بقلم : سري القدوة
ان تأكيد وتصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو العمل بالقانون الإسرائيلي وضم المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية إعلان رسمي بضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، حيث تعهد نتنياهو وخلال حملته الانتخابية بضمّ كافة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة عبر فرض السيادة اليهودية عليها، وقال خلال افتتاح العام الدراسي في مستوطنة «ألكانا» الجاثمة على أراضي المواطنين غرب محافظة سلفيت ( تذكروا وأنتم في هذا المكان، أن هذه أرض إسرائيل، أرضنا لن نقتلع من هنا أي أحد سنفرض السيادة اليهوديّة على كافة المستوطنات كجزء من دولة إسرائيل) .
ان هذه التصريحات وهذه المواقف هي بمثابة اعلان حرب على الشعب الفلسطيني وإعلان صريح بضم الضفة الغربية للاحتلال الاسرائيلي واستمرار النهج العدواني العنصري والتوسعي لحكومة اليمين المتطرفة الاسرائيلية التي تستمد التشجيع والدعم من ادارة الرئيس ترامب في محاولة منهم لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بمشروع صفقة القرن، وان اعلانه ضم الضفة الغربية من خلال استمرار الاستيطان هي تصريحات ومواقف تعبر عن العداء التاريخي للعرب واستفزاز لمشاعر الشعب الفلسطيني، وتعد جريمة مكتملة الأركان تعبر عن تحدٍّ أرعن لكل القيم والمواثيق الدولية التي تعتبر ان الاراضي الفلسطينية هي اراضي محتلة وفقا للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة، وانه ومن الملاحظ ان سياسات رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلية قائمة على تبني الاستيطان ومصادرة ونهب وسرقة الارض الفلسطينية فى الضفة الغربية التي تتعرض لأبشع مخطط استيطاني وتواجه الأخطار الحقيقية، حيث بلغ عدد المستوطنات أكثر من 29 مستوطنة، في مدينة القدس وحدها والتي تشكل ثلاثة أطواق حول المدينة، من منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة وأحياء القدس، والقرى الفلسطينية المحيطة بها، وأن مدينة القدس تتعرض أيضا لتغيير معالمها التاريخية والدينية، عبر بناء الكنس اليهودية والتي بات عددها 105، إلى جانب حفر 28 نفقا استيطانيا، وتنفيذ 104 حفريات أثرية في مواقع متنوعة، منها 22 حفرية فعالة، وأبرزها 4 حفريات أسفل ومحيط المسجد الأقصى، وخمس حفريات في بلدة سلوان الملاصقة لسور المسجد، وخمس حفريات في البلدة القديمة، وثماني حفريات في مواقع متفرقة من مدينة القدس .
إن الاستيطان ينهش الاراضي الفلسطينية والقدس تتعرض للخطر الشديد وأهلها الصامدين وعقاراتها ومنازلها وإرثها التاريخي والثقافي والديني لا يزالون يتعرضون وبشكل يومي وممنهج للعدوان الاسرائيلي بهدف تفريغها من سكانها الفلسطينيين وصولا لتهويدها وإقامة المستوطنات عليها حيث يمارس الاحتلال سياسية التطهير العرقي عبر هدم العقارات، وإلغاء المؤسسات الفلسطينية، وطمس المعالم التاريخية، والاضطهاد والتمييز وطرد المقدسيين، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، وعبرنة الأسماء العربية في المدينة المقدسة واستمرار سياسة الاستيطان ليكون الامر بالمحصلة النهائية ضم الضفة الغربية بشكل كامل وإقامة دويلة في قطاع غزة واغتزال الدولة الفلسطينية وتدمير المشروع الوطني .
