الحشد مدعوم من الرئاسات الثلاثة والاعتداء عليه اعتداء على الشعب العراقي،

نعيم الهاشمي الخفاجي
كل شعوب العالم التي تعرضت للحروب الداخلية والتي تمول خارجيا بمساعدة عملاء الداخل تم التصدي لهم من خلال فصائل مسلحة شعبية، البلدان التي تهدد امنها القومي اعتمدت على الميليشيات الشعبية، بنهاية عقد السبعينيات الصين اتخذت قرار بغزو فيتنام وزجت في مليون جندي ووصلت طلائع الجيش الصيني للعاصمة الفتنامية، لكن الذي حدث قوات شعبية تصدت للجيش الغازي واجبرتهم على التراجع والهزيمة، بعد سقوط صدام كان يفترض تشكيل لجان شعبية لحفظ الامن مع القوات الامنية، واتذكر عام ٢٠٠٥ صحيفة الواشنطن بوست عملوا معي لقاء وسألوني عن افضل الطرق للتصدي لعصابات فلول البعث واقترحت تشكيل قوات شعبية لزعيم قبلي سني يؤمن بالعملية السياسية لكي يمنع فلول البعث واجهزة صدام القمعية من السيطرة على مناطق المثلث السني، وعلى اثرها تم دعم صحوة ستار ابو ريشة، لكن الامريكان لهم اهداف خاصة بهم لذلك هم ليسوا مع دعم زعيم معين لايضمنون ولائة الدائم لهم، رحم الله السيد عبدالعزيز الحكيم ايضا طرح فكرة تشكيل لجان شعبية لحفظ الامن ودعم قوات الجيش والشرطة لكن رئيس الحكومة الحريص جدا على سلامة المواطنيين الشيعة الاستاذ الهمام جهبيذ عصره السيد نوري المالكي رفض هذا الطرح وترك احياء المناطق الشيعية في بغداد وديالى وطوز وتلعفر عرضة لتفجير المفخخات والعبوات الناسفة بوجود قوات امنية محاصصاتية مخترقة من عصابات فلول البعث، قناة العراقية عرضت اعتراف ارهابي يعمل بقوات التدخل السريع سني المذهب بقاطع مدينة الصدر بيوم واحد فجر ٢٥ عبوة ناسفة، رغم تسليم الموصل والمناطق السنية وانسحاب وهروب ضباط وجنود المكون السني والكوردي من الجيش العراقي وتسببوا في تبخر الجيش العراقي لكن المرجعية تدخلت وتشكل الحشد الشعبي والذي استطاع هزيمة المشروع الانقلابي الذي انتج لنا داعش، الان هناك محاولات تستهدف الحشد بحيث المال العربي الوهابي ورط نتنياهو بقصف الحشد الشعبي، هذا القصف تسبب بردود افعال شعبية من الشعب العراقي، رفضت الرئاسات الثلاث بالعراق هذا العمل الجبان واتخذ الرئيس برهم صالح قرار بعقد الاجتماع في مقر جهاز مكافحة الارهاب، وهذا الاجراء
ليس صدفة أن يختاره السيد الرئيس للجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح،في جعل مقر قيادة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي مكان للاجتماع لانه يعلم مقاتلي جهاز مكافحة الارهاب هم نفسهم من عوائل واهالي واقارب منتسبي الحشد وقاتلوا بمعارك التحرير جنبا لجنب، ليؤكد التزام الرئاسات الثلاث والقوى السياسية الكبرى ويعطي رسالة للعراقيين والعالم ان الحشد والقوات الامنية هم ضمن مرجعية الدولة ولولاهم لم تحرر العراق ولم يكن هناك سيادة وان قوات الحشد والجيش وجدت لفرض القانون والتصدي الى التحديات التي واجهها ويواجهها العراق، في هذه المرحلة الحساسة. موقف الرئيس صالح يكشف مدى حرص هذه القيادات على استقرار العراق وضرورة التصدي للاعداء،
وفي الاجتماع الذي عقد أعلن الرئيس صالح «أن في هذه الظروف الحساسة بالغة التعقيد في المنطقة، واعلن ان الحشد هو من ضمن القوات الامنية العراقية وقال نحن لسنا مع اي طرف بالصراعات الدائرة، والعراق طرف فعال ومهم يستطيع حل الصراعات الاقليمية سلميا،
وقال من مصلحتنا أن ننأى ببلدنا عن التورط في صراعات، العراقيون في غنى عنها، وكفى بالعراق أن يكون ساحة لحروب الآخرين، ولن نحارب بالوكالة عن الآخرين».
العراق تحول العراق ما بعد 2003 إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية، أدت إلى تحطيم مشروع إعادة بناء الدولة العراقية بسبب رفض حزب عراقي شيعي اوصلته الصدفة للحكم وورد حديث عن الخليفة عمر بن الخطاب ذكره الطبري ومسلم والبخاري بيعت ابي بكر كانت فلته، نعم الظروف توصل ناس لسدة الحكم، لم يخطر ببال البعض انه يصبح مدير مجلس بلدي بناحية او محافظة وليس يصبح رئيس حكومة ومصير شعب يصبح بيده، الارهاب العربي الوهابي مسيطر عليه بمساعدة القتلة المجرمين من فلول البعث الذين فتحوا بيوتهم لحثالات القتلة الذين قدموا للعراق من ١٠٠دولة بالعالم جلبتهم لنا وهابية دول الخليج زعيمة الوهابية بالعالم فأوصلت الجرائم الارهابية والفساد والسرقات العراق إلى حافة الدول الفاشلة، ما تسبب بردة فعل شعبية غاضبة، وكل العمليات الارهابية الغاية منها بشكل خاص موجه لاستهداف الشارع الشيعي العراقي وخلق احباط والغاية اسقاط هيبة ساسة الشيعة والذين هم اصلا فاشلين

