المثال لا الحصر.من خلال المشاهدات الخاصة في السويد, وازعم في مدن اوربية اخرى,ان لا مشاريع صناعية بجانب الاسواق الغذائية,لابل حتى الاسواق الغذائية ان وجِدت بجانبها اسواق من نفس النوعية يجب ان تمر بموافقات خاصة.

في البلدان التي تسودها الفوضى في التخطيط والمراقبة تكون المدن الصناعية واسواق التسوق الغذائية مع بعضها دون التفكير بمخاطر هذه الفوضى واكثر تكون قريبة جداً من المناطق السكنية مما لها مردوات سلبية علة البيئة والصحة معاً.

في العراق حيث تسود فوضى التخطيط العارمة في المدن الكبيرة والصغيرة فنرى ورشات العمل الميكانيكي بالقرب من محال التسوق الغذائي والمطاعم وتصليح السيارات داخل الازقة السكنية,ورمي دهون تلك السيارات في منظومة مجاري المدينة مما يسبب الاضرار الجسيمة مستقبلاً على الصحة والبيئة وقتل اية احتمالية للتشجير والاكثار من المناطق الخضراء المهمة.ومما يزيد الطين بلّة,كما يُقال, انتشار المولدات في الشوارع الفرعية للمدن وانتشار بقع النفط الاسود في المناطق دون اية رقابة بيئية او صحية من لدن الدوائر المعنية اضافة الى انبعاث الغازات السامة من تلك المولدات والتي مضى على بعضها في العمل اكثر من عقد ونصف العقد دون اية صيانة ملزمة لاصحابها.وهناك فوضى في انتشار في فتح المطاعم في اي مكان والاخطرفي الشوارع العامة و داخل الشوارع الفروعية وتُعرض اللحوم(الگص) خارج المطاعم مما يسبب التلوث والخطير بسبب الاتربة والغازات المنبعثة من السيارات مما له مردودات سلبية على صحة السكان.

الحلول…

1..يجب تفعيل المراقبة البيئية والصحية على كل المشاريع مهما كانت كبيرة أو صغيرة,

2..الالتزام بالشروط الصحية والسلامة العامة لكفاة الفعاليات الصناعية والغذائية,

3…اخضاع العاملين في هذه المنشأت والاسواق والمعامل للفحص الصحي الدوري وتزويدهم بالملابس الخاصة كل حسب عمله.

4..,الزام اصحاب المولدات بصيانة المولدات والحفاظ على نظافة المنطقة من تسرّب النفط الاسود, وعند توفر الكهرباء لكل العراق واكتفاءه من المنظومة الوطنية الزام اصحاب المولدات برفع كل مخلفات توليد الطاقة من مولداتهم,

5…غلق اية ورشة ميكانيكية او مطعم داخل الازقة والمناطق السكنية لاسيما وازقة المدن العراقية ضيقة اصلاً.

الخلاصة…

بناء المدن الصناعية الكبيرة والصغيرة افتتاح المطاعم والاسواق التجارية للمواد الغذائية واللوازم البيتية يتطلب مراقبة حكومية صارمة للحفاظ على البيئة والصحة العامة.

د.محمود القبطان

20190831

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here