ان سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي تعمل بكل الوسائل الإجرامية في سبيل دعم الاستيطان واستمرار سرقة ونهب الاراضي الفلسطينية عبر اتباع سلسلة من الممارسات المنافية للقانون واستمرارهم بالتزوير والسرقة وإخراج أهل القدس من مدينتهم، وسرقة وتزوير الوثائق التى تتم بدعم كامل من سلطات الاحتلال، واستمرار أعمال البلطجة بحق السكان المجاورين للحرم القدسي قبل غيرهم، واستمرار الاحتلال بزرع الكنس اليهودية في منطقة الواد في محيط المسجد الأقصى المبارك من اجل استهداف الوجود العربي الإسلامي في القدس، ومنع المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى لتفريغ المسجد من المسلمين، وتعمل حكومة الاحتلال جاهدة بشتى الوسائل والطرق لتهويد المدينة المقدسة، في محاولة بائسة منها لإقناع العالم أن القدس ليست عربية وتغير معالمها، في ظل تصاعد اعمال القمع واستهداف المسجد الاقصى بشكل يومي من قبل سلطات الاحتلال .
إننا نحذر من إيجاد بيئة خصبة لحرب دينية في فلسطين بسبب الأفعال والتصريحات التحريضية التي تقوم بها وتمارسها حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي ومن ضمنها الانتهاكات في الحرم الشريف وسياسة ضم الضفة الغربية التي يمارسها المتطرفون مدعومين من جيش الاحتلال في ازدراء واضح لحرمة المكان ومكانته التاريخية والوضع القائم للأماكن الدينية، والمساهمة في تأجيج المشاعر الدينية وبالتالي مخاطر اندلاع حرب دينية، وان الإسرائيليين ينتخبون الاحتلال ويدعوا القمع والتنكيل والإرهاب ويرفضون السلام، هذه الحقائق التي من الممكن للمتتبع لنتائج الانتخابات الاسرائيلية المعادة ان يقرئها حيث ما الت اليه سياسات نتنياهو والحكومات السابقة باتت تعكس عقلية القمع التي بنيت على العداء التاريخي في المجتمع الاسرائيلي تجاه العرب والشعب الفلسطيني بشكل عام .
ان الشعب الفلسطيني بحاجة إلى خطوات عملية ودعم فعلي يمكنة من الصمود، وحماية المسجد الأقصى ووقف المستوطنات والحفاظ على الاراضي الفلسطينية التي ينهش فيها الاستيطان ويعرض حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية الى الاندثار والخطر الحقيقي وان هذا الامر لا يمكن مواجهته بالمواقف الكلامية فقط والخطب الرنانة والشعارات، وان الشعب الفلسطيني وقيادته ماضون في التسمك بكامل حقوقنا حسب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وان النضال الفلسطيني بكافة أشكاله مستمر حتى تحقيق تلك الحقوق كاملة في العودة والدولة بعاصمتها مدينة القدس، وان جماهير الشعب الفلسطيني ومعهم ابناء الامة العربية والأحرار في العالم سيتصدون لعدوان حكومة التطرف والعنصرية، وأن مخططات نتنياهو التوسعية لن تغير من الحقيقة شيئا، فالأرض الفلسطينية هي أرض محتلة وكل عمل يقوم به الاحتلال باطل وغير شرعي كما تنص عليه اتفاقية جنيف الرابعة والقوانين الدولية .
فبات من المهم العمل سريعا لمواجهة انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس والضفة الغربية لوقف الاستيطان، واتخاذ موقف عربي ودولي حازم وموحد تجاه هذه السياسات والإجراءات العدوانية، وسرعة التحرك على المستوى العربي والاسلامي والدولي لردع ووقف هستيريا الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ومخططات رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو الذي يعمل على تدمير فلسطين وضرب المشروع الوطني ويكرس الانقسام ويسرق الارض الفلسطينية ويدعم فرقه الشعب الفلسطيني للنيل من الحقوق التاريخية الفلسطينية عبر استمراره بالاستيطان وتقسيمه للأراضي الفلسطينية وضمها لدوله الاحتلال الاسرائيلي .
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط