ماهي اهم التوقعات لما يحدث بعد ان ضربت اسرائيل وباعترافها مخازن الحشد الشعبي؟؟؟

د.كرار حيدر الموسوي

ما تزال حوادث الاعتداءات على معسكرات الحشد الشعبي تتفاعل في العراق وتحرك الطبقة السياسية والراي العام، وتزيد من تاكيدات ضلوع إسرائيل فيها استنادا على تسريبات اسرائيلية ومعطيات تحليلية من كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.ما يثير الجدل في ضرب معسكرات الحشد هي نوعيتها وتكراراها، فهي استهدفت مخازن السلاح تحديدا، بدأت في آمرلي، ثم معسكر اشرف، ثم معسكر الصقر في بغداد، ثم في قاعدة بلد في تكريت، ومجمل هذه الضربات تدل على حقائق جديدة، ابرزها ان اسرائيل تعتبر الحشد الشعبي قوة وازنة في المنطقة وتمثل خطرا عليها نتيجة القوة البشرية والصاروخية التي تملكها، والقيادة المتحالفة مع ايران، والحقيقة الثانية ان اسرائيل تريد معالجة تنامي قوة الحشد الشعبي قبل ان يصبح له نفوذ اكبر مثل حزب الله الذي يمتلك صواريخ متعددة الانواع وبعضها يتمتع بتقنية التوجيه.

كل هذه الاحداث والحكومة لم تصدر بيانا صريحا حولها، فيما اثارت بعض الجهات قضية اتفاقية الاطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وطرح التساؤلات عن الجدوى منها اذا لم تحمي السيادة الوطنية، هذا اضافة الى مسؤولية التحالف الدولي ضد داعش الذي يسيطر على اجواء البلاد,ونتيجة للصغط السياسي والشعبي وجدت الحكومة نفسها امام خيارات محدودة، لا سيما مع اعلان اسرائيل رسميا ان الحرب الفعلية قد بدأت، لكنها ليست حرب مع العراق، انما مع ايران لكنها على الساحة العراقية، وبغض النظر عن كون المواجهة ضد ايران او ضد فصائل عسكرية معينة فان الواجب الوطني ان لا يسمح لاسرائيل بانتهاك السيادة العراقية، واذا كانت لها حرب فعليها البحث عن ساحة اخرى

شهد العراق خلال الأيام الماضية حالة جدل واسعة بعد استهداف عدة مواقع تابعة لمليشيات الحشد الشعبي بحسب تقارير عدة وبحسب ما ألمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه قبل يومين، أن إسرائيل تقف خلفها بداعي ولاء مثل تلك الميليشيات لإيران سواء في العراق أو سوريا وحتى لبنان.

ولم يتوقف الأمر عند استهداف إسرائيل مخازن أسلحة تابعة لميليشيا الحشد الشعبي في أماكن عديدة من العراق، بل حدث تطور ملفت يوم الاثنين تمثل باستهداف قادة في ميليشيا الحشد الشعبي قرب الحدود العراقية السورية تحديدا في منطقة القائم الاثنين، كانوا في سيارتين تقلهم، ما أدى إلى مقتل مسؤول

وفي حين أظهرت تلك الضربات التي بلغ عددها في الشهرين الماضيين 5 ضربات انقساما داخل الحشد، حيث اتهم أبومهدي المهندس نائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي مباشرة إسرائيل وأميركا، فيما اعتبر رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض موقف المهندس يمثل نفسه ولا يمثل الحشد أو الحكومة العراقية، توجهت الأنظار العراقية إلى الرد الذي قد يقوم به الحشد.

وتعليقا على الموضوع، قال الخبير الاستراتيجي والباحث في شؤون الجماعات المسلحة أحمد الشريفي لـ”العربية.نت” أن هناك تحديا كبيرا جدا يمر به الحشد الشعبي، لا سيما الفصائل الولائية أي التي ترتبط عقائديا بإيران.

ميليشيا الحشد الشعبي تعزز انتشارها على الحدود مع سوريا

واعتبر أن هذا الاستهداف حقيقة، حيث يجسد التقييم عملية استهداف للقدرات القتالية لتلك الفصائل، ولربما يتمدد إلى عمليات أخرى عبر الطائرات المسيرة شبيهة لقصف القائم أو بوسائل أخرى لاستهداف القادة سواء الميدانيين أو السياسيين.

إمكانية الرد غير متاحة
كذلك أكد الشريفي أن إمكانية الرد من قبل الحشد الشعبي غير متاحة لجملة من الأسباب، منها أن خط المواجهة أو خط الاشتباك بين إسرائيل والعراق غير متاح، وسيتحول إلى الاعتماد على الرد السياسي.

وعن مسألة إشراك الولايات المتحدة الأميركية وتحميلها المسؤولية، قال: إن أميركا ملزمة بحماية المؤسسات العراقية الرسمية، ومن وجهة نظر ها فإن الحشد يصنف مؤسسة غير رسمية أو شبه رسمية، وهي بشكل أو بآخر غير ملزمة بالدفاع والالتزام بالاتفاقية الأمنية مع العراق والإطار الاستراتيجي في حالة قصف مقرات الحشد أو قادته.

من ميليشيات الحشد الشعبي

إلى ذلك أكد أن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا إعلاميا وسياسيا، مع استبعاده أي خيار عسكري من قبل الحشد الشعبي.

