تيار الحكمة يتحرك لتشكيل وزراء ظل لمراقبة الأداء الحكومي

بغداد / محمد صباح

يعتزم تيار الحكمة الذي اعلن المعارضة مسبقاً إعلان “حكومة الظل” بواقع 22 وزيرا رديفا لمراقبة الاداء الحكومي وايجاد حلولا للمشكلات التي تواجه الدولة.

ويحاول الفريق المعارض استقطاب نواب من كتل مختلفة لتحقيق عتبة الـ 100 نائب مؤيد ومساند لـ”حكومة الظل” في البرلمان.

ويقول نائب الامين العام لجبهة المعارضة الوطنية فادي الشمري في تصريح لـ(المدى) امس، إن “تيار الحكمة يجري مفاوضات مع قوى سياسية ومجتمعية جديدة ناشئة لتشكيل جبهة المعارضة”، لافتا إلى ان الجبهة ستعلن “برنامجها الجديد خلال اسابيع”.

ويضيف الشمري أن “الاعلان عن الجبهة الوطنية وحكومة الظل سيكون في اقل من شهرين وسيتم الكشف عن اسماء الجهات والقوى والشخصيات السياسية والنواب المكونة لها”، مشددا على أن “الانفتاح سيكون ايضا على منظمات المجتمع المدني”.

وأعلن تيار الحكمة الوطني، في شهر حزيران الماضي تبنيه خيار المعارضة السياسية، مؤكدا أن معارضته “سياسية دستورية وطنية بنّاءة” تلتزم التزاما كاملا بهذا الخيار وما يقتضيه من دورٍ وحراكٍ وأداءٍ ومواقفَ على الصعيد الوطني.

ويتحفظ الشمري على ذكر اسماء الاطراف السياسية والقوى المجتمعية التي ستشكل الجبهة المعارضة الوطنية قائلاً: “لا يمكن لنا التصريح باسماء هذه القوى في الوقت الحاضر لحين الإعلان الرسمي عن تأسيس الجبهة”.

ويضيف أن “الجبهة ستضم قوى أساسية في الساحة السياسية المدنية مع وجود بعض من القوى السياسية الكبيرة التقليدية التي تنسجم مع المشروع والبرنامج المعارض”، مشيرا إلى ان “جبهة المعارضة تريد ان تصل إلى حاجز المئة نائب في البرلمان”.

ويؤكد أن “حاجز الـمئة نائب داخل مجلس النواب يتطلب عملا كبيرا، قد لا يتحقق في الشهور الاولى لكن هو هدف ستراتيجي للجبهة الوطنية المعارضة التي تسعى إلى تحقيقه”، منوها إلى أن “هناك نوابا بدأوا بالدخول إلى المشروع بشكل فردي”.

ويلفت إلى ان “ما نسعى له هو بلورة العمل المعارض السياسي في داخل النظام السياسي، وان يكون البرنامج البديل الذي يقدم للناس وللرأي العام والاعلام برنامجا رصينا فاعلا شفافا ويقدم مجموعة من الحلول لكثير من المشاكل التي تواجه الدولة العراقية”.

ويشير نائب الامين العام لجبهة المعارضة الوطنية إلى ان “تركيبة المعارضة بدأت تنضج بشكل مؤسسي وستكون لها تأثيرات سياسية كبيرة جدا في المشهد السياسي”، مضيفا ان “ما ستعمل به الجبهة هو خلق التوزان في الساحة السياسية العراقية وفي النظام السياسي عبر وجود الموالاة المشكلة للحكومة تقابلها معارضة سياسية قوية وفاعلة لها تمثيل نيابي ومجتمعي”.

ويوضح ان “الجبهة الوطنية المعارضة ستكون برئاسة عمار الحكيم مكونة من جميع اطياف المجتمع العراق بما فيها الاقليات، وبالتالي لا تريد الجبهة ان تنتهج اسلوب التسقيط والتشهير والاستعراضات بل تسعى لتحقيق معارضة دستورية تقويمية تصحيحية تعتمد الاسلوب المتزن والسلوك المهني في تشخيص الخلل”.

ويؤكد الشمري ان “كتلة الحكمة البرلمانية تتجه في الفصل التشريعي الجديد نحو تفعيل ملف الاستجوابات لعدد من الوزراء لتصحيح العمل والمنهج والاداء عبر اقالة الوزراء الفاشلين والمقصرين”، لافتا إلى أن “هناك خمسة استجوابات ستقوم بها كتلة الحكمة وستكون القائمة مفتوحة لملاحقة الفساد”.

ويكشف نائب الامين العام لجبهة المعارضة الوطنية أن “الجبهة ستشكل حكومة ظل مكونة من وزارات ظلية للحكومة (وزير ظل يقابل كل وزير حكومي)”، لافتا إلى ان “هذا الملف في طور التشكيل داخل جبهة المعارضة الوطنية التي ستعلن عنها في مؤتمر التأسيس الذي سيكون في أقل من شهرين”.

ويؤكد أن “عدد وزراء الظل سيكون (22) وزيرا ستشكل تباعا وسيتم اختيار شخصيات لقيادتها من المستقلين والتخصصية وفق معاير معينة”، مؤكدا ان “مسألة اختيار رئيس وزراء حكومة الظل لم تبحث حتى هذه اللحظة داخل الجبهة”.

وكشف تيار الحكمة قبل ايام عن إجراء مباحثات مكثفة ومتقدمة مع ائتلاف النصر لتشكيل تحالف جديد معارض للحكومة، مشيراً إلى لقاء مرتقب بين قيادة الحكمة والنصر الأسبوع المقبل في منزل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

وكان ائتلاف النصر الذي يتزعمه حيدر العبادي قد نفى قبل يومين الأنباء عن تحالف ائتلاف النصر وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، لتشكيل تحالف جديد معارض للحكومة.

وقالت عضو ائتلاف النصر انسام مانوئيل في بيان نشرته (المدى) في عددها السابق إن “ما نشر في بعض المواقع حول خبر انضمام ائتلاف النصر لجبهة معارضة ووجود اجتماع مرتقب هذا الاسبوع للإعلان عن ذلك، غير صحيح ولا يعبر عن موقف النصر إطلاقاً”.

وأضافت أن “النصر هو أساس المعارضة التقويمية وهو السباق في طرحها وهو ثابت على مشروعه ولن ينضم إلى مشروع آخر”.

زميلتها في الائتلاف النائبة ندى شاكر جودت قالت ان النصر “لديه لقاءات وحوارات مع اغلب الكتل السياسية بشأن الموقف من المعارضة البرلمانية”، لافتة إلى ان “هذه الافكار لم تصل إلى حالة الاندماج لتشكيل تحالفات او كتلة”.

وتبين جودت في تصريح لـ(المدى) امس، أن “حواراتنا تتركز على مستقبل الحكومة وتجاوز المشاكل العالقة التي تواجهها”، معترفة بـ”وجود طرح بين بعض الكتل لتشكيل جبهة معارضة في البرلمان لكن ائتلاف النصر ما زال متمسكا بالمعارضة التقويمية”.

اما بشأن تشكيل جبهة معارضة داخل مجلس النواب يكون احد اطرافها ائتلاف النصر توضح شاكر ان “الموضوع مازال قيد النقاش والدراسة ولم يصل إلى حالة الاندماج مع اية كتلة او طرف كما تم طرحه في الآونة الاخيرة”.

وتضيف عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب ان ائتلافها “يعمل ضمن المعارضة التقويمية ولم تكن مبادئه اسقاط الحكومة خشية ان تكون عرفا أو تقليدا داخل مجلس النواب للاطاحة بالحكومات المتعاقبة”، منوهة إلى ان “هذا لا يعني اننا سنبقى في الموالاة لهذه الحكومة إلى النهاية”.

وأعلن النائب عن كتلة الحكمة النيابية محمود ملا طلال، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن “تيار الحكمة شرع بتشكيل جبهة معارضة والتي ستتمخض عنها حكومة الظل” لافتا إلى ان الجبهة ستعمل على خلق بيئة تفاهمات وشراكات من اجل تغيير واصلاح حقيقي يهدف الى مغادرة المحاصصة وخلق بيئة المنطق في العمل والجدية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here