حالة الحرب والصراعات التي يعيشها العراق، فرضت على العراقيين من دول عربية وهابية تكفر الشيعة وقد تصاعد هذه المؤامراة حدتها في هذه المرحلة، نتيجة محاولات أطراف خليجية النيل من «الحشد الشعبي» لانه افشل انقلاب تسليم الموصل المدعوم خليجيا واقليميا

خطاب زعيم «تيار الحكمة الوطني» السيد عمار الحكيم الذي اختار الانتقال إلى صفوف المعارضة خطابه واضح برفض الاعتدائات الصهيونية ضد الحشد الشعبي
ففي خطاب عمار الحكيم أمام حشد من جمهور «تيار الحكمة» بمناسبة الأول من شهر محرم،والذين خرجوا بمظاهرات بالكثير من المحافظات العراقية أعلن الحكيم رفضه أن يكون العراق ساحة للصراعات واطماع نتنياهو، داعياً إلى الحفاظ على الدولة العراقية، وعدم السماح لأي انتهاك من شأنه المساس بالدولة،
السيد عادل عبدالمهدي والسيد برهم صالح والسيد عمار الحكيم والسيد الصدر صرحوا مرارا حصر السلاح ضمن الدولة العراقية، لذلك بات من الضرتوري تطبيق التجربة الصهيونية في جعل الحشد الشعبي مؤسسة مستقلة تتبع رئيس الحكومة ضمن فيلق قوات الحشد الشعبي اسوة بفيلق الاحتياط بقوات الدفاع الوطني الصهيوني، تجربة فيلق الاحتياط الاسرائيلي ينبغي تطبيقها بالعراق ويصبح الحشد له قوات مسلحة بالدبابا والمدفعية والصواريخ ويمتلك قوات جوية، نحن مستهدفون وعلينا ان نضع ظوابط وطرق تقطع الطريق على المتربصين بالعراق وشعبه شرا وحقدا مذهبيا وهابيا،

المشهد العراقي يحتاج الى ثورة شعبية أشبه بالانقلابية على المسارات السابقة،والفاشلة، لننظر لموقف السيد عمار الحكيم اللجوء هذه المرة إلى قوة الشارع من أجل تثبيت هيبة الدولة واعطاء رسائل للدول الوهابية ونتنياهو اننا لسنا لقمة سائغة وينبغي على الساسة المؤثرين تصحيح الاخطاء السابقة وليعلموا السياسي الناجح شرعيته من الجماهير وليست من دول الجوار ولنجعل من تجمعات شهر محرم الحرام منصة لحشد الهمم والتصدي للاعداء وتحريك الجماهير بسحق رؤوس الارهاب وتأديبهم،
تحية للسيد الرئيس برهم صالح الذي اجتمع بمقر قوات مكافحة الارهاب بحضور الحشد الشعبي، وتحية للسيد عمار الحكيم الذي بدأ بداية يفترض ان تكون صحيحة وليعلم الشرعية من الشعب من خلال تبني مطالب الشعب وحل مشاكلهم والطلب من الموظفين والمسؤولين بالقليل التابعين له بخدمة المواطنين وتسهيل امور انجاز معاملاتهم ودعم مشاريع القطاع الخاص والزراعة والصناعة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here