نحتاج لمن ينظر (لحركة الحسين)..(كنظرة نيوتن..لسقوط التفاحة) وليس (ثار وقيمة لطم) بل..

بسم الله الرحمن الرحيم

الاف السنين.. والبشرية تنظر لسقوط التفاحة .. بسذاجة.. (كرمز للخطيئة).. كما ينظر البعض (لمقتل الحسين بواقعة الطف رمز لخطيئة بشرية).. وسخرت ثورة الحسين مجرد (للانتقام والثائر). . كما نظر (للتفاحة لخرافة واسطورة الجسم المحرم الذي يرمز الى خروج الانسان من الجنة.. ).. كما ينظر الشيعة الى (الحسين وحركته) في كل عام بمحرم الى (انتقام من الذين لم يخرجون مع الحسين وكذلك من الذين خرجوه ضده، ليختزلون الخير بالحسين والشر بمن لم يؤيده وبمن واجهة، لندخل بمتاهة دكتاتورية حركة الحسين حسب مؤدلجي الحركة الحسينية).. وكذلك ينظر لحركة الحسين مجرد (نظرة ولائم.. وكل شغلهم ان تكون هناك اطول وليمة بالعالم – للاكل بمناسبات محرم، وان يتفاخرون بكثرتهم بتجمعهم بكربلاء، وكيف يقبلون الارجل والاحذية للزوار المشاية بما يذل كرامة الانسان.. الخ)..

ولكن فقط شخص واحد اسمه (نيوتن).. انتبه عند سقوط التفاحة وهو جالس تحت شجرة التفاح هذه.. لمسالة (مغايرة).. فاخرج للبشرية (قانون الجاذبية).. بنظرة غيرت مجرى العلم (180 درجة).. بربط (الاشياء بالارض وليس بالسماء).. اي (كان يعتقد بان الاشياء تسقط بتدخل من الله مباشر؟).. (ولكن نيوتن اثبت بان الاشياء تسقط بدون الحاجة لارادة خارجية).. وهذا ما جعله (يهاجم من قبل الكنيسية في حينها)..

فمتى يخرج لنا نحن الشيعة العرب .. رجل كنيوتين ولكن بقانون سياسي فكري ثقافي.. (فسقوط تفاحة على راس نيوتن جعلته يفكر ويزلزل العالم بثورة سميت (الثورة النيوتينية).. .. ولكن سقوط الحسين صريعا لم تجعل احد يفكر ويتامل ما حصل ليخرج لنا بقانون ينتشلنا من ما نحن فيه، بثورة باسم هذا المفكر.. (فتكرار سقوط التفاحة حصلت الدهر كله.. ومقتل الحسين تكرر 1400 سنة كطقوس).. ولكن (سقوط الاشياء ربطت بمفكرها نيوتن).. (والعبرة من حركة الحسين.. ستربط بمفكرها).. ؟؟ ونيوتن خارج المؤسسة الدينية في تفسير الظواهر.. ومن سوف ينهض بالشيعة العرب سوف يكون بالتاكيد خارج اطار المعممين..

ولنتبه : بان ويليام ستوكلي احد كتاب سيرة نيوتن.. ذكر انه تناول الشاي مع نيوتن.. تحت اشجار التفاح في منزل نيوتن.. في لينكولنشاير.. حيث قال له نيوتن بانه خطرت على باله فكرة الجاذبية، و كانت بمناسبة سقوط التفاحة.. وتسائل مع نفسه عن السبب الذي يجعل التفاحة تسقط دائما بشكل عامودي الى الارض.. ولماذا لا ينبغي ان تسقط الى الجوانب او الاعلى، او ان تبقى بالفضاء.. لماذا باستمرار الى مركز الارض.

وكان يجلس نيوتن (بذلك الوقت بمزاج تأملي).. وليس (بكاء وعويل.. او اكل وشرب)..

(فخطورة الحيوان عندما يجوع.. و لكن الانسان خطورته عندما يشبع) كما يقول احد الحكماء.. ورباط السالفة (ولائم على طول الطريق.. اكل وشرب.. يصبح الطقوسين عند عودتهم يتكلمون عن مجرد كثرتهم وولائم الطعام).. في حين (تنتشر بذور حبات التفاح نفسها التي سقطت على نيوتن.. في متاحف العالم و مراكزا علمية في بريطانيا..).. فهذه البذرات التي وصفت (بشجرة الجاذبية) لتذكر الاجيال (بان لا تنظر للاشياء نظرة كلاسيكية بل نظرة بحثية عقلية).

وهناك نقطة بغاية الاهمية.. ان نيوتن عندما تأمل بسقوط التفاحة.. لم ينظر لها من منطلق (بان سقوطها ارادة الاهية؟؟ او امر الاهي).. ولم يقنع نفسه بانها مسالة طبيعية (ولا تحتاج لتامل اصلا)؟ ولم يرضخ (للمؤسسة الدينية التي تفسر الاشياء.. : ان الاشياء لا تعمل بذاتها ولكن عناية الله هي التي تسيرها.. ) بل اعتمد على (ممكن تفسير ظواهر الطبيعة بربط بعضها ببعض دون تدخل ارادة خارجية.. ).. وهذا ما نحتاجه لتفسير (واقعة الحسين).. فنفي وجود الله بنفي العناية الالهية للامام الحسين؟؟ اليس كلك.. وهذا يتطلب (دراسة واقعة الحسين بثورة فكرية).. (بعدم المنافاة بين نسبة الافعال الى الله باعتباره الفعال الحقيقي، وبين نسبتها الى الاسباب باعتبارها وسائط مباشرة)..

فلمئات السنين.. ننظر لحركة الامام الحسين عليه وعلى البشرية السلام.. (لطم وطعام من قيمة وتمن).. (وخطب دينية تستجدي عطف الناس على الحسين المظلوم.. وزينب الباكية لفقد اخيها؟؟ والمرسلة لدمشق عاصمة الامويين).. فلم نفهم لحد اليوم رغم مرور قرون على (مقتل الحسين).. معنى لخروجه.. بل اصبحت ردود فعل سلبية اليوم بالقرن الواحد والعشرين.. (لماذا نقيم الطقوس الحسينية اصلا)؟؟ (ما معنى خروج الحسين).. فاجوبة رجال الدين لم تعد تنطلي على احد..

(فيخرج لنا معممين .. فاشلين دراسيا.. في معظمهم.. او متدنيي المستوى العلمي.. وفاقدي الشخصية.. خارج الاطر العربية الشيعية.. ليخطبون لنا عن الامام الحسين وحركته).. فمرة (ثوري ومرة مصلح، ومرة مستجدي العطف والرحمة به وعائلته).. ليسخرون حركة الحسين لاجندات سياسية لاسقاط انظمة ومعارضة اخرى.. حسب مصالح اجندات خارجية ولوبيات مالية.. ونفوذ عوائل ومرجعيات وحواشيهم.. ويسلخون الشيعة العرب عن جذورهم القومية.. لمصالح (ايرانية).. في وقت الامام الحسين صرخ صرخته (الستم عرب).. اي حركة الحسين جمعت بين (العرب كمادة للثورة.. وشيعة كعنوان للحسين).. .. بالمقابل اراد صدام ان يؤطر الحسين بسلخ الشيعة العرب عن تشيعهم.. والاخطر بعد عام 2003 يسخرون حركة الحسين بعيدا عن (النظام السياسي الفاسد بالعراق).. ليطمئن الفاسدين بان (ملايين الشيعة بطقوسهم لا تهدد عرشهم.. كما كانت تهدد نظام صدام)؟؟

فجوهر الامام الحسين (هي دولة للشيعة العرب).. شئنا ام ابينا..

ويمكن معرفة ذلك بطرح سؤال: ما هي هوية الامام الحسين القومية (عربي). .ما هوية الائمة المعصومين كعقيدة (شيعة).. ثانيا.. لماذا (حركة الحسين). .انتجت للشيعة الفرس (دولة باسم ايران).. بالعهد الصفوي والشاه.. وكذلك (لماذا انتجت للشيعة الاذاريين دولة باسم جمهورية اذربيجان)؟؟ في حين (مادة التشيع وجوهرها العرب الشيعة.. محرومين من حقهم بدولة).. (لماذا يحرم الشيعة العرب بوسط وجنوب ارض الرافدين الذين لجئ لهم الامام علي والامام الحسين.. وكثير من الائمة المعصومين).. من حقهم (بدولة لهم بمنطقة اكثريتهم).. من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى..