السفارة الأميركية في بغداد والصواريخ
من جهته، قال المحلل الاستراتيجي رعد هاشم لـ”العربية نت” إن توقعات الرد المطروحة من قبل ميليشيات الحشد قد تقتصر على توجيه ضربة بصواريخ نحو السفارة الأميركية في بغداد، ما يعتبر أيضا متناغما مع الفتوى القادمة من إيران قبل أيام.

وتابع قائلا: “هذا خيار، أما الخيار الآخر فهو نصيحة إيرانية لميليشيا الحشد بأن يلتزموا الهدوء ويتحولوا إلى الطرق الدبلوماسية عبر الضغط على حكومة عبدالمهدي لاتخاذ قرار يحاكي توجه حسن نصرالله، أمين عام حزب الله في لبنان بجعل الدبلوماسية للحكومة والرد العسكري للحشد حتى وإن كان الرد على القواعد الأميركية أو السفارة لاستحالة الرد على إسرائيل مباشرةً”.

أيضا أوضح هاشم أن ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، وميليشيا الحوثي في اليمن تعمل بسياق وورقة عمل إيرانية بحتة وتعليمات من ملالي طهران مباشرة.كما أضاف أن إمكانيات الحشد الشعبي محدودة، خاصة في مجال حرب الطائرات المسيرة والقتال الجوي الذي تتفوق فيه إسرائيل بشكل كبير جداً، لاسيما أن الولائيات لا تنفع في مثل هذا المعارك كما اعتبر أن إسرائيل تريد جر الإيرانيين والموالين لإيران من الفصائل المسلحة إلى الصحراء، لاسيما بعد لإخراج مخازن العتاد والصواريخ الإيرانية من الأحياء السكنية داخل المدن في العراق.

وأكد أن الأيام المقبلة ستكون مليئة بالمفاجآت على مستوى المعلومات واستهداف قادة الحشد، في ظل التزام الحكومة العراقية الصمت.

من جهته، قال المحلل الاستراتيجي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي إن الاختلافات الرئيسية في الرأي داخل مراكز القرار في حكومة عادل عبد المهدي، تركز على درجة ضبط الفصائل المسلحة المعتدى عليها في الرد على التواطؤ الأميركي الإسرائيلي، وعلى تفاهمات الحكومة حول تسوية سياسية من خلال ضغط أميركا على إسرائيل لإيقاف استهدافها لفصائل الحشد داخل العراق وعلى المعسكرات والمخازن العسكرية المشتركة.

كما أضاف الهاشمي أن قيادات الحشد والأحزاب المنسجمة معها، ينبغي أن تتحرك على عدة خطوط، وترسم حدود تقديراتها بما في ذلك خط التماهي مع قرارات الحكومة، وليس من صالحها التصادم مع حكومة هي من أركانها، وما يترتب على ذلك من مخاطر.

في ظل تسارع وتيرة الاحداث امام العراق ثلاثة محاور للتعامل مع الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة

الاول: حصول العراق على منظومة دفاع جوي متقدمة من الولايات المتحدة او روسيا، وهذا سيناريو ضعيف لانه يمثل خطرا وجوديا على الولايات المتحدة، فهي بالاضافة الى امتناعها عن تزويد العراق بمنظوماتها الجوية سوف تقف عائقا وبقوة امام عقد اي صفقة من هذا النوع سواء مع روسيا او غيرها، وسواء كانت المنظومات متقدمة او قديمة ومتهالكة، لانها تمثل خطرا حقيقيا لوجودها في البلاد مع وضوح التهديدات الحشدية المتواصلة بطردها من العراق بقانون يشرعه مجلس النواب او عبر الحل العسكري.

الثاني: الحصول على تعهدات امريكية بحماية الاجواء العراقية مع اعطائها مساحة اكبر بالتحرك واتخاذ القرارات، لكنه بحاجة الى تنازلات من الحشد ابرزها اعطاء تعهدات بعدم استهداف القواعد الامريكية والتوقف عن المطالبة بخروج القوات الامريكية، وهذا السيناريو معقد اذ يصعب اعطاء واشنطن صلاحيات اكبر في الاجواء العراقية، بينما هي المتهم الاول بالسماح بمرور الطائرات الاسرائيلية وتدمير البنى التحتية للحشد الشعبي في وضح النهار.

الثالث: استخدام البرلمان من اجل الضغط على الولايات المتحدة عبر التلويح باصدار قانون لاخراجها الخروج من العراق، ورغم قناعة المشرع العراقي بصعوبة تشريع مثل هكذا قانون، ومخاطره المستقبلية على البلاد، لكن يمكن للتلويح به ان يمثل ورقة ضغط لاجبار واشنطن لمنع تل ابيب من تكرار ما حدث في الاسابيع الماضية، فضلا عن الاستفادة من مثل هكذا نشاط لاسترضاء الراي العام الذي يشعر بالخيبة من الحشد الشعبي، وفقدان بريقه كرقم صعب في المعادلات الوطنية والإقليمية، فهو لم يستطع حماية أسلحته، فهل يمكنه حماية غيره.وقد تذهب الكتل السياسية المقربة من ايران الى تحشيد برلماني من اجل تشريع قانون حماية الأجواء العراقية، ورص صفوفهم، ونشر بيانات عن فقرات القانون، واتهام القوى المعارضة له بالخيانة والتسبب باضرار جسيمة للسيادة العراقية ما يعيد البريق للحشد كواجهة سعكرية قوية، ويوحي بان ما حدث هو بسبب التماهي الداخلي وليس ضعف الحشد كما يروج الإعلامي الإسرائيلي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here