“حنطة” المقاومة والحياد بين رحى “الروس” و”الأمريكان”!

سالم لطيف العنبكي
حسابات المواجهة العسكرية الشاملة والحرب المفتوحة؛ لها حساباتها الخاصة والخطيرة والدخول في حرب مفتوحة ستكون مدمرة للجبهتين؛ ولكن جبهة “إسرائيل” لها داعمين دوليين وخونة محليين وإقليميين؛ وهي تنتمي إلى معسكر يضمن بقاءها وحتى بناءها من جديد إذا “إزيلت” كما يحلمون وللآخرين يوهمون!!.. أما جبهة محور المقاومة فليس لها غير مقاتليها الأبطال وسلاحها الفتاك المحدود! ودعم إيران المفترض وموقف سوريا المكبل بالإرادة الروسية! ويخشى أن تكون نهاية محور المقاومة في المعركة القادمة واجتياح كل بؤر التوتر و”الإزعاج”!! وفرض أمر واقع أكثر مرارة من سابقه.. لأن الروس لا يريحهم وضع محور المقاومة في حسابات المستقبل القادم وتمركزها في سوريا وعدم موافقتها على مشاريع المقاومة التي أكثرها فاشلة؛ ما عدا مواقف حزب الله المشكوك في إتمام مهمته إذا حصل تفاهم بين إيران وأميركا المشروط برفع يدها من دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية وبقية الفصائل والكف عن شعار إزالة إسرائيل والموت لأميركا!! .. وكما أن “ترامب” أدرك أن الحرب من أجل إسرائيل أو “نتن ياهو” لا تننفع أميركا؛ كذلك الرئيس الإيراني “روحاني” سوف يقرر أن الحرب مع أميركا وإزالة إسرائيل بواسطة حزب الله لا ينفع إيران!! وإذا بقي وضع المقاومة بهذه الوتيرة فإن إسرائيل في نهاية المطاف هي الفائزة والمسيطرة على المنطقة؛ إلا إذا انتمت أو انحازت سوريا والمقاومة الفلسطينية وإيران وحزب الله إلى معسكر الروس القوة الوحيدة التي تخشاها أميركا وإسرائيل!! في الوقت الحاضر! وهي القطب أو القوة أو المعسكر بزعامة “فلاديمير بوتين” الذي تدخل في الوقت المناسب لإنقاذ ما تبقى من سوريا وشعبها ومن ثم مستقبل مصالحه في المنطقة وقاعدة انطلاق المارد العملاق! وأنقذ بالنتيجة حتى حزب الله ومقاتليه الذين كانوا محاصرين في مواقعهم في سوريا!! وباتت هزيمتهم قاب قوسين أو أدنى وسقوط حكومة “بشار الأسد”!! وتنتهي سوريا إلى التقسيم والتوزيع ومحو تاريخها وهدم آثارها ومسحها من الخريطة بعد أن يأخذ “إردوكان” حصته وإسرائيل ما تريده والآردن قطعة من الكعكة وأما أشباه الرجال في محميات الخليج الممولين لمخطط تدمير سوريا والعراق من بعدها!! وتقسيمها فسيكتفون بضمان بقائهم على قيد الحياد الذليلة الفاسدة وحسب!!..نقول على أولئك الموصوفون أعلاه أن يلتحقوا بمعسكر الروس وقراراتهم وتوجيهاتهم في المنطقة؛ القرارات التي تطالب بشكل قاطع على بقاء إسرائيل وفقا لشروط سياسية تفرض عليها وحدود دولية نهائية وترتيب أمور المنطقة باتفاقات جديدة على هذا الواقع المفترض وهو أضمن الحلول لإنهاء مشاكل المنطقة وبعكسه سيبقى الدمار مستمر والدماء تنزف والاستنزاف مستمر وشركات صناعة السلاح تعمل ليل نهار لسد حاجات أسواق الحروب والمقاومة التي لا نهاية لها!!؟ أما الأغبياء في السياسة أو العملاء فسوف يصرون على الدعوة البائسة في البقاء على الحياد أو مبدأ “النأيَ بالنفس” أو “احنه معلينه وخلينه بعيدين” حتى يكون حالهم حال الحنطة بين قطبي الرحى والنتيجة سوف يخرجون منها وشعوبهم “طحين”!؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here