فنحتاج ان ندرس ثورة الحسين.. بمراحل :

الاولى (الملاحظة: لماذا قتل الحسين).. الثانية (نسال).. لماذا وقعت واقعة الطف اصلا.. الثالثة: لماذا ذهب للعراق وليس لايران او الشام او لماذا لم يبقى بالحجاز ليقوم بالثورة بين اهله وناسه وقبيلته واقاربه كما خرج النبي بين اهله واقاربه (وابلغ عشيرتك).. لماذا لم يبقى بالحجاز ولم يخرج اصلا.. ؟ لماذا خرج بعد موت يزيد؟؟ لماذا لم يخرج بزمن حياة معاوية؟؟ واذا يزيد كان خارج الملة الاسلامية.. وفاسد؟؟ فالم يستحق ذلك الخروج على ابيه؟؟ فهل ابيه معاوية كان (مؤمن) مثلا؟

ما هي (قوة الجاذبية للامام علي ومن بعده الامام الحسين والائمة .. بوسط وجنوب ارض الرافدين)؟ (هل سبب فشل ثورة الحسين ومن قبله الامام علي بالحكم .. هو مجيئهم للعراق)؟؟ اما ان هناك مصدر (قوة ببين العرب الشيعة الموالين) بوسط وجنوب ارض الرافدين دون غيرهم.. (واليس الغباء ان تكرر نفس التجربة وتظن ان بتكرارها ستاتي نتائج مغايرة)؟؟ (فهل كان مجيء الائمة للعراق رغم تكرار الفشل.. غباء ام ذكاء.. ام ان هناك شيء اخر)؟؟

فهل الائمة الذي يشاع بانهم ذموا اهل العراق.. بكل مرة ياتون له.. فلماذا يرجعون؟ ولا يذهبون لخير منهم اذا وجد بين شعوب الارض؟؟ لماذا لم يذهبون لايران او مصر او الشام مثلا؟؟ ما الذي يميز وسط و جنوب ارض الرافدين عن غيرها؟؟ اليس (الشيعة العرب).. الموالين..

عليه يجب ان ندرس (حركة الامام الحسين).. عبر معرفة (ان الحواس تنقل الى العقل ظواهر، وأن العقل هو الذي يقوم بتحليلها والتوصل الى الحقائق. اي ان العقل صاحب الدور الحقيقي وليست الحواس الا قنواتٍ تنقل الواقع وظواهره الى العقل.والدليل على محورية العقل وعدم محورية الحواس هو: ان الظاهرة الواحدة تجد تفسيرات مختلفة عند الناس مع انها في مرحلة الحواس واحدة، اي ان الجميع شاهد سقوط التفاح على الارض لكن عقل نيوتن – لاعقلَ باقي الناس – هو الذي توصل من هذه المشاهدة الى قانون الجاذبية.

ونسال (هل فتخارنا بنسب الامام علي.. يلغي نسبنا وانسابنا كشيعة عرب)؟ واليس هو عنوان؟

شوهت عقول شيعة عرب.. بان (علينا كابناء وسط وجنوب.. ان لا نفخر بانتسابنا لحضارة وادي الرافدين بوسط وجنوب، بدعوى اننا نتسب للامام علي بن ابي طالب.. هو اشرف من انتسابنا لكلكامش وانكيدوا).. ويضيفون (اذا لا يعجبك الانتساب لعلي فهذا شانك)؟؟ ويسالون (من اين جئتم بمصطلح شيعة عرب)؟؟

نجيبهم:

اذا تفتخر بانتسابك للامام علي ع.. (فهذا شانك)..واذا اخر يفخر بانتسابه لكلكامش وانكيدوا.. فهذا شانهم.. ولكن انتماءنا لوسط وجنوب للشيعة العرب وعشائرهم ونهوض ارضنا وتطورها وانهاء ازماتها وبطالة شبابها.. وفتح العلاقاات الدولية مع احدث الدول بالعالم.. (فهذا شاننا جميعا)..
علما الامام علي الرجل غريب جاء للعراق لاربع سنوات ونصف تقريبا.. ثم استشهد.. والامام الحسين عاد الى موطنه بالحجاز .. ثم بعد موت يزيد.. بعد 19 سنة رجع الامام الحسين..
اذن كيف انسب نفسي لغير نسبي.. فالله خلقنا شعوب وقبائل.. ليس ليلغى معرفنا.. بل لنتعارف.. اليس كذلك؟

ولو دخل الامام علي .. الى عرضك او عرضي.. لايجوز شرعا.. ولا اخلاقا ولاعرفا..
اذن الامام علي امامنا.. ,لكن بالتاكيد لانلغي وجودنا وكياننا وخصوصيتنا.. لمجرد اتباعنا له.. بل الامام علي هو من يؤكد هويتنا كشيعة عرب..

……………………….

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

…………………….

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here