لصوص وعاهرات وقوادين

لا يمكن لاي شخص ان يدعي ان ما عرضته قناة الحرة لبرنامج تحت عنوان “اقانيم الفساد المقدس في العراق” ليست لها مصداقية, بل انه تقرير غاب عنه التحيز والتزمت بالحيادية في عرض الموضوع, ولكن السؤال هو لماذا هذا التوقيت؟ ولماذا يدافع الفاسدون كالفاسدة عالية نصيف عن وكلاء المرجعية؟ فبالرغم من شديد احتقاري للسياسة الامريكية, ولكنني اقف مذهولاً اما تفننها في الايقاع بمخالفيها او الذين يخرجون عليها, فهذا الكم الهائل من الفساد في العراق كان يحدث امام نظر المخابرات الامريكية وهي تسجل وتجمع ولا تكترث بمعانات الشعب المغلوب على امره, وما كشفت عنه قناة الحرة والتي سمحت به الجكومة الامريكية ليس سوى غيض من فيض, فالحكومة الامريكية سلمت مقاليد السلطة بيد حفنة من اللصوص والعاهرات والقوادين, وهي مدركة ان هذه الحفنة ستكون طيعة بيدها وحال ان تلعب بذيلها فاوراقها مكشومة امامهم, وتنشر غسيلهم القذر في اي وقت تحس انها مهددة او مصالحها مهددة, فالذي يدعوا لمقارعة الامريكان في هذا الوقت من الابواق فهي ليست سوى اصوات بدون رائحة! ولا اظن ان مصيرهم يكون افضل من مصير جرذ العوجة, فهؤلاء اللصوص سوف لا يجدون من يدافع عنهم في حال ان يقع نزاع حقيقي, فحتى الذين ارتبطت مصالحهم بهؤلاء سيفرون كالارانب, والذين سيضحون بانفسهم من اجل هؤلاء اللصوص من العوام اما ان يكونوا مجانين او مأبونين, ولكنني لست بمستغرب ان يدافع عن هؤلاء اللصوص اناس من امثال الفاسدة عالية نصيف الان, فهؤلاء يركبون المركب ذاته فأن غرق المركب غرقوا جميعاً او انهم يقفزون منه في الوقت المناسب.

اما الوطن والمواطنين فهذه الكلمات صارت من التاريخ, فالوطن صار اوطان والمواطنين مغيبين وتحولت انتمائاتهم الى القبائل والطوائف, ورجال الدين يبثون الجهل والخرافة من جهة ويسرقون من الجهة الاخرى, واكثر شيء مقلق ومخيف هو ان يحتكر الجهلة اتباع هؤلاء الفاسدين السلاح فحينها ينتهي الحوار.

بهاء صبيح الفيلي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here