بقلم: شاكر فريد حسن
حنا سمور صوت شعري ناعم ورقيق وهادئ يأتينا من البقيعة الجليلية، بلد الشعراء، ذات الطبيعة الخضراء الساحرة الملهمة للشعراء، والتي تشكل مادة شعرية يومية لهم.
ويكتب حنا أشعاره باللغتين الفصحى والعامية المحكية، لغة الناس، اللغة البسيطة الواضحة القريبة من ذوقهم العام.
صدر لحنا ديوانان هما “سحر العيون”، والثاني”وتر يغرد في شجن”، الذي صدر في بدايات هذا العام وضم مجموعة متنوعة من قصائد الحب والغزل والرومنسيات والوطنيات والرثائيات، وغيرها من الموضوعات والأغراض الشعرية.
يمتاز حنا سمور برهافة الحس، ورقة الكلمة، وبساطة المعنى والتركيب، ودقة الوصف، وقلما نجد في قصائده فكرة غامضة، أو عبارة يلتبس ويتعذر فهمها، فهو واضح كل الوضوح لحد المباشرة.
وهو يجيد التوصيف والغزل، ولجملته نكهة جليلية ورونق خاص مميز، يتراوح بين جمال اللفظ، وبساطة المعنى والمفردة، والتعبير الشفيف.
إنه موزع الاحاسيس، ينثر احلامه، ويقطف من ازاهير الحياة ما يبهج ويعبق في اعماقه وحوله، ويبث الامل في النفوس الحزينة، ويمتلك روحًا انسانية صافية، وقريحة شعرية تتدفق كأمواج نور لفجر قادم.
ومن غزله الشفاف الرهيف، الذي راق لي، قوله:
احبيني
احبيني احبيني
وصبي الخمر من شفتيك
وارويني
انا المتألم الباكي
وانت البلسم الشافي
احبيني
احبيني
بكل شراسة التتر
بكل غرابة الغجر
ايا اقسى من الحجر
انا المجنون ساحرتي
اعيديني الى رشدي
اعيديني
احبيني
بكل حلاوة الحب
ورشي الورد في دربي
صغرت صغرت
مذ ابصرت
عينيك
واصبحت
رضيعا يا معذبتي
الى زنديك ضميني
احبيني
ايا ممشوقة القد
احبيني
بلا جزر بلا مد
بلا قدر بلا حد
انا البحار آسرتي
وانت الموج والاعصار
يلقفني ويرميني
حنا سمور شاعر وجداني ورومانسي ووطني، وقصائده هي عصارة روحه ووجدانه وفكره، وتعكس احاسيسه الذاتية، ومواقفه الوطنية، وتتصف باللفظ الرقيق، والوصف الدقيق، والتصوير الصادق، والبوح الوجداني الانيق، والصور الشعرية البسيطة الواضحة. فله أطيب التحيات والتمنيات بمستقبل شعري أكثر خصوبة ونضارة، ومزيدًا من العطاء والتألق.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط